الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس وعبر من انقلاب 8 شباط الفاشي واغتيال ثورة 14 تموز/ الحلقة الأولى 1/3

حامد الحمداني

2014 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


دروس وعبر من انقلاب 8 شباط الفاشي
واغتيال ثورة 14 تموز
الحلقة الأولى
حامد الحمداني 5 شباط 2014

الظروف التي ساعدت،ومهدت للانقلاب
في ظل الظروف التي سادت العراق منذُ عام 1959، حيث بدأت الانتكاسة في العلاقات بين الأحزاب السياسية الوطنية من جهة، وبين الحزب الشيوعي وعبد الكريم قاسم من جهة أخرى، تلك الانتكاسة التي تتحمل كافة الأحزاب السياسية، و عبد الكريم قاسم نفسه مسؤوليتها، حيث تآمرت الأحزاب القومية على الثورة منذ منتصف عامها الأول، وغلّب كل حزب مصالحه الذاتية على المصلحة العليا للشعب والوطن، وحيث عمل عبد الكريم قاسم جاهداً للاستئثار بالسلطة، وسعيه الحثيث إلى تحجيم الحزب الشيوعي، بعد المد الواسع الذي شهده الحزب خلال العام الأول للثورة، ولجوئه إلى سياسة توازن القوى بين حماة الثورة والقوى التي تآمرت عليها، واتخاذه سياسة التسامح، والعفو عن المتآمرين الذين تآمروا على الثورة { سياسة عفا الله عما سلف } التي اقتصرت على تلك العناصر دون سواها، حيث أطلق سراحهم من السجن، وأعاد عدد كبير من الضباط الذين سبق وأن أحيلوا على التقاعد بعد مؤامرة العقيد الشواف الانقلابية في الموصل إلى مراكز حساسة في الجيش.

وفي الوقت نفسه أقدم على اعتقال وسجن خيرة المناضلين المدافعين الأشداء عن الثورة وقيادتها ومسيرتها، واحالهم إلى المجالس العرفية العسكرية التي أصدرت بحقهم أحكاماً بالسجن لمدد طويلة، وتسريحه لعدد كبير من الضباط كان من بينهم الدورة 13 للضباط الاحتياط البالغ عددهم [1700] ضابط، وكذلك ضباط الصف المشهود لهم بالوطنية الصادقة، والدفاع عن الجمهورية الوليدة، حيث كان لهم دور كبير في القضاء على تمرد الشواف، وإجهاض كل المحاولات التآمرية الأخرى ضد الثورة، وقيادتها.

كما لجأ عبد الكريم قاسم إلى تجريد المنظمات الجماهيرية، التي لعبت دوراً بارزاً في حماية الثورة ومكتسباتها، من قياداتها المخلصة والأمينة على مصالح الشعب والوطن، والتي جادت بدمائها من أجل الثورة، ومن أجل مستقبل مشرق للعراق وشعبه، وتسليمها للقوى المعادية للثورة بهدف إضعاف الحزب الشيوعي، وهذه أهم الإجراءات التي أتخذها عبد الكريم قاسم في هذا المجال، والتي كان لها الأثر الحاسم في وقوع ونجاح انقلاب الثامن من شباط الفاشي عام 1963 :
1ـ سحب السلاح من المقاومة الشعبية، وإنهاء وجودها فيما بعد، واعتقال معظم قادتها المخلصين للثورة وقيادتها.

لقد أخطأ عبد الكريم قاسم في إقدامه على حل المقاومة الشعبية ، رغم أن الحزب الشيوعي يتحمل مسؤولية الكثير من الأخطاء التي أعطت المبرر لقاسم للإقدام على حلها، فقد سيطر الحزب على المقاومة الشعبية، حتى أنها كانت تبدو وكأنها ميليشيا خاصة بالحزب، وكانت المقاومة الشعبية، نتيجة الحرص الزائد على الثورة، قد أوقعت نفسها بأخطاء عديدة ما كان لها أن تحدث، واستغلتها القوى المعادية للثورة لتشويه سمعة المقاومة، وتحريض عبد الكريم قاسم على سحب السلاح منها، وتجميد صلاحياتها، ومن ثم إلغائها.

لقد كان بالإمكان معالجة تلك الأخطاء لا في إلغاء المقاومة الشعبية وهي الدرع الحصين للثورة، بل في إصلاحها، وإعادة تنظيمها، وتمكينها من أداء مهامها في حماية الثورة، فلو كانت المقاومة الشعبية موجودة يوم الثامن من شباط لما استطاعت تلك الزمر المعزولة عن الشعب من تنفيذ مؤامرتها الدنيئة ونجاحها في اغتيال الثورة، واغتياله هو بالذات، وإغراق العراق بالدماء.

لقد وقع عبد الكريم قاسم في خطأ جسيم عندما ظن أن الخطر يأتيه من الحزب الشيوعي، وليس من الرجعية، وعملاء الإمبريالية.

إن الحزب الشيوعي لم يفكر يوماً ما في الغدر بعبد الكريم قاسم، أو المساس بقيادته، بل بقي حتى اللحظات الأخيرة من حكمه كان يعتبره قائداً وطنياً معادياً للاستعمار، وذاد عن سلطته، وعن الجمهورية يوم الثامن من شباط 1963، وهو اعزل من السلاح، مستخدماً كل ما يملك، وحتى الحجارة لمقاومة الانقلاب، وحاول بكل جهده الحصول على السلاح لمقاومة الانقلابيين، وكانت جماهيره العزلاء بالألوف تحيط بوزارة الدفاع وهي تهتف: {باسم العامل والفلاح، يا كريم أعطينا سلاح}. ولكن دون جدوى، حتى أحاط الانقلابيون وزارة الدفاع بدباباتهم، وجرى قصفها بالطائرات والمدافع حتى انهارت مقاومة عبد الكريم قاسم، واستسلامه فيما بعد.
إن استسلام عبد الكريم قاسم للانقلابيين كان خطأ آخر وقع فيه، فقد أعتقد أن هناك أملاً في أن يعفُ عنه الانقلابيون، ويسفرونه إلى الخارج، أو ربما حوكم محاكمة قانونية عادلة، أو سجن لفترة من الزمن، ولم يدرْ في خلده أن حقدهم عليه وعلى ثورة 14 تموز المجيدة جعلتهم يصممون على تصفيته وتصفية كافة أعوانه، وكل الوطنيين المخلصين لشعبهم ووطنهم ولثورة تموز المجيدة.

كنت أتمنى أن يستشهد عبد الكريم قاسم وهو يدافع عن الثورة، وعن نفسه، كما فعل من بعده الشهيد [سلفادور اليندي]، رئيس جمهورية شيلي، عام 1972، حينما أقدمت الإمبريالية الأمريكية على تدبير الانقلاب الفاشي فيها، ولا يقع بأيدي الانقلابيين الذين تطاولوا عليه بأبشع وأخس العبارات، قبل تنفيذ الإعدام به، وبرفاقه الشجعان المهداوي، وطه الشيخ أحمد، وكنعان حداد.

2 ـ بغية تحجيم الحزب الشيوعي وإضعافه، أقدم عبد الكريم قاسم على إحالة عدد كبير من الضباط المخلصين للثورة، ولقيادته، فقد أحال على سبيل المثال قائد الفرقة الثانية في كركوك، الشهيد الزعيم الركن داوود الجنابي]، وعدد من مساعديه على التقاعد في 29 حزيران 1959.

كما أقدم على إبعاد الزعيم الركن [هاشم عبد الجبار]، آمر اللواء العشرين، المعروف بوطنيته الصادقة، والذي أفشل خطط الانقلابيين يوم جرت محاولة اغتياله في شارع الرشيد، وأحكم سيطرته على بغداد، وأحلّ محله الزعيم [صديق مصطفى] المعروف بعدائه للقوى التقدمية، ولثورة تموز، والذي لعب دوراً بارزاً في انقلاب 8 شباط 1963 عندما سيطرت قواته على مدينة السليمانية يوم الانقلاب، وقام بإعدام المئات من الوطنيين الأكراد، الذين جرى دفنهم بقبور جماعية.

كما أقدم عبد الكريم قاسم على اعتقال المقدم الركن [ فاضل البياتي] آمر كتيبة الدبابات الرابعة في أبو غريب، وزملائه الضباط الوطنيين الآخرين، كان من بينهم الرئيس [حسون الزهيري] والرئيس [كاظم عبد الكريم]، والمقدم [خزعل السعدي]، وغيرهم من الضباط الذين عرفوا بإخلاصهم للثورة، وأقدم قاسم على تسليم تلك الكتيبة إلى المتآمر الرائد [خالد مكي الهاشمي] الذي كان له، ولكتيبته الدور الأساسي في الانقلاب، حيث قاد دبابات الكتيبة نحو وزارة الدفاع مقر عبد الكريم قاسم .
3 ـ تنحية آمر القاعدة الجوية في الحبانية، وتعيين العقيد الطيار[عارف عبد الرزاق] الذي أعاده للجيش، بعد أن كان قد أحاله على التقاعد، وكان لتلك القاعدة ولآمرها دور هام جداً في نجاح الانقلاب، حيث قامت منه الطائرات التي قصفت وزارة الدفاع .

4 ـ تنحية آمر القاعدة الجوية في كركوك، وتعيين المقدم الطيار[حردان عبد الغفار التكريتي] آمراً لها، وكان له الدور الكبير في الانقلاب، حيث قام بقصف وزارة الدفاع بطائرته.

5 ـ تنحية العقيد [ عبد الباقي كاظم ] مدير شرطة بغداد، وتعين العقيد[طه الشيخلي] المعروف بعدائه للثورة، ولسائر القوى التقدمية، وثبوت مشاركته في الانقلاب.

6 ـ إعادة 19من الضباط القوميين والبعثيين الذين سبق وأن أحالهم على التقاعد في أوائل آب 1959، وكان من بينهم العقيد[عبد الغني الراوي]، والذي لعب دورا رئيسياً في الانقلاب.

7 ـ أحال العقيد [حسن عبود] آمر اللواء الخامس، وآمر موقع الموصل على التقاعد في كانون الثاني 1961، وكان العقيد حسن عبود قد قاد القوات التي سحقت انقلاب الشواف في الموصل، وذاد عن الثورة، وقيادة عبد الكريم قاسم نفسه.

8 ـ إعفاء قائد الفرقة الأولى في الديوانية، وتعين الزعيم الركن [ سيد حميد سيد حسين] الرجعي المعروف بعدائه الشديد للقوى التقدمية، والذي لعب دوراً كبيراً في محاربة الشيوعية في سائر المنطقة الجنوبية من العراق، حيث كانت تمتد سلطته العسكرية على سائر ألوية جنوب العراق، كما أحال عدد كبير من ضباط الفرقة الوطنيين على التقاعد.

9 ـ إخراج كافة ضباط الاحتياط الدورة 13،المتخرجين عام 959، والبالغ عددهم 1700 ضابط من الخدمة في الجيش بالنظر للنفوذ الكبير للشيوعيين فيها .
10 ـ تنحية المقدم الركن [ سليم الفخري] المدير العام الإذاعة وتسليمها لعناصر لا تدين بالولاء للثورة وقيادتها.

وقد وصفت صحيفة [ صوت الأحرار ] في 12 حزيران 962 دار الإذاعة بأنها قد أصبحت وكراً للانتهازيين والرجعيين بعد أن أبعد عبد الكريم قاسم جميع العناصر الوطنية منها.

كما كانت القوة العسكرية المكلفة بحماية دار الإذاعة لا تدين بالولاء للثورة، وهذا مما سهل للانقلابيين السيطرة على دار الإذاعة بكل يسرٍ وسهولة صباح يوم الانقلاب.

وكان لذلك تأثير كبير على معنويات الجيش والشعب، عندما سارع الانقلابيون إلى الإعلان عن مقتل عبد الكريم قاسم لإحباط عزيمة الجيش للتحرك لإخماد الانقلاب، ومعلوم أن عبد الكريم قاسم ظل يقاوم الانقلابيين حتى ظهر اليوم التالي 9 شباط ، ولو لم يكن الانقلابيون قد سيطروا على دار الإذاعة واستطاع عبد الكريم قاسم إذاعة بيانه الأخير، غير المذاع، لما نجح الانقلاب.

11 ـ إعفاء كافة الوزراء ذوي الاتجاه التقدمي من الوزارة، وإعفاء عدد كبير من كبار المسؤولين المدنيين من وظائفهم، وتعين آخرين لا يدينون بالولاء للثورة وقيادتها، فقد كان جلَّ هم عبد الكريم قاسم إبعاد كل عنصر له ميل أو علاقة بالحزب الشيوعي من قريب أو من بعيد .

12 ـ تصفية كل المنظمات الشعبية ذات الصبغة الديمقراطية، كمنظمة أنصار السلام، واتحاد الشبيبة الديمقراطية، ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة، ولجان الدفاع عن الجمهورية، ومحاربة القيادات الوطنية المخلصة في الاتحاد العام لنقابات العمال، والاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، ونقابات المعلمين، والمهندسين، والأطباء، والمحامين، وإبعادهم عن قيادة تلك المنظمات، وتسليمها إلى أعداء الشعب.

13ـ إصدار العفو عن عبد السلام عارف، وعن المجموعة التي نفذت محاولة اغتياله في شارع الرشيد، وإعفاء رشيد عالي الكيلاني وزمرته، وعن جميع رجالات العهد الملكي من محكومياتهم في 11 حزيران 962، في حين أحتفظ بكافة الشيوعيين والديمقراطيين رهائن في السجون، وليأتي الانقلابيون فيما بعد وينفذوا جريمة قتل أعداد كبيرة منهم.

لقد شجعت سياسة العفو، والتسامح مع أعداء الثورة على إيغال أولئك المتآمرين، واستمرارهم في التآمر، على عكس ما تصور عبد الكريم قاسم من أن إصدار العفو عنهم سوف يردهم عن التآمر.

14ـ لم يقدر عبد الكريم قاسم مسألة الصراع مع القوى المضادة للثورة، الذي أججته قرارات الثورة، وخاصة فيما يخص قانون الإصلاح الزراعي، الذي أحدث ثورة اجتماعية، سلبت السلطة من الإقطاعيين دعائم الإمبريالية، ولذلك فقد بدأ الرجعيون والإقطاعيون، وكل المتضررين من ثورة تموز بتجميع صفوفهم وبعث نشاطهم من جديد، على أثر الموقف الذي أتخذه عبد الكريم قاسم من الشيوعيين .

لقد استغلت الرجعية تلك الظروف من أجل تنفيذ هجمتها الشرسة ضد القوى الديمقراطية سند الثورة وحاميها، وإضعاف السلطة وعزلها عن الشعب.

15 ـ لم يقدر عبد الكريم قاسم ما سوف يسببه صراعه مع شركات النفط من أجل انتزاع حقوق العراق في ثروته النفطية، والحفاظ على استقلاله الوطني، وإصداره القانون رقم 80 لسنة 961، والذي أنتزع بموجبه 99,5% من مناطق امتياز تلك الشركات من سيطرة الشركات، والعمل على استغلالها وطنياً .

لقد كان الصراع على أشده مع شركات النفط، وتبادل الطرفان التهديدات، وكان آخر كلمة لوفد شركات النفط هي التحدي، وكان الوفد يعني ما يقول، فكانت مؤامرتهم الدنيئة على ثورة 14 تموز وقيادتها، والأمر المؤسف حقاً هو أن عبد الكريم قاسم لم يأخذ الحيطة والحذر من أحابيل ومؤامرات شركات النفط، حرصاً على مصالحها، حتى ولو أدى ذلك إلى إغراق العراق بالدماء.

16ـ قيام التمرد الكردي بقيادة الإقطاعيين [رشيد لولان]و [عباس مامند]، وانجرار الحزب الديمقراطي الكردستاني ،مع الأسف، إلى تلك الحركة، ولجوء السلطة إلى القوة العسكرية لحل التناقض مع الأكراد، مما سبب إضعافاً خطيراً للسلطة، وشق جبهة الاتحاد الوطني، ودفع الحزب الديمقراطي الكردستاني للتعاون مع انقلابيي 8 شباط، ومع التمرد الرجعي لرشيد لولان، وعباس مامند، المدعم من قبل الإمبريالية الأمريكية وحليفها [شاه إيران]

ففي الفترة بين 20 ـ 23 تموز أجتمع السفير الأمريكي في طهران " هولمز " بالشيوخ المتمردين، وتم إرسال [علي حسين أغا المنكوري ] على رأس عصابة مسلحة بالأسلحة الأمريكية، وبإشراف خبراء أمريكان، ليفرض سيطرته على ناحية [ تاودست]، كما أعترف الأسرى من المتمردين بأنهم يحصلون على العون والأسلحة من الولايات المتحدة، وبريطانيا عن طريق إيران، ولا شك في أن عبد الكريم قاسم يتحمل جانباً كبيراً من المسؤولية في إيصال الأمور مع القيادة الكردية إلى مرحلة الصراع المسلح.

17 ـ اعتماد عبد الكريم قاسم على جهاز أمن النظام الملكي السابق، الذي لم يجر عليه أي تغيير سوى إحالة 45 من ضباط الأمن على التقاعد، ومعلوم أن ذلك الجهاز الذي أنشأته ورعته الإمبريالية الحاكمون في بغداد آنذاك، لم يكن يدين بالولاء للثورة ولعبد الكريم قاسم، وكان لها دور كبير في إخفاء نشاطات القوى الرجعية والحركات التآمرية عن السلطة، وحماية المتآمرين.

ومما يؤكد هذا الحديث الذي جرى مع مدير الأمن العام [ مجيد عبد الجليل ] الذي جيء به إلى دار الإذاعة، التي اتخذها الانقلابيون مقراً لهم، وقام [علي صالح السعدي] أمين سر حزب البعث، بالبصق في وجهه، فما كان من مدير الأمن العام إلا أن قال له: { لماذا تبصق في وجهي فلولاي لما نجح الانقلاب}، وهذا خير دليل على عدم أمانة ذلك الجهاز الذي أعتمد عليه عبد الكريم قاسم .

ولم يكن جهاز الاستخبارات العسكرية بأحسن حال من جهاز الأمن، والذي أنيط به حماية الثورة من المتآمرين، وتبين فيما بعد أن ذلك الجهاز كان ملغماً بالعناصر المعادية للثورة، وكان على رأسهم رئيس الجهاز[محسن الرفيعي ] ومن قبله [ رفعت الحاج سري ]الذي ثبت للمحكمة اشتراكه في الحركة الانقلابية للشواف، وحكم عليه بالإعدام، ونفذ الحكم فيه.
كما أن موقف رئيس أركان الجيش، والحاكم العسكري العام [ أحمد صالح العبدي ] المتخاذل دل على مساومة الانقلابيين، والسكوت عن تحركاتهم، فلم ينل منهم أذى، وأطلق سراحه بعد أيام قلائل، فيما جرى إعدام كل المخلصين لثورة تموز وقيادتها.


18ـ قيام الطلاب البعثيين والقوميين بإضراب عام، ساندهم فيه أعضاء ومؤيدي الحزب الديمقراطي الكردستاني، مستخدمين كل الوسائل والسبل، بما فيها العنف، لمنع الطلاب من مواصلة الدراسة، ولم يكن موقف السلطة من الإضراب يتناسب وخطورته، فقد اتخذت السلطة جانب اللين مع المضربين، ولم تحاول كبح جماحهم، وكسر الإضراب، وكان ذلك الإضراب بداية العد التنازلي لتنفيذ الانقلاب.

ولابد أن أشير هنا إلى الدور الذي لعبته سفارة العربية المتحدة في دعم الإضراب، وطبع المنشورات، وقد اضطرت الحكومة العراقية إلى طرد أحد الملحقين في السفارة في 24كانون الثاني 1963.
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لميعه وبيونشيت والحرس القومي الفاشي 1!!
عامر سليم ( 2014 / 2 / 7 - 05:37 )
صادف وانا اقرأ مقالك اعادة مشاهدتي للقاء الشاعره لميعه عباس عماره وهي تحكي ذكرياتها عن الانقلاب الدموي الفاشستي في 8 شباط وكيف تم اعدام امرأه لاشتباههم بانها لميعه ! وكيف تم القبض على لميعه وهي تصر على انهاء حصتها في الاعداديه الشرقيه للبنات قبل توجهها معهم الى مديرية الامن !!حين قالت جملتها التاريخيه بأن ماحصل في 8 شباط الاسود لم يحصل في كل الدنيا من قسوة الجرائم وانتهاك كل القيم والاعراف الانسانيه!
ومن مقالك سيدي تبين بان عبد الكريم قاسم لم يكم سياسيا محنكا للاخطاء الهائله التي ارتكبها وكان حسن الظن باعداءه وهو العسكري المحترف! والتي سهلت الانقلاب الفاشي وقد ادرك السياسي كامل الجادرجي ذلك مبكرا ودعا الى عودة الجيش الى الثكنات وتسليم السلطه الى المدنينين بعد انتخابات برلمانيه
في المهجر تعرفت على مهندس شيلي عاش سنوات النفي في المكسيك وعندما حدثني عن بيونشيت وانقلاب 1973 ضد الرئيس المنتخب الليندي تيقنت ان بيونشيت كان ملاكا طاهرا قياسا الى الحرس القومي وحزبه البعث الفاشي واخبرني انهم خيروه بالبقاء في السجن او النفي فأختار النفي الى المكسيك في حين كان الحرس القومي يعدم حتى النساء


2 - لميعه وبيونشيت والحرس القومي الفاشي 2
عامر سليم ( 2014 / 2 / 7 - 05:59 )
ان الموقف الاسطوري للرئيس الشرعي المنتخب سلفادور الليندي هز الضمير العالمي وجلل بالعار الولايات المتحده الامريكيه التي دعمت الاقلاب الفاشستي ضده وقد رفض الاستسلام بالرغم من الوعود التي تلقاها من بيونشيت بالنفي وعدم المساس به ولكنه رفض ولبس وشاحه الرئاسي وبيده بندقية كلاشنكوف وهو الطبيب ولم يكن عسكريا وظل يقاوم حتى دكت الطائرات القصر الرئاسي
عند المقارنه مع عبد الكريم نرى ان الرجل كان ساذجا ومفرطا بالطيبه والنيه الحسنه لذلك كانت نهايه مذله لاتليق به وهو القائد العسكري الكبير والذي بصق بوجهه عريف قبل قتله!!
في ايام الجبهه في سبعينيات القرن الماضي دئبت جريدة طريق الشعب التذكيردوما بالنقلاب التشيلي وكانت تفرد صفحات ولسنوات للتذكير بوحشية بيونشيت وكأنها تذكر البعثيين بعروسة ثورتهم حتى كانت تنشر احيانا عناوين يتثير الضحك ولكنها مقصوده منها مثلا ان اللجنه المحليه للحزب الشيوعي العراق في سوق الشيوخ تستنكر الانقلاب الفاشي في تشيلي وتطالب السلطات التشيليه باطلاق سراح المعتقلين!!!
لقد ادرك البعثيون الفاشست جريمتهم وعارهم حتى ان قائد الحرس القومي الفاشي جواد العلي قال في مذكراته بانه لو عاد


3 - - لميعه وبيونشيت والحرس القومي الفاشي 3!!
عامر سليم ( 2014 / 2 / 7 - 06:23 )
فقد اعترف حازم جواد بان الزمن لو عاد الى الوراء لما فعل مافعل وانه ندم على الانتهاكات الكبيره التي حصلت والتي مهددت لاعتى دكتاتوريه في الشرق وهي دكتاتورية صدام الذي قاد الى الاحتلال والخراب الكامل
انهي تعليقي بما قالته لميعه من ان العراقي يبني ويهدم فحتى اذا بنى قصرا فهو يهدم القصر المجاور ليبني قصره وهذا ديدن الطغاة ! ولكن الذاكره ضروريه للاجيال القادمه لتعرف ماحصل وكيف وصلنا الى ماوصلنا اليه
وشكرا لرحابة صدركم وتقبلو وافر احترامي وتقديري لجهودكم


4 - رد على تعليقات الاخ عامر سليم
حامد الحمداني ( 2014 / 2 / 7 - 08:57 )
شكرا جزيلا اخي الاستاذ عامر سليم على مروركم على البحث، وبودي أن اشير إلى أن ، هناك طرفان مشاركان في الجريمة الأول هو المخطط لهذا الانقلاب الدموي وهي الحلقة القادمة و امريكا وحليفتها بريطانيا، والطرف الثاني هو المنفذ والمتمثل بحزب البعث والقوى القومية الرجعية ،وستجد في الحلقة القادمة تأكيد لما اقول ، مع وافر احترامي وتقديري.

اخر الافلام

.. 25 ديمقراطيا في مجلس النواب الأميركي يدرس إصدار طلب يحث بايد


.. بريطانيا.. توقعات أن حزب المحافظين يتجه نحو أسوأ هزيمة في تا




.. وزراء في الحكومة المصرية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام


.. بريطانيا.. كيف تكسب الانتخابات؟ ولماذا يهيمن حزبان سياسيا؟




.. حماس: هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر حول بهدف التو