الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عذراً ، لقمان ديركي : نحن أيضا سوريون

إبراهيم إستنبولي

2005 / 6 / 24
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


كنت أقرأ ما كتبه لقمان ديركي حول مطالبته بأن ينصب السوريون تمثالاً لـه لقاء ما عاناه منذ ولادته دون أن يبيض شعره ( و هو يشاهد عصمت رشيد ) أو يتساقط ( و هو يسمع سمير سمرة ) ، بل إنه ظلَّ " إنساناً عاقلاً " مع أنه تلقى تربيته على يد احمد أبو موسى و سعيد حمادة ، بل إنه بقي حياً ... على الرغم من كل ما قرأه من " إبداعات " ع ع ع و شركاه في نادي الطامعين بنيل 1500 ورقة سورية ( 4 – 6 مرات في السنة )عن محاضرة أو أمسية شعرية لا يستمع إليها أحد ، و إنما فقط لكي يقال أن فروع اتحاد الكتاب ليست نائمة بل هي نشطة ثقافياً ، أو بالحصول على راتب تقاعدي على مشارف الحياة الزاخرة بـ " الإبداع " على نمط ما ينشر في " الموقف الأدبي " مما يسمى – زوراً و بطلاناً- بالقصة و الشعر .. و إنني أشهد أنني اشتريت العدد الأخير من مجلة الموقف الأدبي إذ خدعتني عبارة : ملف خاص عن الشعر في سوريا ! لأكتشف أن عدد القصائد التي تشبه الشعر لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة من بين أكثر من خمسين قصيدة " زُيّنَ بها الملف " .. و قد اكتشفت مدى جهلي إذ لم يسبق لي أن سمعت بحوالي 45 شاعراً ممن وردت أسماؤهم في القائمة و أنني لم أقرأ حتى النهاية قصائد ثلاثة شعراء من الستة الباقين ... و قد لامني بعض الأصدقاء : أيعقل أنك تبحث عن شعر حقيقي في " الموقف الأدبي " ؟! و الغريب أن يسمى ملفاً عن الشعر في سورياً بينما تغيب عنه أسماء شعراء سوريين بارزين ، بل الأبرز : أدونيس ، نزيه أبو عفش ، بندر عبد الحميد ، لقمان ديركي ، عهد فاضل ، فراس محمد ، رولا حسن ، حمزة رستناوي و غيرهم ... ) .
أورد هنا مقتطفات عشوائية من الملف المنشور في " الموقف الأدبي " عدد جزيران 2005

من قصيدة – الذّرة الزرقاء :

" ربما آن أوان النثر فالدنيا عُجاله
و الذي يأكل ( توناً ) و بطاطا ( الشيبس )
...
و الذي يركب مهراً معدنياً
و الذي يسرق ( زفت الشارع العام ) ...

أو من قصيدة - افهموا سرّنا ( رسالة إلى السفير الأمريكي ) :

قد نموتُ ..
نموتُ و لا ننحني
فافهموا سرّنا
قبل أن تدخلوا ورطة
لا مجال لكم بعدها للخروج
سوى في نعوش الفنا ...

أو من قصيدة الصبايا لا يحببن لوركا :

كانت منذورة للشمس
و كان ابن الظلام
دوزنت الفصول بضحكة
و رمَّدَ الأيام بخباء كلماته
كان يغني للعصافير
حين تنحني العصافير
...
و ها أسماك قرش تعوي و تعوي في دمه
حتى يحتقن الهواء
...
و هو .. هو
يستحث قش حكمته
بنار تأتي على جوارحه .. الخ

أو من قصيدة لقاء :

تلهّب الشوق عندي .. ضجَّ .. و انفعلا ( هكذا وردت ) سألتقيها عناقاً – عزّ – أو قبلا
..
هل تطلع الشمس ليلاً أم حديقتنا من لهفة ؟ ... فتشظّى الضوء أو جُدِلا
.. لما أتت ذُهلت – نرجيلتي – ذهلت ...

أو من قصيدة : نخلتي لا تتقن السياسة

لي نخلة
لا تتقن السياسة
لقاؤنا اشتعال قبلتين ْ
تضمني في شغف
و عندما تتركني في البابِ
تنثني وراء قبلتينْ ..
تخفي وجيبَ قلبها
في غمزة من عينْ
....

و " الملف " عصي على الانتهاء .. إذ أنني أخاف من تساقط أو ابيضاض ما تبقى من بعض شعر في رأسي .

و من ثم : قررت أن أريح لقمان ديركي و أن أخبركم من هو مروان ناصح و عصام خليل .. ( الأفضل أن لا أفعل حفاظاً على ما تبقى من شعركم .. ) .
بقي أن أقول : إن كل واحد منا يتمكن ( أحيانا ) من متابعة برنامج " مدارات " على الفضائية السورية للمحاور و يبقى بكامل قواه العقلية ، يستطيع أن يستمع إلى خطابات زعماء أحزاب الجبهة و دون أن يكون قادراً على حفظ أسمائهم أو أسماء أحزابهم دون أن يصاب بفالج ، أن يقرأ الصحف الرسمية و الملحق الثقافي للثورة ( بل و أن يتفرس في صورة مدير تحريره من حين لآخر ) دون أن يرتفع السكر أو الضغط لديه ، أن يقرأ عن محاربة الفساد من قبل مسؤولين فاسدين دون أن يلعن إبليس و الأمريكان ، أن يقض راحته صوت الآذان في الجوامع التي صارت أكثر من الهم على القلب و يؤمها عدد لا بأس به ممن كان شيوعياً أو بعثياً في السابق و مع ذلك يسمع الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى " سوريا البعثية !؟ " .. و هلم جرا و الخ. – أقول بأن كل واحد من هؤلاء يستحق أن ينصب لـه تمثال على شاكلة التمثال الذي يستحقه ( بكل تأكيد ) شاعرنا الرائع لقمان ديركي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. … • مونت كارلو الدولية / MCD كان 2024- ميغالوبوليس


.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح




.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با


.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على




.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف