الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة الأنبار وتداعياتها المحتملة

سوزان ئاميدي

2014 / 2 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عندما قامت المظاهرات الشعبية في المنطقة الغربية من العراق وبالتحديد المناطق ذات الاكثرية السنية للمطالبة بالحقوق الشرعية من خدمات عامة واطلاق سراح السجناء ومستحقات سياسية وحقوق اخرى , ولكن واجهت الحكومة المركزية هذه المظاهرات باستخفاف واهمال المطالب ومحاولة إجهاضها , وهكذا استمر الحال حتى قامت قوى داخلية وخارجية باستغلال الموقف ,خاصة بعد التحول الخطير الذي حصل في الوضع السياسي السوري وسيطرة التيارات والجماعات الاسلامية المتشددة على اغلب معاقل المعارضة الأمر الذي أثر سلباً على مطالب المنطقة الغربية من العراق , مما جعل هذه المظاهرات السلمية تأخذ منحى آخر يختلف كلياً عن المسار الذي بدأت به .
وعلية اصبح الامر في المنطقة الغربية يواجه تحديات خطيرة جدا مؤثرة على الوضع الامني فضلا عن انها تعيش مخاضاً سياسياً الى تحقيق المطالب التي ثارت من أجلها , وهنا سؤال يطرح نفسه : ماهي اسباب تفاقم الاوضاع في المنطقة الغربية (الأنبار) ؟
السيد المالكي اظهر اسناده ووقوفه الى جانب حكومة بشار الاسد , " إن عدو الغد اصبح صديق اليوم " ونسى أو تناسى معانات العراق والعراقيين بسبب سماح عبور الارهابيين من الحدود المشتركة بين العراق وسوريا وكان المالكي قاب قوسين او ادنى من تقديم شكوى الى المحكمة الدولية يتهم فيها حكومة بشار الاسد بدعم ومساعدة الجماعات الإرهابية , وادعى المالكي انه يملك وثائق تثبت وتؤكد حقيقة اتهامه . وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة : هل هنالك سبب آخر غير الطائفية مساندة المالكي لحكومة بشار الاسد ؟ .
هذا الامر جعل اهالي المنطقة الغربية يأخذون الحيطة والحذر وكان ذلك بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير لتحويل المظاهرات السلمية الى ثورة مسلحة وانضمام جماعات متطرفة لتكون بؤرة صالحة لاكتساب الاسلاميين المتطرفين , وقد أثر هذا التحول الخطير على مستقبل العراق السياسي والاجتماعي , وهنا سؤال آخر يطرح نفسه بقوة : كيف للحكومة المركزية ان تعيد الوضع الى سابق عهده ؟ بمعنى جعل المظاهرات سلمية مرة أخرى ؟ .
وعليه خرج الوضع الامني في المنطقة الغربية من يد الحكومة المركزية فاعطى مبررا للتدخل العسكري فتقدم الجيش العراقي لمحاربة الجماعات المتطرفة الارهابية مما نشر الذعر في نفوس الأهالي وقتل وتشرد الكثير من المدنين وتفاقمت المشاكل لتصل الى ما نحن عليه الان من خطر يهدد مستقبل العراق كله.
بمعنى اندلاع حرب أهلية شيعية سنية تكون امتداداً لمجريات الاحداث في سوريا لتمتد الى باقي الدول الاسلامية لاشعال فتيل الحرب الطائفية في كل مكان .
وهنا اطرح سؤالاً أخيراً لاستبيان الرأي : ألا يكون تقسيم العراق على اساس فيدرالي او كونفدرالي كحل لوقف فتيل الحرب المزعومة ؟ مع ملاحظة ان الدستور العراقي يسمح بتطبيق ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رهان ماكرون بحل البرلمان وانتخاب غيره أصبح على المحك بعد نتا


.. نتنياهو: سنواصل الحرب على غزة حتى هزيمة حماس بشكل كامل وإطلا




.. تساؤلات بشأن استمرار بايدن بالسباق الرئاسي بعد أداءه الضعيف


.. نتائج أولية.. الغزواني يفوز بفترة جديدة بانتخابات موريتانيا|




.. وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة