الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ساحة الشعراء

صبري هاشم

2014 / 2 / 4
الادب والفن



نحن في الجوارِ
وإلى جوارِ حديقةٍ في الجوارِ
يأتي الأعرابُ
بخسائرِهم الكثيرةِ وأحلامِهم المُنْسَلّةِ مِن سلالٍ منسوجةٍ مِن وهمِ الذاكرةِ
وتأتي القبائلُ :
إيلخانيون كانوا قد زرعوا الفجيعةَ في أزقةِ بغداد
مثلما يفعلُ الآن السادةُ الأمريكان
جلائريون يفرشون لأبناءِ جلدتِهم زهوَ الحدائقِ
مازالوا بمودتِنا يطمعون وإلى قيادِنا ثانيةً يتشوقون
وعن أسلافِهم فصلتْهُم لغةٌ عذراء
ثم يأتي السلافيون عراةً بلا خميرةٍ مِن أطيانِ الماضي
ويأتي السكيرون
إلى حدائقَ في الجوارِ
يأتي كما يأتي الخلقُ الألمانُ
يتوسدون غيوماً مُتعبةً سمراء
مِن حولِهم يسدلون ستاراً مائياً
وتحت وهجِ الشمسِ يتعرّون
ويستغرقون في تنفُّسِ حَيْرَةِ الأقوامِ
يأتي الجوريُّ بألوانٍ شتّى
بلا طيبٍ أو هويةِ انتماء
يدخلُ غابةً تتغنّجُ ظِلالاً كأنها هطلت مِن آخرِ المطافِ
ثم يأتي الفلُّ العدنيُّ يتشّهى نحورَ الصبايا
أيها الحمامُ الهاربُ مِن ديارِهِ
لا تندهشْ بزئبقِ الأجسادِ
ولا بزحفِ الساحات :
" هانا زوبك " ساحةٌ بها يتربّصُ المارّةُ
ويقطعُها عَمْداً سيفُ الطريقِ
وعلى مصاطبِها الحجريةِ يلقي الشعراءُ رحالَهُم ويبثونها شكواهُم
وللطيرِ الآبقِ يُناجون
وبلا إباحةٍ تأتي الميدانَ أقوامٌ مُسالِمةٌ
وتأتي " الكودام "
هل يأتي الطيرُ ؟
أنحن على ساحلِ بحرٍ نتقاسمُ لذّةَ المنفى ؟
هل تأتي " أمُّ البروم "
بلا عمّالِ المسطرِ وبلا " جوادٍ " تأتي التحرير ؟
هل تصمتُ حقولُ الجوريِّ بوجهِ الزائرِ والولهان
وتنطلقُ حزناً آهةُ زيزفونةٍ ؟
هل تُنتهكُ علانيةً نخلةٌ على شاطئ الفرات ؟
هل ؟
ما أصعبَ السؤالَ !
إلى حدائق " هامبولدت "
تأتي مخلوقاتٌ لم ندرِ عنها في هذي الأنحاء :
بناتُ آوى
السناجبُ البيضاء
وذئبٌ يبحثُ في أعلى التلِّ عن مأوى وأنثى
وتأتي أطيارٌ مِن كلِّ القارّاتِ
كفّت حناجرُها عن الغناء
إلى حدائقَ في الجوارِ
نأتي بورقةٍ وقلمٍ
ونأتي بزجاجةِ نبيذٍ وقنينةِ ماء
إلى ساحةٍ في الجوارِ أشعلتْ صمتي
يأتي مِن آخرِ القرى المنطويةِ على نفسِها في أطرافِ أوروبا " الشاعرُ المناضلُ العنيدُ "
يُنازعُني المكانَ الذي لا يعرفُ اسمَه
ولا يعرفُ أسرارَ الرائحةِ المُشتعلةِ فيه
أُنازِعُهُ المكانَ .
يسحرُهُ المكانُ
إلى ساحةٍ أمَّها الطيرُ والشعراءُ
الشاعرُ يأتي
أيها الشاعرُ
أيها الطائرُ
أخذوا السماءَ وصادروا الأرضَ
وتركوا لنا القصيدةَ
ثم قالوا أبحروا إنْ شئتم
فكيف تُحلِّقُ بنا القصائدُ
وأين نحطُّ بعد سفرٍ طويلٍ ؟
إلى جوار حديقةٍ
لا نعلمُ عن سحرِ الزيزفونِ شيئاً
ولا عن عطرِ المساء
نأتي نحن والنساء
كي نكتبَ معاً
شهقةَ القصيدة


17 ـ 07 ـ 2010 برلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي