الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألعاب الأولمبية الشتوية على أرض الابادة الجماعية للشركس

سيلوس العراقي

2014 / 2 / 5
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


سيتم افتتاح دورة الألعاب الرياضية الاولمبية الشتوية يوم الجمعة من هذا الشهر ، 7 شباط ، في مدينة سوتشي ، المدينة الشركسية لتي تقع على البحر الاسود. ويُذكر بأنه قد تم صرف مبالغ طائلة على هذا الحدث تجاوزت الخمسين مليار يورو.
يبدو أن العنجهية التي يتصف بها بوتين قيصر روسيا الجديد قد تجاوزت كل الحدود المقبولة انسانيا ، ويساعده في ذلك سكوت العالم وبالخصوص عالم الرياضة ومشجعيها ، بأن يقوم العالم باهانة الجنس البشري في قبوله واختياره هذه المدينة ، وبقعة الأرض التي تم انشاء المدينة الرياضية عليها، لتدوس أقدامه وأقدام زواره ورياضيي العالم مبتهجين بحدث رياضي على جماجم الملايين من الأبرياء من سكان الأرض الاصليين الذين تمت ابادتهم وتم دفنهم تحت الارض التي سيلعبون ويتسابقون ويحوزوا فيها على الميداليات الرياضية بانواعها، ولازال أكثر من 6 مليون من الشعب الشركسي في دول اللجوء لم يتمتعوا بحقوقهم في ارضهم وبلادهم المحتلة من قبل روسيا.
والأغرب من هذا أن الناس في كل أصقاع العالم ضعيف الذاكرة ستشاهد ما سيحدث فوق الأرض من دون أن يشاهدوا ما تحويه الأرض التي ستقام عليها الالعاب الرياضية ، لأنه لايعلم ولا يريد أن يعلم أو يعلم ويتجاهل حجم الجريمة البشعة التي تمت على هذه الأرض . لكن في كل الأحوال فان عين التاريخ تراقب مدى اللامبالاة التي تتميز بها شعوب عالمنا المتحضر، في اهانتها للشعب الشركسي الذي تمت ابادته على أرض اختارها العالم مكانا ليلعب ويتسلى على الأرض التي تضمّ جماجم وأشلاء وتراب ضحايا الابادة الجماعية التي قام بها الروس في ماض ليس ببعيد وحرم الناجين من أرضهم لأن يكون لهم دولة مستقلة عليها.
في كل الأحوال، إن ما لا يدركه بوتين وأمثاله بأن التاريخ لا يرحم ولا يسكت ، وصراخ الأبرياء يبقى صداه محلقاً في فضاء عالمنا معلنا بشاعة البشرية أحياناً وعدم اكتراثها لآلام الضحايا.
الشركس ـ ويسمون أيضاً بالأديغي أو الأديجي ـ هم أحد الشعوب القديمة الأصيلة والأصلية في القوقاز. عددهم اليوم في العالم يبلغ حوالي 7 مليون، حوالي نصف هذا العدد يعيشون في تركيا، والباقي يعيش في جماعات مشتتة في العراق والاردن واسرائيل وسوريا وروسيا والمانيا غيرها من دول العالم.
استمرت القوات العسكرية الروسية القيصرية لمدة قرن ، من 1763 م لغاية 1864 م ، في حرب من أجل السيطرة واحتلال أراضي القوقاز التي يتكون سكانها من الشيشان والشركس والأوبيخ. وتمكن في النهاية الجيش القيصري من احتلالها، وفي نفس الوقت احتل مساحة هائلة من الأراضي التي نعرفها اليوم بارمينيا واذربيجان وجورجيا.
في عام 1857 م ، بالقرب من نهايات الحرب الروسية القيصرية التي دامت قرناً من الزمان ضد الشركس، قرّرت الامبراطورية القيصرية الدموية والمنهكة من الحرب ومن دفاع الشركس عن أرضهم وبلادهم ، بأن الحل الوحيد لضمان نهاية الحرب وتحقيق انتصار موسكو هو القيام بالابادة الجماعية للشعب الشركسي.
في سوتشي حيث يحتفل العالم بالالعاب الاولمبية الشتوية هذه الأيام، حدثت واحدة من أبشع وأكبر صناعات الموت والابادات الجماعية غير الانسانية التي عرفتها البشرية. التهمت وسائل الموت والابادة الروسية الشعب الشركسي ومعه الأبرياء من الأبخاز والأوبيخ الذين طمروا في هذه الأرض التي سيلعب عليها رياضيو العالم.
والناجون من حملة الابادة الجماعية في حينها كانوا أمام خيارين، إما اللجوء الى أماكن نائية في المناطق القريبة أو الهروب باتجاه أراضي الامبراطورية العثمانية، ويبدو أن غالبية الناجين اختاروا اللجوء الى الدولة العثمانية.
انها الابادة الجماعية المنسية لمدة قرن من الزمان لغاية يومنا.
لم يعترف العالم ومجتمعاته ومؤسساته الدولية الصمّاء بعدُ بهذه الابادة الجماعية.
قام الشركس بتنظيم وتأسيس منظمات شركسية لهم في دول الشتات، وقامت هذه التنظيمات في عام 2006 بتقديم طلب للاتحاد الاوربي للاعتراف بالابادة الجماعية للشعب الشركسي، ولكن تم رفض طلبهم.
ولم تعترف أي دولة في العالم بهذه الابادة الجماعية، عدا جمهورية جورجيا التي اعترفت بها عام 2011.
وتم اقامة نصب تذكاري لتخليد هذه الابادة الجماعية في جمهورية القوقاز.
وحين تم الاعلان باختيار سوتشي كمكان لاقامة دورة الالعاب الاولمبية الشتوية لهذا العام، حاولت الجمعيات السياسية والثقافية الشركسية معارضة اقامة هذا الاولمبياد في سوتشي باعتبار أن الأمر يعدّ اهانة بشعة لا يمكن القبول بها من قبل الشعب الشركسي، لكن كان الفشل نصيب هذه المحاولات، والاسباب سياسية معروفة طبعاً للجميع .
لكن من المهم اليوم أن يتم استخدام هذا الحدث الرياضي العالمي لرفع الصوت من قبل الشعوب والمنظمات والأحزاب التي تدّعي وتنادي بحقوق الشعوب المضطهدة والمنكوبة وحقوق الانسان ، ويقع عليها على أقل تقدير، أن تعبر عن موقفها الانساني المتضامن مع حقوق الشعب الشركسي الذي تم احتلال بلاده وأرضه وتشتيت الملايين من ابنائه بعيداً عن أرضهم ووطنهم.
90 % من أبناء الشعب الشركسي لاجئون في العالم . فالشركس الذين لازالوا يعيشون في أرضهم يقرر عددهم بـ 800 ألف من مجموع يبلغ 7 ملايين شركسي في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فـرنـسـا - أفـريـقـيـا: هـل طـويت صـفحة الوجود العسكري؟ • فر


.. أولى مناظرات الانتخابات الرئاسية الأميركية 28 يونيو 01:00 GM




.. بوتين قد لا يتوقف عند أوكرانيا..ما هي الدول الأخرى التي قد ي


.. حسن نصر الله يراهن على اللبنانيين -كسلاح-... وإسرائيل تعلم م




.. أبرز ما جاء في مقابلة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال ه