الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات القادمة أيزيديآ ... هل نحن أمام أخفاق أخر ؟

ارشد حمد محو

2014 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


حمل عام 2013 للأيزيديين مفاجئات وأخفاقات عدة على صعيد العملية الديمقراطية الفتية في العراق وركنها الاساسي الا وهي الانتخابات، ولانبالغ أذا قلنا أنها كانت سنة المفاجأت بالنسبة للأيزيديين أنتخابيآ، سواءا في بدايتها فيما يتعلق بانتخابات مجالس المحافظات وما حصل بخصوص نتائج محافظة نينوى وما لحق بها من تبعات مستمرة الى الان اصطبغت صورتها على الانتخابات البرلمانية القادمة .
ففي مطلعها فوجئنا بنتائج أنتخابات مجالس المحافظات العراقية التي جرت في 20 من نيسان 2013، حيث رغم المشاركة الايزيدية بكثافة ورغم حصول معظم المرشحين الايزيديين على الاف الاصوات وتفائلهم بالفوز الساحق بل وأحتفالاتهم بمناسبة الفوز بعد أعلان النتائج الاولية، الا انهم فوجئوا بعدم ورود أسماء معظمهم ضمن قائمة الفائزين بعد أعلان النتائج النهائية الرسمية ( أي بعد الفرز الذي جرى خلف الابواب الموصدة ) ،فأحترقت أصواتنا وأمالنا بالمشاركة الفاعلة في مجالس المحافظات معا،وخاصة في محافظة نينوى حيث اصبح من يمثلنا فقط ( 5 ) بدلآ من (12 ) كما في الدورة السابقة، ولم يقتنع الشارع الايزيدي بالأسباب والمسببات التي كانت وراء تلك النتائج المفاجئة .
ومن ثم جأت المفاجئة الأشد وقعآ على الايزيديين أنتخابيآ حيث لم يفز أي من مرشحيهم في انتخابات برلمان كوردستان التي جرت في 21 أيلول 2013 وللمرة الاولى في تاريخه ومنذ عام 1992 خلا البرلمان الكوردستاني من نائب يمثل المكون الايزيدي رغم حصول المرشح الايزيدي البارتي ( السيد شيخ شامو شيخو ) على الاف الاصوات الناخبين الايزيديين ، أذ حدث ما لم يتوقعه الكثيرون حيث لم يفلح مرشحنا بالوصول الى البرلمان بسبب نقص عدد ( خجول ) من الاصوات ( حسب ما قال غير رسميآ كان يحتاج الى 20 صوتآ فقط لينتصر على منافسه ) التي فازت بفارق نفس العدد على مرشح المكون الايزيدي ، وهذا ما أستاء منه الايزيديون من مؤيدي الحزب والمرشح شيخ شامو ، ولم يتوقعوا هذه النتيجة التي جعلت من أملهم بالتمثيل الايزيدي في البرلمان أشبه بحلم .
وللأسف لم يكن هذا المفاجئة الانتخابية الاخيرة لهذه السنة بالنسبة للايزيديين ، بل حملت نهاية السنة مفاجئة خطيرة أخرى، وحملت معها سابقة غير قانونية وخرق كبير للدستور العراقي وذلك بسن البرلمان العراقي قانونآ جديدآ للانتخابات لم يعترف بحقوق الايزيديين الدستورية، ولم يعترف بعددهم السكاني البالغ أكثر من ( 500 ) الف نسمة، في حين خصص مقعدآ يتيمأ في البرلمان للكوتا الايزيدية في الوقت الذي كانوا يستحقون على الاقل خمسة مقاعد لأن كل ( 100 ) الف نسمة من المكونات العراقية لها الحق بمقعد واحد للكوتا في البرلمان حسب ما جأء في قانون المحكمة الاتحادية في العراق .
وكانت هذه مفاجئة كبرى بالنسبة للايزيديين لذا أحتجوا عن القانون و عن صدوره بهذا الشكل ، وهدد بعض نوابنا بطعن القانون أمام المحكمة الاتحادية ، بل وقدم بالفعل (القائمة الايزيدية المستقلة) طعنآ ضده حسب ما ذكر رئيسها (السيد ميرزا حسن دناني ) ، ولكن القانون صدر ونفذ أحكمه بخصوص العملية الانتخابية وكيفية أجرائها، ولا أعتقد بأن أحتجاجاتنا وطعوننا ستجدي نفعآ خاصة بعد أن وقف نواب التحالف الكوردستاني مع القانون الصادر وضحوا بالمقاعد الايزيدية ( للكوتا ) مقابل المقاعد التعويضية التي أضيفت لحساب التحالف في البرلمان .
وبهذا الواقع المرير وبعد تحديد موعد الانتخابات للبرلمان العراقي القادم والتي من المؤمل أجرائها في نيسان 2014، بدأت تداعيات هذه العملية والاستعدادات الايزيدية لخوضها تظهرمبكرآ أكثر من المكونات العراقية الاخرى وكأنهم أخذوا الدروس و العبر من الانتكاسات والاخفاقات والمظالم الانتخابية السابقة او لديهم برنامج أنتخابي واضح وشامل لخدمة هذا المجتمع الذي تعرض و لايزال يتعرض للغبن و التهميش و الاقصاء في العراق .
ولكن بوادر هذه العملية و المؤشرات الموجودة وعقلية التعامل معها في المناطق الايزيدية لاتبشر بالخير وعلى الارجح نحن سنواجه مفاجئة أو اخفاق أخر !! .
ولعل الشيء الاول الذي جعل الشارع الايزيدي ينصدم و يستاء منه هو هذا العدد الكبير من المرشحين الايزيديين وتشتتهم بين قوائم و كتل سياسية عديدة، حيث هناك أكثر من ( 65 ) مرشحآ موزعين بين أحزاب و كيانات و توجهات مختلفة و متصارعة مع بعضها البعض، أبتداءآ من الحزبين الكورديين الرئيسيين ( البارتي و الاتحاد ) ومرورآ بالأحزاب الدينية الايزيدية ( الذين يعدون الايزيدية قومية مستقلة ولايعترفون بكورديتهم ) وانتهاءآ بالتحالفات التي عقدت بين بعض مرشحي الايزيدية و الاحزاب و الشخصيات الموصلية من العرب ، هذا بالاضافة الى منافسة أكثر من مرشح على المقعد اليتيم للكوتا الايزيدية .
هذه الترشيحات الايزيدية الكثيرة بالتأكيد سوف تشتت أصواتهم بين قوائم عديدة ، خاصة وأن عدد كبير من القوائم و الاحزاب السياسية لها مرشحين في جميع مناطق والبلدات الايزيدية والكل يسعى الى كسب اصواتهم في الانتخابات ،وهذه المشاركة الواسعة للمرشحين الايزيديين بحد ذاتها ستجعل من أملهم بالفوز أمرآ عسيرآ وعلى الارجح ستقل عدد مقاعد الايزيدية الى نصف عدد الحالي الذي هو سبع مقاعد ، وهذا ما يعني اخفاقة انتخابية متوقعة مسبقة، وهذا ما يدعونا الى التوجيه من الان للناخب الايزيدي في التصويت للمرشحين الاكثر املا بالفوز حتى لاتضيع الاصواب هباءا، واختيار الاكثر كفاءة بعيدا عن اية تصورات مادموا يعرفون انه سيخدمهم وفق برنامجه الانتخابي و التيار الذي يمثله الذي يراعي توجهات الايزيدية و ضمانة مستقبلهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا