الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور وحكايات

محمد أيوب

2005 / 6 / 24
الادب والفن


قصة قصيرة
1 – الورود
تدافعت الورود في الشوارع وتزاحمت ، تسابقت الورود تملأ الشوارع بعبق الفجر الندي ، حتى البراعم الصغيرة تدافعت لترسل شذاها عطراً يملأ الأفق، ويغطي الأرض ببساط ندي لتسير فـوقه الشمس دون أن يخدش الشوك قدميـها الطـريتين ، وتـطل الشمس من بعيد ، تطل في حذر وفي خجل ، في حذر لأن الأشواك اللعينة التي تنتشر في كل مكان تخز أصابع اليد والقدم إذا تـحركت في الاتجاه الصحيح ، لكن الورود تقف لهذا الشوك اللعين بالمرصاد ، تقصفه ، تحوله بصاقاً تلقي به ، تقذفه في وجه العتمة ، تذيبـها ليقترب الفجر ويكتمل تفتـح كل الورود .
2 – الأشواك
باتت الأشواك تملأ المكان ، الأرض والسماء ، حتى الهواء بات يحمل تلك الأشواك اللعينة ، يبصقها فتئز ، تنز دماً ، فيضاً طوفاناً يغرق سطح الأرض، يتدفق نهراً يجري ، يبـحث عن مصب ما زال بعيداً ، والطريق فيـها كثير من التعرجات والانحناءات ، الارتفاعات والانخفاضات ، والأشواك تكابر ، تطلقها أيد اعتادت قطف الورد قبل الأوان ، تطلقها نحو الأقدام ، لكن الأشواك الملعونة تضل طريق القدمين ، تجذبها الرأس ، للرءوس جذب خاص أقوى من جاذبية الأرض ، تتدحرج الورود وتتبلل الأشواك بالدم ، تبرد تطفئ ظمأها الأزلي الأبدي ، وتنز رءوس الورد الأحمر ، تنز ألماً ، دماً ينتشر فوق الأرض ليرسم خريطة للوطن ، تمسح آثار الشوك الملعون ، تمحو بصمات الشر ليسود الخير ويعم الأمن جميع الناس .
3 – الهواء الأصفر
لا ينكر إلا جاحد أن الحضارة الغربية أتحفتنا بالكثير الكثير ، فالشوك نعمة لا ينكرها أحد ، وكذلك فكرة المعلبات التي لولاها ما استطعنا الاحتـفاظ بطعامنا مدة طويلة دون أن يتلف ، ومن معلبات هذه الحضارة تلك المعلبات التي تنطلق في الجو لتفسو هواءً أصفر في وجه الورد والريحان الذي يحاول أن يتمرد على عنصر الزمن ويتفتح قبل الأوان ، فست عدة علب هواءها الفاسد في الفضاء بين الورود والرياحين ، داخ الورد بحب الوطن ، سالت الدموع من عيون وردات صغيرات لتـغسل ثيـاب الوطن من دنس دائم ، من وجع يعشش في الأعمـاق ، تطايرت الورود هنا وهناك ، لكن وردة أكبـر سناً اندفعـت نحو علبة من علب الحضارة الغربية ، أمسكت بها وردتها إلى مصدرها ، فست العبة هواءها في وجه من أرسلـها أول مرة ، سالت دموعه قطراناً أسود لوثـه بالعار ، جرى خزياً ، لاحقه الورد ، لاحقه الورد ليغسل عاره ، ولكنه ظل يجري بلا وعي .
4 - البصل
النسوة في حارتنا لهن فضل كبير على ورود الحي ، فقد اكتشفت النسوة دون معامل أو مختبرات أن للبصل فوائـد جمة ، فأخذن يخزن البصل بكميـات كبيرة في صناديق مفتوحة لحين الطلب ، وحين تنطلق الورود في الشوارع لتنسج ثوباً للوطن ، تجهـز النسوة حبات البصل ، فقـد عرفت النسوة وبقدرة قادر أن البصل يبطل مفعول ذلك الفساء الغريب ، فساء الحضارة الغربيـة ، فحين يختلط الحابل بالنابل ، الشوك بالورود ، المسامير بالدم ، الأبيض بالأسود ، الخير بالشر، الفساء بريح العطر ، يلزم البصل ، تقذف النسوة الأبصال في عرض الشـارع ، تدق المرأة رأس البصلة بقوة ، ينفتح ليسيل الرأس ، تدمع عينـاها ، تمسح الدمع بطرف كمها ، تقذف البصلة لتدق الأخرى ، يتناول الورد الأبصال المقذوفة ، يشم رائحتها ، فيزول بريح البصل الدمع الناتج عن فساء الغرب الكابح .

5 – الشـمس
بدأت الشمس تزيح برقع الحياء عن وجهها قليلاً قليلاً ، فالعريس المنتظر يدق باب الشمس بعنف ، يدعوها أن تهتك ستر العتمة ، والشمس يتنـاوبها قلـق وأمل ، والعتمة اللعينة تقاوم النور القادم بكل قوتها ، تريد أن تمنـع الورود من التفتح ، يشتد الدق على باب الشمس ، تستيقظ .. تستيقظ .. تصحو ، تتثاءب فتهب رياح الورد ، تشم لون الورد ورائحته ، تتذوق طعم تفتحه ، تسمعه خطوات واثقة بالغد ، فتزيل الشمس بقايا البرقع ، تتهيأ لعريس الغد .. الأمل الوعد ، ويعم النور جميع الأرض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_