الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المال كالسلاح ؛ ( بأيدي أمينة ) عكسها ؛ دولة كأس العالم ودبي والسعوديّة .. نموذجاً

طلال الصالحي

2014 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


المال كالسلاح ؛ ( بأيدي أمينة ) عكسها ؛ دولة كأس العالم ودبي والسعوديّة .. نموذجاً
طلال الصالحي
( عقل القوّة ) عقل استعماري يمكننا تشخيصه هنا تجاوزاً للنظريّات والرؤى والتفاسير حوله حتّى وإن تباينت المعطيات .. والعقل الغربي عقل استعماري امتدادي بحسب بيئته الفقيرة لأشياء كثيرة عكس الاستعماري الشرقي عقل استعماري "لحضي" أي "أهوج" كما يبدو من خارجه بسبب شكواه من غزير أنواع الطاقة المساعدة والّتي مستعدّة لأن تدفعه إلى الكواكب وليس للمشارق أو للمغارب فقط ! وذلك ما يفتقر لمثل هذه الطاقة الحراريّة الجبّارة الغرب ! الفكر الشرقي , أو الاجتياحي بشكل أدقّ , يُبدّد طاقة "القطار" دون حسبان لمخزون احتياط له ! , وهي من أهمّ آفات صفات العقل "الاجتياحي" أو فرض الإرادة القسري المباشر , عكس الغربي "الاستراتيجي" , وإن كان الشرقي "ذا رسالة" لا يستطيع الحفاظ عليها دون استحضار "المقدّس" , كالعرب مثلاً , فهم بارعون في "مقدسة" الأشياء إن صحّ التعبير بحكم "التصحّر" الدافع "للوحشة" وهي "الصيرور" الرئيس لعناصر مكوّن المقدّس ؛ يحمله الاجتياحي معه في جعبته أينما حلّ ولذلك استمرّ وجود "القرآن والحديث وسيرة آل البيت" مثلاً على حالها مهما تقدّم الزمن تحمي الاجتياح الغربي البطيء , وبثقة عالية , وإن عند حدود الصين ! يضفي هذا الطابع على "مبرّرات الاجتياح" حصانة "وجوده الفكري" للحفاظ بالتالي على عمقه المكاني دون جهد مالي أو تضحيات مباشرة مثل تلك الكلف الهائلة الّتي يحصّن بها الغرب وجوده في المشرق ؛ إذ الجميع مسلمون ! , أي يمكن تسميته بعقليّة "النصح" حاضرة في بلدان "الاجتياح" .. فعندما امتدّ الغرب نحو الشرق فإنّما امتدّ تدريجيّاً" وبرويّة وأكثر ما عانا منه هي "كوابح" التمدّد ألاّ تُفسد انفلاتها عمليّة الانتظام في الاجتياح التدريجي الاحتوائي كما حصل في الحروب الصليبيّة الأولى والثانية .. وهي بالمناسبة نفس ميكانيكيّة التمدّد الإغريقي ومن بعده الروماني نحو الشرق , وهو نفس الأداء الديالكتيكي وفق مذهب هيغل "الأمر الكلّي دون الجزيئات" ؛ في التمدّد الاستعماري في العصر البشري الحالي مع إضافة "تحسينات" معالجة على خرسانة ديمومة البقاء خوفه من الاجتياح كما حصل أبان الاجتياح الاسلامي الأوّل الّذي قطّع شرايين الوصل بين الشرق والغرب وضمّرها لولا مبادرة الغرب الفوريّة بإعادة تمدّده المتمترس "السلحفاتي" المتواصل إلى اليوم تطبيقاً للمثل الانكليزي "سلو بت شور" بطيء لكن أكيد .. ومن أهمّ معطياته الاستراتيجيّة على الأرض في عصر "الاستعمار الحديث" تثبيت "دعائم ماليّة" في قلب الشرق محروسة من قبل مؤسّسة دوليّة الشرق عضو نشيط فيها ! لا يستطيع أحد مخالفتها وإلاّ اتّهم بالخروج عن إجماع "المجتمع الدولي" وعواقب الخروج عن هذا الإجماع باتت معروفة ! وهذه الدعائم عبارة عن "دول" مصطنعة يتكدّس فيها خزينها الاستراتيجي المالي يؤدّي عدّة وضائف لا مجال لحصرها هنا نلخّصها بجملة واحدة "خلخلة المجتمع الشرقي من الداخل" بهذه "الكوتات" الماليّة , ولعلّ أوّل ما ستسلّط عليها محرّكات الدفع عبر نوافذ ذاكرة أيّ منّا ستكون باتّجاه مناطق جغرافيّة محدّدة , دول الخليج مثل قطر وباقي المشيخات عزلها الغرب عن امتدادها الطبيعي المشرقي العربي بكمّ من الاموال "أصبح التمويل ذاتي فيما بعد" بما يستغنون به عن محيطهم هذا.. لنلاحظ .. أميركا رأس حربة التمدّد الغربي اليوم تبدو وكأنّها "خارج" مُندفعات "الربيع العربي" لا يد لها فيه كما تبدو للعيان ولكّن المال أو خزينها المالي هو الّذي رأيناه وحده يتحرّك تلقائيّاً وعن بعد نحو بؤر اندفاع التيّارات "الربيعيّة" ليقرّر اتّجاه فوّهات المُندَفَعات تلك أين وجهتها أيّ نحو "قنوات التفريغ" الّتي تعود بدورة اندفاع وهي متكاملة لتصبّ في النهاية في صالح التيّار السياسي الغربي العام ! ..
المُتغيّر الجديد لسياسة "مساحة الاحتواء البطيء" الغربيّة أي احتواء الشرق , وبعد "سياسة الاحتواء التجريبيّة" الحديثة الأولى وأعني بها "مهراجات وإقطاع" لتتحوّل إلى دول ! هي مشابهة لعصور الإمارات والاقطاعيّات الّتي ابتدعها الغرب أبان حقب الغزو الصليبي للشرق "الحرب الصليبيّة الثالثة الناجحة" وتحديداً فلسطين وما جاورها كإمارة عكّا مثلاً , ولكنّها هنا دول ذات كيان متكامل كما بدت من خارجها , علم واعتراف أممي , أي بعدما كانت تُدار تلك "الكوتات" من قبل الغرب مباشرةً أصبحت في عصرنا تُدار من بعيد وعن طريق المال , وهي نقلة نوعيّة تضاهي "المقدّس" الشرقي الّذي لا كُلف ماليّة فيه كما تحدّثنا وإن حدث فسيُسترجع عبر الكعبة وعبر الأضرحة وباقي المقدّسات ؛ وتحاكيه .. لذلك نجد حرص الغرب الكبير "والمقدّس" على أن تبقى "دول الحضانة الحضاريّاتيّة" العربيّة بديمومة عوَز وفاقة وإرهاق مالي حتّى ولو كانت تلك الدول تمتلك أغزر الثروات على وجه الأرض لأنّ أيّ تكدّس مالي داخل هذه الدول "الحضارويّة" بالذات يعني نموّ القوّة الحضاريّة لديها من جديد ومثل ذلك لا يعني للغرب بحسب ميدياه الاعلاميّة الاجتماعيّة تجاه الشرق "وأقصد امتداد حدود وادي الرافدين القديمة" سوى تقطيع شرايين التوصيل المغذّي المجّاني من جديد كما كاد يحصل في مصر والعراق "لولا حفظ الله وستره" في آخر اللحظات ! ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تونس.. فوز محسوم لقيس سعيد؟ | المسائية


.. هل من رؤية أميركية لتفادي حرب شاملة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الهلال والأهلي.. صراع بين ترسيخ الاستقرار والبحث عنه


.. فائق الشيخ علي يوجه نصيحة إلى إيران وأخرى إلى العرب




.. مشاهد لاعتراضات صواريخ في سماء الجليل الأعلى