الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يكون الأمر واقعا

جواد البياتي

2014 / 2 / 6
مواضيع وابحاث سياسية



في احيان كثيرة.. وفي هذه الايام بالذات ( كثيرة جداً )، هناك العديد من الوقائع لاتتلائم مع منظور العلم والادب والذوق العام والتقاليد الاجتماعية والدينية والشرعية وسواها تراها وقد اصبحت امامك واقعا ًيصعب عليك ازالته ، بل وليس هناك قيمة لرأيك في وجوده . واذا ماحاولت ان تحتج على وجوده وتعمل على تغييره او تعديله او انتقاده فلربما تندم على ذلك فتضطر للركون الى اضعف الايمان وافضله هذه الايام وهو ان ترفضه بقلبك ، وهذا هو الموقف السلبي الذي اعتاد عليه المجتمع ، او اجبرونا على التعود عليه ، فبرغم الاشاعة المضحكة عن الديمقراطية التي كانت يوماً ما عنواناً كنت أنوي تقديمه لعمل رسالة الدكتوراه لجامعة كامبرج ، الاّ ان هذه الديمقراطية وصلتنا بالمقلوب كما هو واضح لأننا لم نسمع يوما عن ديمقراطية ( سلبية ) تعيد عقارب الساعة الى الوراء ــ وياليت يحصل ذلك في تاريخنا ــ لكن عودة هذه العقارب لاتفهم في هذا الزمن سوى التسميم والقتل والرعب والعمل الشاذ .
فالديمقراطية التي كنا نحلم بها كلما شاهدنا افلاما امريكية او اوربية هي نفسها التي أخذت منا احبابنا واصدقاؤنا واخوتنا وابناؤنا في ذلك الزمن الذي كنا نعتبره جميلاً فهاجر من هاجر وعاد من عاد ومات من مات هناك في الغربة وبقي في بلداننا الثورية من نذر نفسه ليناضل من اجلها عروساً في حضن الوطن وكثيرون الذين غيّبتهم السجون ونخرالرصلص صدورهم إذ لم يعد هناك ابعاد او نفي كما كان يفعله ( النظام الملكي الرجعي ) او الانظمة البرلمانية السابقة التي كانت تقودها بريطانيا بحق من يرفع صوته او قلمه تجاه الدولة . لقد استبدلته دولنا المستقلة اليوم بأجراء بعيدا عن ( وجع الرأس ) عن طريق اقطع عرقاً .. ضيّع خبراً وهذا ما بدأته الدول في عصر الثورات الشعبية بزعامة ثورة الباستيل في فرنسا التي ذبحت بمقاصلها الحادة الافاً من الشعب الفرنسي النبيل فضلاً عن رجالاتها .
ان الديمقراطية ( المقلوبة )التي لم تصل الى انساننا العربي والعراقي بشكل خاص بالوجه المطلوب ، فأستخدمها العرب والكورد والمسلمين والمسيحيين والسنة والشيعة وغيرهم كل على هواه وكل من الوجه الذي يقف امامه ويحقق به مصلحته. وكم كان جميلاً ان يكون استخدام هذا الوافد الجديد استخداما عقلانيا وليس بشكل مجتزأ من قبل البعض ، كل حسب مايحققه له من مكاسب ومصلحة له او لعائلته او لعشيرته او كتلته السياسية ضارباً مصلحة الوطن والمواطن عرض الحائط ، فالمشاريع المنقوصة والاموال المسروقة والفساد الاداري والمالي والضحك على ذقون الناس في قاعة اسمها البرلمان العراقي الذي شبع رئيسه واعضاؤه مالاً وثريدا وجولات حسب الطلب في كل مطارات العالم . وليس هذا حسب ، فأنهم يقتطعون الوجه القبيح للديمقراطية في اثارة النعرات والخلافات بل والعداوات بين ابناء هذا الوطن . فبدل ان يبذلوا الجهود من اجل توحيد الشعب فأنهم يقاتلون من اجل ان يتقاتل ابناء هذا الشعب فيما بينهم . لقد اصبحنا مرغمين على القبول بسياسة الامر الواقع المفروض علينا فصدور القوانين المبتورة والمشاريع المتسرعة المنقوصة الجدوى او ذلك المقاول الذي يعمل على هواه او التخريب المتعمد والمداهمات الكيفية وما يجري من عمليات بيع وشراء المناصب والتعيينات في الدوائر ذات الخدمات البلدية والتنظيمية وغيرها باتت امورا واقعة لا يستطيع احد الوقوف بوجهها . حالها حال المافيات الخطرة رغم كل اجراءات النزاهة والاحالات الى القضاء التي قد تحفظ اكثرها في ادراج المكاتب بعد دفع المقسوم .
ان الامر الواقع هو ذلك الواقع الذي ليس لك رأي فيه حتى ولو تسبب في تخريب الوطن . واذا ما حاولت رفع صوتك فسوف لن يسمعك احد .. هذا اذا لم تلقم حجرا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على