الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجواري والاماء وفقه ملك اليمين

علاء رحم
(Alaa Rn)

2014 / 2 / 4
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


نحو دفاع عقلاني عن الدين
أن ملك اليمين لم ترد في كتاب الله تعالى إلا بالصيغة الفعلية وبالفعل الماضي حصراً مثل (ملكة ايمانكم) (ملكت ايمانهن) (ملكة ايمانهم) (ملكة يمينك)
وفي هذا دليلٌ على أن المسألة ترد في كتاب الله تعالى لتصف حالات اجتماعية إن الصيغة الفعلية لا تصف مسائل ثابتة بعينها إنما تصف حركة الفعل في المسائل المختلفة .. مثلاً : عندما نقول : أكلت ترتسم في أذهاننا حركة فعل الأكل بشكل مجرد عن الشيء المأكول .. ولا تكتمل الصورة إلا بسياقٍ نصي مكمل كأن نقول :
أكلت خبزًا ، أو أكلت خضاراً ، أو أكلت أموال فلان...

بينما في الصيغة الاسمية فإن الصورة تكتمل لمسألة محددة بعينها كأن نقول : كأس ، أو : قلم : أووووو

وهكذا .. فإن ورود صيغ العبيد وملك اليمين في كتاب الله تعالى بالصيغة الفعلية (وبالفعل الماضي حصراً ) يعني أن المسألة تصف حركة الفعل في وقوع المملوك تحت الإشراف والرعاية والتربية والإنفاق والإرشاد بالنسبة للمالك .. وهذا يتجلى بمفاهيم مختلفة يبينها السياق القرآني المحيط بكل عبارة من العبارات الفعلية لملك اليمين..هذي فكره عامه عن موضوع ملك اليمين و ملك العبيد ..

وملك اليمين لا تعني في كتاب الله تعالى أبداً ملك الوطء دون عقد نكاح شرعي كما هو في موروثنا الفقهي والتفسيري..
فالنكاح في كتاب الله تعالى يعني العقد الشرعي ولا يقتضي حتمية الدخول او ممارسة الجنس بالمعنى العام وهذا دليل في قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها فَمَتِّعُوهُنَّ وَ سَرِّحُوهُنَّ سَراحاً جَميلاً (49)الاحزاب)

ففي هذه الاية الكريمه نرى تم عقد النكاح (إِذا نَكَحْتُمُ)لكن الدخول لم يتم (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ) وفي هذا اكبر دليل على أن النكاح في القرآن يعني العقد الشرعي فالقاعدة اﻻ-;-ساسية اذا وجدنا كلمة نكاح في القرآن يعني تقصد عقد زواج شرعي (راجع تفسير الميزان ج16)تشمل ملكة اليمين او غيرها...
بدليل قوله تعالى
(وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَ آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَ لا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحيمٌ )(25) النساء
وقوله تعالى
وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ (32) النور
وهذا دليل على ان المموكه لا يتم الدخول عليها الى بعقد شرعي ...


ودليل اخر بسيط على عدم الجواز وطء المملوكه بدون بعقد شرعي هو أن للنساء حق ملك اليمين (ملكت ايمانهن) دون أن يعني ذلك أن هؤلاء المملوكين يدخلون بهن..
وارجوا الانتباه والتركيز لحد الان نحن اثبتنا فقط معنى النكاح وأن المملوكه مشموله بعدم جواز وطئها بدون عقد شرعي ..

ماذا يعني مفهوم ملك اليمين في القرآن

إنَّ الإيمان الحق بعظمة كتاب الله تعالى وأنه صالح لكل زمان ومكان يقتضي الإيمان بأن كل حكم يحمُله القرآُن الكريم له ساحا ت تطبيق واتباع في كل زمان ومكان ..
فالنص القرآني حاملٌ للتاريخ وليس محمولاً به بطريقة ثانية ان النص القرآني لا يحده تأريخ معين ويتوقف العمل به فكل نص صالح لكل زمان ومكان..

المصداق الاول لملك اليمين
عند ما يقع مجموعة من الأيتام والفقراء والأطفال تحت رعاية
إنسان قادر على اشرافه عليهم بتربيتهم ورعايتهم والانفاق عليهم بحيث يتقرب بذلك إلى الله تعالى .. في هذه الحالة تكون علاقة المالك – ملك يمين – بالمملوك هي علاقة ولاية مادية خيرة هدفها مساعدة المملوك والأخذ بيده لإخراجه من حالته حتى يصبح قادراً على الكسب الحلال وقادراً على مواجهة أعباء الحياة بشكل حر سليم .. والآية الكريمة
التالية تبين هذا الفارق في الرزق وكيف أنَّ المملوك ملك يمين ( في هذه الحالة المادية) هو مملوك ( بمعنى واقع تحت إشراف المالك ورعاية وتربية وإنفاقه ) لسببٍ مادي يتعلّق بالرزق ..
قال تعالى
وَ اللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَهُمْ فيهِ سَواءٌ أَ فَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (71) النحل
راجع تفسير الميزان تفسير سورة النحل (ومحصله أن قوله: ﴿-;-فهم فيه سواء﴾-;- حال محل إضراب مقدر والتقدير أن الموالي ليسوا برادي رزق أنفسهم على عبيدهم فيما ينفقون عليهم بل الله يرزق العبيد بأيدي مواليهم وهم سواء في الرزق من الله.)

ونستطيع ان نستدل بقوله تعالى
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ في ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)
بَلِ اتَّبَعَ الَّذينَ ظَلَمُوا أَهْواءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَ ما لَهُمْ مِنْ ناصِرينَ (29) الروم
فالعباره القرآنية ( مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) لا تعني جنس محدد اولا تعني جنساً محدداً من البشر لا يملكون شيئاً

المصداق الثاني لملك اليمين
تعني عبارُة ملك اليمين أولئك الذين نملك العلم فيهم والطمأنينة
من أنهم كشهوة وغريزةوميل للنساء لا يختلفون عن الأطفال الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا عن التابعين غيرأولي الإربة من النساء ..
قال تعالى
وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَ لا يُبْدينَ زينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَني إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَني أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفينَ مِنْ زينَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَميعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)النور
ودليل اكبر
قوله تعالى
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ وَ الَّذينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَ حينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهيرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَ لا عَلَيْهِمْ جُناحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلى بَعْضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَ اللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ (58)
وَ إِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ وَ اللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ (59) النور
فهذا الجانب .مما تعنيه عبارُة ملك.اليمين في كتاب الله تعالى تتم فيه مساواُة المتصفين به مع الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم .وهذا يدل على أنهم ليس لديهم شهوةٌ وغريزةٌ وميلٌ للنساء.
وهذا ما تدل عليه الاية القرآنية في قوله تعالى
لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ في آبائِهِنَّ وَ لا أَبْنائِهِنَّ وَ لا إِخْوانِهِنَّ وَ لا أَبْناءِ إِخْوانِهِنَّ وَ لا أَبْناءِ أَخَواتِهِنَّ وَ لا نِسائِهِنَّ وَ لا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ وَ اتَّقينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهيداً (55) الاحزاب
فالعبارة القرآنية (وَ لا ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ) تعني الذين تم العلم والتأكيد والطمأنينه بأنهم لايأتي منهم اذا اتجاه احكام هذه المساله كونهم لا ميل عندهم للنساء ولا شهوه..

المصداق الثالث لملك اليمين
الزوجة التي تم ملك وطئها بعقد زواج شرعي بدليل قولة تعالى
لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ وَ كانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقيباً (52) الاحزاب

(إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ) هي بصيغة الماضي وليست مضارع وتعني نسائه التي ملك حق وطئهن بعقد نكاح شرعي و(لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ وَ لا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ )تعني جميع النساء على الاطلاق فتأتي العباره (إِلاَّ ما مَلَكَتْ يَمينُكَ) وتعني زوجاته التي بعقد شرعي راجع تفسير الميزان ج16
وهذه الجانب من دلالات ملك اليمين نراه في الصورة القرآنية
قال تعالى
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَ بَناتُكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ وَ عَمَّاتُكُمْ وَ خالاتُكُمْ وَ بَناتُ الْأَخِ وَ بَناتُ الْأُخْتِ وَ أُمَّهاتُكُمُ اللاَّتي أَرْضَعْنَكُمْ وَ أَخَواتُكُمْ مِنَ الرَّضاعَةِ وَ أُمَّهاتُ نِسائِكُمْ وَ رَبائِبُكُمُ اللاَّتي في حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللاَّتي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ وَ حَلائِلُ أَبْنائِكُمُ الَّذينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحيماً (23)
وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ أُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنينَ غَيْرَ مُسافِحينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَريضَةً وَ لا جُناحَ عَلَيْكُمْ فيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَريضَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَليماً حَكيماً (24) النساء

فعبارة (وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ ) هي تعني حرمة العقد على المتزوجات وتشمل كل متزوجه على الاطلاق حتى المخاطبين في الاية السابقه لذلك جائت العباره ( إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) لاستثناء زوجات المخاطبين بهذه العباره القرانية من بين مجموع المتزوجات على وجه الارض بمعنى يحرم عليكم جميع النساء المحصنات بأحصان الزواج الشرعي واحلت لهم زوجاتهم فقط,, ونفهم أنه يحرم عليكم جميع النساءِ اُلمحصنات إحصان زواج بعقد نكاح شرعي إلاما ملكتم وطأهن بعقد نكاح شرعي وهن أزوا جكم المحللات لكم
بطريقة اخرى : حرمت عليكم كل نساء الأرض ( اللاتي من الممكن وطؤهن
بعقد نكاح شرعي ) أن تطؤوهن إلا ما ملكتم وطأهن بعقد نكاح شرعي حين عقدالنكاح وضمن ما حدده الله تعالى لكم وهو ما لم يتجاوز الأربع نساء ..بمعنى أن نساء الأرض محرمات على أي رجل أن يطأهن إلا أربعاً منهن بعد ملك وطئهن بعقد نكاح شرعي ..
فكل عبارة قرآنية ترد فيها إحدى هاتين المسألتين ( ملك اليمين والإحصان) تصف نوعاً محدداً – وربما أكثر – من أنواع كل مسألة .. ومعرفة النوع الذي تصوره العبارة القرآنية وعدم الخلط بينه وبين الأنواع الأُخرى يقودنا إلى الفهم السليم لحقيقة الأحكام التي تحملها هذه العبارة ..
ولاحصان لا يعني الزواج الشرعي بالضروره فهناك احصان من جانب معنوي هو العفه والطهاره واحصان الاسلام
وهذا ما جاء في قوله تعالى (ومريم ابنت عمران التي احصنت فرجها) الترحيم 12

المصداق الرابع لملك اليمين
ما مالكت ايمانكم من فتياتكم المؤمنات
قال تعالى
وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإيمانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَ آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَ لا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَ أَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَحيمٌ (25) النساء
فنكح الفتيات المؤمنات من هذا النوع من ملك اليمين لا يكون إلا بتحقيق الشرط وهو عدم الاستطاعه من نكح المحصنات المؤمنات (يعني احصان العفه والطهاره والاسلام) فهذا النوع لا يكون الى في الخوف الشديد من الوقوع في الفاحشه . والايات السابقه اكدت على ضرورة العقد الشرعي في النكاح فلا يجوز وطء اي مملكوه بدون العقد الشرعي بدليل قوله تعالى (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَ آتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَناتٍ غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَ لا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ ) دليل على أن المسألة تتعلق بالعقيد وليس لها علاقة بالرق في التأريخ .. هذا جانب الجانب الاخر (فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ )
إن أحكام كتاب الله تعالى تطبق على جميع المسلمين بذات الدرجة وبالتالي وبناء على كل ما سبق فإن هذا النوع من ملك اليمين يعني الكتابيات اللاتي يرتبطن مع بعض المسلمين بعقد نكاح لأنه لا يحق للمسلم نكح إلاّ المسلمة أو الكتابية ..

(وَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَناتِ الْمُؤْمِناتِ فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ ) هذه الاية تعني بعد عدم القدره على (نكح يعني الزواج الشرعي ) من المحصنه بحصان الاسلام فالابأس بأن (ينكح يعني يتزوج زواج شرعي) ممن وقعت تحت استطاعته واشرافه وعلمه من الفتيات المؤمنات (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ) يعني الكتابيات حصراً

(مِنْ فَتَياتِكُمُ) تعني من الاتي يتحركن ويسعين تحت علمكم ورؤيتكم واشرافكم بحيث تقفون على حقيقتهن فكلمة (فتى) في القرآن تعني الساعي والمتحرك في مسأله ما.. مثل قوله تعالى (قالوا سمعنى فتى يذكرهم يقال له ابراهيم) الانبياء 60 فابراهيم ليس عبد لاحد من البشر انما هو متحرك وساعي للبحث عن الحقيقة ... والفتية المذكورون في سورة الكهف قال تعالى (نحن نقص عليك نبأهم في الحق انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى) الكهف 13 فهي تدل على الشاب اليافع
فحينما تضاف كلمة فتى لتصف انسان ما فأنها تعني الساعي والمتحرك تحت علم هذا الاخر واشرافه او حسب ماذ جاء بمعاني اللغه تعني (( وقد عُبِّر بلفظ "الفتى" عن العبد والخادم؛ لأنه لا يكون خادمًا حتى يبلغ سن الشباب حتى يستطيع خدمة مولاه))

قال تعالى وَ قالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدينَةِ امْرَأَتُ الْعَزيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها في ضَلالٍ مُبينٍ (30) يوسف
وقال تعالى
وَ قالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ في رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) يوسف
وقال تعالى
فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (62) الكهف

وعلى هذا فا العبارة القرآنية (فَمِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ فَتَياتِكُمُ الْمُؤْمِناتِ ) تعني
من اللاتي يتحركن في المجتمعِ تحت علمكم ومشاهدتكم وبحيث
تعرفون أخلاقهن وحقيقتهن من خلال علمكم بسعيهن تحت إشرافكم ورؤيتكم لهن وقد اباح الله الارتباط بهن بعقد نكاح شرعي
قال تعالى
الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَ طَعامُ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَ طَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنينَ غَيْرَ مُسافِحينَ وَ لا مُتَّخِذي أَخْدانٍ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرينَ (5) المائده

فإذا تزوجن (( الواقعات تحت إشراف المسلمين وعلمهم ومراقبتهم من نساء أهل
الكتاب )) من المسلمين فعليهن نصف ما على المسلمات من العذاب في حال ارتكبن
لذات الفاحشة .. فهن ينتمين لدين اخر وفي الوقت ذاته يتعلقن مع مسلمين بعقد نكاح شرعي وبالتالي يكون حد الفاحشة هو وسطٌ بين هذين الحدين بمعنى نصف ما يطبق
على المسلمة للفاحشة هو في قوله تعالى(إِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ )
فلو كان المعنيات بهذا النوع من ملك اليمين مسلمات لما كان العذاب المطبق
عليهن هو نصف ما يطبق على المسلمات فأحكام كتاب الله تعالى تطبق على جميع
المسلمين دون استثناء ..
ومن جهة ُأخرى لو كان المعنيات بهذا النوع من ملك اليمين غير الكتابيات يعني المشركات فبالاساس لا يجوز نكاحهن اصلاً
قال تعالى
وَ لا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَ لا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَ لَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَ الْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَ يُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221) البقره
اذاً الفيات المؤمنات هن الكتابيات المرتبطات مع المسلمين بعقد نكاح شرعي
وتبين لنا انه لا يجوز وطء المملوكه بدون عقد نكاح شرعي ويجب اعطائها مهرها وباذن اهلها ولا فرق بينها وبين المسلمه وهذا يؤكد صون الاسلام لكرامتهن وعدم تمييزهن عن المسلمات .
هذا مختصر جداً من بحث موسع في مفهوم ملك اليمين وقد خرجنا منه بأربع مصاديق

المصداق الاول : عند ما يقع مجموعة من الأيتام والفقراء والأطفال تحت رعاية
إنسان قادر على اشرافه عليهم بتربيتهم ورعايتهم والانفاق عليهم بحيث يتقرب بذلك إلى الله تعالى .. في هذه الحالة تكون علاقة المالك

المصداق الثاني :أولائك الذين نملك العلم فيهم والطمأنينة من أنهم لا يملكون شهوة وغريزة وميل للنساء ولا يختلفون عن الأطفال .

المصداق الثالث : الزوجات بعقد شرعي

المصداق الرابع : الفتيات المؤمنات من اهل الكتاب .

ملاحظة ذكر تفسير الميزان فقط للشاهد في محله الذي ذكر فيه ولا يعني أن هذا البحث مطابق لتفسير الميزان .. فهذا البحث لا يعد تفسير ولا تؤيل هو تدبر فقط في أيات لله ولا يوجد قطع جزمي بالمعنى الذي ذهبت اليه

والحمد لله رب العالمين
بعض الاقتباسات مستله من كتابات المهندس عدنان الرفاعي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ضغط الواقع
قاسم ( 2014 / 2 / 4 - 14:22 )
و الذين هم لفروجهم حافظين . إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فهم غير ملومين) المعارج ، و المؤمنون ... حرف العطف (أو) للتخيير هنا ، أي أما نكاح أو وطء الزوجات أو وطء ملكات الأيمان ، و بالضرورة هن غير الزوجات و إلا لكان المعنى : نكاح الزوجات أو نكاح الزوجات و هو أمر عبثي .. لا تنسى وقائع التاريخ الإسلامي من سبايا بني المصطلق حينما قال الصحابي راوي الحديث (نزلت آية : و المحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ... قال : فاستحللنا فروجهن ، أي فروج سبايا بني المصطلق ، و كذلك سبايا أوطاس ، المفسرون و رواة التاريخ رووا عن السبايا المنكوحات بملك اليمين (حتى ريحانة وطأها محمد بملك اليمين بعد قتل بني قريظة و مارية القبطية التي نزلت الآيات فيها بعد أن قبضته حفصة بالثابتة ناكحا لها في فراشها : (يا أيها النبي لم تحرم ..) كل المفسرين تقريبا فسروا الآيات كما هي واضحة : جواز نكاح السبايا ... نكاح ملكات اليمين (اللواتي يتم شراؤهن أو توارثهن) ظل ساريا حتى الستينات من القرن الماضي في السعودية و حتى اليوم في مورتانيا .. نعم ضغط الواقع شديد لكن الاعتراف بالحقائق فضيلة و سبيل للخروج من التخلف


2 - رد على تعليق الاخ قاسم
علاء رحم ( 2014 / 2 / 4 - 18:10 )
صديقي اختلف معك بمنظوري للوقائع التأريخية انا لا انكر حدوث حالات كثيره من سبي ودخول على المسبيات بدون عقد شرعي والتاريخ ينقل عن خليفة المسلمين لديه 100 جارية والحديث يطول لكني اختلف معك بخصوص ان النبي وطء احداهن بدون عقد حتى التاريخ المزور لم يتجراء على ذكر ذلك الى بعض الشواذ من نقلة التاريخ والجميع اجمعوا على زواجه منهن ,, اختلافي معك انا لا اجعل التاريخ والروايات معيار لفهم القرآن اوبمعنى ان الاية الكريمة التي ذكرتها (وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ )هي تعني حرمة العقد على المتزوجات وتشمل كل متزوجه على الاطلاق حتى المخاطبين في الاية السابقه لذلك جائت العباره ( إِلاَّ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ)لاستثناء زوجات المخاطبين بهذه العباره القرانية من بين مجموع المتزوجات على وجه الارض بمعنى يحرم عليكم جميع النساء المحصنات بأحصان الزواج الشرعي واحلت لهم زوجاتهم فقط ونفهم أنه يحرم عليكم جميع النساءِ اُلمحصنات إحصان زواج بعقد نكاح شرعي إلاما ملكتم وطأهن بعقد نكاح شرعي وهن أزوا جكم المحللات لكم وبذلك نفهم حرمة الدخول على المسبية او المملوكه بدون عقد شرعي وهذا اقرب لسماحة الاسلام وصلاحيته. مودتي


3 - تابع للتعليق السابق
علاء رحم ( 2014 / 2 / 4 - 18:58 )
في فقهنا وتفاسيرنا قالوا تسبى النساء في الحروب ويتحولن إلى ملك يمين يتم وطؤهن دون عقد نكاح على الرغم من أنوفهن حتى المتزوجات منهن ويتم بيعهن وشراؤهن كالحيوانات و باستطاعة مالكهن أن يبيع وطأهن لغيره مع بقاء خدمتهن للمالك وما يلدن من غير المالك هم عبيد للمالك ذكوراً كانوا أم إناثاً ووضعوا تشريعات خاصةً بهذه المسألة ولكن المسألة التي تضع العقل في الكف هي أن دخول هؤلاء المملوكين ذكوراً كانواأم إناثاً في الدين الإسلامي بعد سبيهم لايخرجهم من إطار الانصياع للأحكام الظالمة التي تم تلبيسها وافتراؤها على منهج الله تعالى وبأختصار شديد العبيد وملك اليمين من منظارالتشريعات الوضعية التي البست ظلماً على الاسلام وهي خارج اطار الانسانية وخارج اطار احكام كتاب الله تعالى لذلك هذا البحث هواشبه بالخروج على المنطق السائد او المتعارف عليه فموضوع ملك اليمين مشابه للكثير من مواضيع التاريخ الاسلامي التي اثبتت عدم صحتها وماهي الى نسخ مزوره لشريعة النبي ص مثل اكذوبة الجزية والرق وشرعية الجهاد الابتدائي الذي ثبت عدم صحته ممكن للمهتم مراجعه الجهاد الابتدائي الدعوي في الفقه الإسلامي.. للشيخ حيدر حب الله

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس