الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


8 شباط عار في سجل البعث السياسي

طه رشيد

2014 / 2 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لم يسجل التاريخ الحديث في العراق او في المنطقة العربية انقلابا وحشيا ازهقت فيه ارواح الناس، وأرهقت دماء الأبرياء من البشر، وزج بعدد من المواطنين ومن مختلف الشرائح والطبقات في السجون، مثل ما حدث في العراق ابان الانقلاب الفاشي في الثامن من شهر شباط ( 14 رمضان ) 1963. ذلك التاريخ الاسود والمشؤوم الذي اصبح حداً فاصلا في تاريخ العراق السياسي.
ان ما حصل من ويلات للعراق منذ ذلك التاريخ وليومنا هذا، هو نتاج لذلك الحدث الذي لم يكن الا تتويجا لتطبيقات الحرب الباردة على بقعة صغيرة، الا انها كانت، وما زالت نقطة ستراتيجية على خارطة العالم اسمها العراق، وكانت البيادق المنفذة للإنقلاب محلية الصنع، كتب عليها: صنع في امريكا، وهذا باعتراف كل الاطراف القيادية المساهمة بالانقلاب ( جئنا بقطار امريكي . . . )هكذا قالها علي صالح السعدي احد منفذي 8 شباط.
ولم تبخل بعض الانظمة العربية على المساهمة في اجهاض ثورة 14 تموز، تلك الاطراف التي كانت تتشدق بشعارات "قومانية" بشعة فذهبوا سوية مع شعاراتهم الى مزبلة التاريخ وبقيت ثورة 14 تموز 58 شاخصة بمنجزاتها رغم عمرها القصير الذي لم يتجاوز الخمس سنوات.
جاء البعثيون بحقد منفلت ضد الحركة الوطنية التقدمية وفي مقدمتها الشيوعيين.
لقد ساند بقايا الاقطاع وبعض القوى الرجعية البعثيين، تلك القوى المتضررة من قانون الاصلاح الزراعي الذي اصدرته ثورة تموز، والتي وجدت مصالحا مشتركة فيما بينهم . فاستغل البعثيون تحالفاتهم الجديدة ليرفعوا شعارا ت خادعة ، ووزعوا بيانهم المشؤوم رقم 13 الذي اصدره الحاكم العسكري انذاك، المقبور رشيد مصلح، والذي اجاز لهم قتل المواطن بتهمة الشيوعية دون محاكمة او امر قضائي. ونستطيع ان نتصور المجازر التي ارتكبوها!
لقد طال حقدهم كل مرافق الحياة حتى انهم لم يترددوا بمحاولة اعدام نصب الحرية لجواد سليم ! ويمكن ان نشاهد ليومنا هذا آثار الرصاص على النصب . وقاموا كذلك بتغطية جدارية فائق حسن، في الجهة الثانية لحديقة الامة، بالطلاء الاسود.لانهم لا يستطيعون مرأى الحمام وهو يحلق في سماوات العراق.
البعثيون بسياستهم الاجرامية الرعناء وبحروبهم الهمجية لاحقا، مهدوا الارض للاحتلال الاجنبي وتركوا العراق ارضا وشعبا رهينة وساحة للتدخلات الاقليمية والدولية لامد ليس بالقصير، ولا يمكن الانفكاك منها الا بوحدة الصف الوطني ووضع العراق كمشروع للتنمية في صدارة برامج كل الاحزاب الفاعلة على الساحة العراقية، والابتعاد كليا عن آفة التحاصص المذهبي والعرقي والطائفي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام