الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لهدر الطاقات والفرص

لينا سعيد موللا

2014 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية




(( هذا الكلام ليس متأخراً، فسبق أن ناديت به بصحبة الكثيرين منكم ، لكنه اليوم يكتسي لون التحدي، في أن نكون أو لا نكون ))

ليس صحيحياً أن العالم من حولنا فقد حسه الانساني، فالانسان .. لم يتغير منذ بداية الدهر ..
الحقيقة أننا نتحمل مسؤولية تقصيرنا.
في الطريقة والأدوات التي تنقل حجم وشكل معاناتنا إلى الداخل والخارج، و ترك النظام وأعوانه يلعبون بكل الأوراق المتاحة، مستعملين كافة الوسائل التي تظهره كممثل للدولة وجزء من الشعب، أعطيناه كامل الفرصة ليسوق كذبة يعرف الجميع أنها كذلك، لكنه مثابر في تردادها بإصرار رهيب، بينما نحن نساعده في ترويجها بكثير من السذاجة، نمكنه من تحقيق بعض النجاحات، على الرغم أن وحشيته كانت ظاهرة وفاقعة وغير مقبولة، لقد حصدنا عواقب فشلنا في إيقاف مخططاته بالشكل الذي تفرضه علينا مسؤولياتنا ..

تبدأ مشكلتنا في عدم تسخير طاقتنا لاستثمار جميع المواهب الغنية التي نملكها، فمن أجل تحقيق النجاح كان أجد بنا إدارة حملة شاملة و مدروسة، تترجم نقاء مبادئ ثورتنا، وحرصنا على تحقيق أهدافها، كما تسويق تجاربنا الناجحة، لأننا حين نفعل نستطيع المجاهرة ببشاعات النظام التي تتجلى واضحة في الفرق بين شعب يقوم على الوطنية والانسانية والحرية وبين عصابات الفساد والقتل والاستبداد.
علينا القيام بهذه النماذج ضمن خطة مدروسة ومتكاملة، قابلة للتطوير، تتضمن عناصر المسؤولية والمساءلة، والارتباط بالأرض والهدف، خطة قادرة على بث الرضا والطمأنينة لدى عموم السوريين وغير السوريين، تؤكد لهم بأننا نمهد الطريق لما بعد انتصار الثورة، وأن نجاحاتنا ما هي إلا نواة لنجاحات أكبر، ستتحقق حين يؤول الحكم للشعب .
لو أننا نجحنا بذلك، لشكلنا نقطة جذب لكثير من المجموعات والخطط والمشاريع الناجحة، و التي تبحث عن فرصة لاثبات ذاتها، خطط تحتاج إلى بيئة عمادها التعاضد والتكافل والتعاون . لكن تفرد الكثيرين وعجزهم عن العمل الجماعي، ومن ثم وقوعهم في مصيدة التدخلات والتمويلات و الاملاءات الخارجية، أغرقنا في بحر طينية، أعجزتنا عن تجميع طاقاتنا الكثيرة.
قدرات تنائرت كما الرمال أمام خطة النظام الممنهجة في تدمير كل شيء، حيث بقي قادراً على صنع مكائده، و تحالفاته، وبناء قنوات تمويلاته، وشراء الذمم الضعيفة، وبالمقابل لم نستطع إزاء هذا التشرذم تعطيل مخططاته المكشوفة، فكنا أضعف من أن نقوم بهجوم شامل على كل الأصعدة، بقينا مجزئين مكتفين بسياسة ردة الفعل، حتى عندما انتقلنا إلى حالة الهجوم ، جاءت هذه الحالة مصطبغة بلون عاطفي، وبقيت حالات معزولة لا تقوم على خطة مدروسة معدة بحيث توزع الأدوار وتستثمر طاقات شعبية لا حدود لها ، عجزنا أن نؤسس لحالة تشاركية في معركة النصر، تكون جزءاً من المشاركة المأمولة في صنع القرار السياسي في قادم الأيام، وتكون مدماك الثقة بين أطياف المجتمع بعضها ببعض .
المشكلة كانت دوماً هي في عدم التكافل بين أطياف المجتمع، وغياب الثقة بالآخر، بالفردية التي تجلت بأبشع صورها، بغياب ثقافة الجماعة خارج المنابر الدينية التقليدية التي لعبت دوراً سلبياً، لعدم امتلاكها لمؤهلات قيادة الفعاليات المدنية.
المشكلة أننا اكتشفنا إفلاسنا من أي رصيد في العمل الوطني المدني، وعلى مساحة كامل الوطن، جاء ذلك نتيجة لتدمير ممنهج من السلطة المركزية والمتعسفة لكل الفعاليات الرديفة للمجتمع المدني، والغريب أن سوريا وبكل إرثها الحضاري فشلت فيما نجحت به جماهير ليبيا العشائرية، أقله في صنع قيادات تلقى قبولاً، ونواة ثورية قادرة على تحقيق الأهداف .
إن النجاح لأي تجربة، يشكل نقطة جذب لنجاحات أخرى، لأن هذا الأخير يقوم على الثقة بامكانية تعميم حالة محسوسة تحققت عبر إدارة جماعية خلاقة عمادها المشاركة، وطبيعي أن الفشل يولد حالة من عدم الثقة وغياب الحافز من تسويق تجربة لم تثبت جدواها.
يقيني أنه ولأجل إنجاز عمل مدني خلاق، لا بد من تركيز الجهود في إنجاح تجربة هامة كنموذج يرسخ لنماذج أخرى مشجعة، هذا ينطبق على كافة أنواع النشاطات الثورية من العمل العسكري، إلى الاغاثي، إلى الخدمي ..
لا بد من تحقيق خروقات كبيرة في حالة الفرقة التي تلفنا، وبث روح الجماعة في كل عمل، كثقافة ومنهج .

بصراحة أكثر، لكي نقدم نموذجاً ناجحاً، لا بد من الانطلاق من الثقة بأنفسنا وببعضنا، كما وبالطريقة التي نحقق بها أهدافنا، قناعتي أننا لم نحقق حتى اليوم جزءاً بسيطاً من طموحاتنا .
لم ننجح حتى اليوم من استخراج جزء بسيط من طاقة شعب بطل ... لم نصل إلى استخلاص قيادات قادرة على صنع طاقة مستقرة، لأن القيادة تنبثق من التجارب الناجحة والمستمرة ... ولا بأس في أن تكون مجموعة قيادات، وحتى أن تعمل في السر، لكن لا بد من تضافرها وتعاونها لأجل تحقيق ما نسمو إليه على جميع الأصعدة .
وأخلص معكم أننا لكي نهزم وحشاً متغولاً كالنظام، فعلينا ان نهزم الفردية التي تفتك بنا .
فالعدو يكمن فينا في فرقتنا، في غياب الخطط وصناعة النماذج الناجحة .
وأخلص معكم أن النجاح يحصن الذات من الانزلاق في مزالق التبعية وتصويرنا على أننا مجرد ضحايا وريشة تحركها الريح كما تشاء وتشتهي .
من هنا نبدأ .

قادمون
لينا موللا
صوت من أصوات الثورة السورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف