الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى أخي الثائر السوري ... 4

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2014 / 2 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية




الفصل الرابع



الغروب



الكهولة








هاقد وصلنا إلى عمــر الآهات والعذاب ...
بدأت َ تتحرك بصعوبة أكثر فأكثر، بدأت تفقد ملكاتك شيئا ً فشيئا ً، وبدأت تفتقر للدقة في الحركات التي كنت تتقنها تماما ً في الماضي.
أخذت مفاصلك تئن وتزقزق - تطالبك بالراحة بصوت آخذ في العلو والصخب
أتراها الراحة الأبدية؟
أخذت تتعرف على أمراض لم تكن تعرفها في الماضي. كالضغط الشرياني والاضطرابات الهضمية وفقدان الشهية الجنسية و السلس البولي ونزوات البروستات المفاجئة وماإلى ذلك ...

أتراه الغروب ؟

الغروب الذي انتظرته منذ زمن بعيد برهـبة ووجل وربما بدون رغبة بالتصديق أنه قادم لا محالة ...
مازال قلبك مقداما ً كما في أيام شبابك الأولى
ولكن ...
بدأ الجسد بالتعب والانحدار المستمر
اشتعل الرأس بالشيب مع أن الروح مازالت متقـدة مقدامة على سالف عهدها
تحاول أن تستعمل، في حياتك اليومية، مااستجمعت من خبرة طويلة على مدار الأيام
تحاول أن تقنع نفسك بأنك لست عجوزا ً: كوني مازلت ُ أمارس المشي ... لساعتين أو ثلاث في اليوم الواحد
تخرج من شقتي الواقعة في واحد من الأحياء المتوسطة من مدينتك.
تتقدم نحو الأمام بخط ٍ مستقيم في الشارع ولمسافة 150 مترا ً قبل أن تنعطف نحو اليسار على الرصيف الذي شهدت َ إنشاءه منذ بضعة سنوات. قبل ذلك كانت الأرض ممهدة ً دون رصف أما الآن فهي صلبة قاسية. بكل الأحوال ... إنه مجرد رصيف غير متقن الانجاز !
لقد وضع العمال كل طاقتهم في أعمال التعهدات هذه، لكنك ولاشك تعرف أسرة المتعهد الذي أنجز المشروع. إنها واحدة من أكثر الأسر فسادا ً وإفسادا ً، لقد كان متعهدا ً استزلم لآل الأسد كي يتمكن من جمع ثروته وهو أمر طبيعي في بلد أوبو.
لقد سرق المواد الأولية المخصصة للإنشاء واستعملها في بناء مسكنه الخاص فكان واحدا ً من أجمل بيوت المدينة. علما ً بأن تعريف البيت لا ينطبق تماما ً على هذه المنشأة الإسمنتية. إنه قـصر صغير يشذ بشكل كامل عن كل الأبنية المتواضعة المجاورة له.
قام بالتعامل سرا ً مع تجار السوق السوداء الحاذقين والقادرين على التهرب من مسؤولية أعمالهم اللاقانونية. فساد ورشوة ... كما في كل الأعمال الأخرى التي بالإمكان تخيلها في هذه المدينة، هذه المحافظة، هذه المنطقة، هذا البلد ... سوريا.
عندما تستمع للاخبار، وتقرأ الجرائد، تتصفح الإنترنت، وترى مايجري حولك في كل مكان : إنه ذات الداء المتمثل بالفساد والمنتشر في كل الدول العربية ... تطرح على نفسك السؤال : ترى باستطاعة العرب أن يكونوا أمة ً شريفة ً في يوم من الأيام؟
ثم تتساءل :
لديهم كل مايلزم لذلك، أو على الأقل ... يدعـون أن لديهم كل مايلزم !
لقد اختار الله عربيا ً ليكون خاتم الأنبياء على هذا الكوكب الأزرق ...
لديهم أفضل دين على سطح الأرض ...
ولديهم أفضل رجال دين على سطح الأرض ...

أمة ؟ أمم ؟ ليس لذلك أهمية ...

كل ذلك ليس مهما ً في الحقيقة. مايهم فعلا ً هو الأعمال المنجزة على أرض الواقع. إنها بلاد ذات حدود مصطنعة لا تمت بصلة للحدود الجغرافية الطبيعية.
ولكن ... مرة أخرى ... ليس لذلك أهمية

الأمر الأكثر أهمية بالنسبة لك هو السؤال الذي لم تجد له إجابة ً واضحة حتى الآن، والذي ربما لن تجد له الإجابة المطلوبة قبل أن يفتح لك الموت ذراعيه الباردتين مستقبلا ً إياك في متاهته الكونية. لا بل ربما إنك لن تجد أدنى أثر لأية إشارة قـد تهديك إلى الحقيقة.
إنه سؤال ما زال يعذبك منذ عشرين سنة ... بل ربما منذ سنوات شبابك الأولى :

بشر ٌ غير قادرين على إنشاء رصيف مطابق للمواصفات العالمية ...
بشر ٌ فاسدون حتى نقي العظام ...
بشر ٌ يهاجمون كالوحوش الضارية كل من يهدد ولو بالنزر اليسير مصالحهم ...

ترى كيف استطاع هؤلاء الناس أن يحتفظوا بالسر لمدة أكثر من ثلاث سنوات. سرُ واحدة من أكبر العمليات الإرهابية في العالم ... أو ربما أكبرها على الإطلاق ... تلك المتمثلة في تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك بطريقة متزامنة وبالغة الدقة ؟
لا جواب على هذا السؤال ... وربما لن تجد له جوابا ً قبل مـوتك ...
أتراه أمر مهم فعلا ً ؟
أراك تبتسم وأنت تقول لا ...
لم يعد لأي شيء أهمية بعد اليوم ...
تتابع سيرك بضعة مئات من الأمتار حتى تصل إلى مقبرة الفرنسيين. إنها ليست " الحديقة الغناء " التي تحدث عنها الشاعـر شارل ترنيه (1)

إنها حديقة مساحتها بضعة آلاف من الأمتار المربعة المسورة، تضم في جنباتها رفات جنود الجنرال غورو الذين دفعوا دمائهم وأرواحهم لاحتلال هذا البلد. تلاحظ عناية ً فائقة ً واضحة المعالم في كل التفاصيل المحيطة بهذه المقبرة. كل ضريح يعلوه صليب ارتفاعه متر فوق سطح الأرض يشير بوضوح إلى مرقد محارب ٍ قطع آلاف الكيلومترات كي يستلقي بتواضع صامت تحت ستة أقدام من التراب.

إنها مقبرة معتنى بها جيدا ً جدا ً ...

الحضارة تعتني بجنودها الذين ضحوا من أجلها
رجال ٌ يحترمون أمواتهم.
لم يتركوهم عرضة لهجمات الأعشاب الضارة، والأشواك البرية والقراص الواخز. كم هو محزن أن نرى الأضرحة، أضرحة أحبائنا مهملة. أناس نحبهم تحولوا بعد الممات إلى أجساد مهملة، متروكة لرحمة الطبيعة، تغطيهم بأشواكها ومخلفاتها كي تتحول شيئا ً فشيئا ً إلى تجمع للقاذورات. الأوراق المهملة وبقايا المعلبات الممتلئة بالهوام والدواب والقوارض السخية بمخلفاتها والكلاب الشاردة التي تجد فيها ملاذا ً مريحا ً لقضاء حاجاتها.

ترى هل النكتة ... هي الوجه المهذب لليأس ؟
ترى هل يخجل الموت من أن يسخر منا ؟
لقد سخر الموت من هؤلاء المحاربين في مرقدهم الأخير ...
سخر الموت من هؤلاء الذين حلموا بالمجد وهم في العشرين من العمر فوجدوا أنفسهم تحت أرض هذا البلاد التي استقبلتهم واحتضنتهم في باطنها ممتلكة إياهم إلى الأبد.
في العشرين من العمر ...
أليس هناك مانفعل ... إلا أن نـُـقتل على مسافة 4000 كم من الوطن؟

يا للعجب ... رؤيتك لهذه المقبرة تدخل البهجة إلى قلبك ...
في هذه اللحظة بالذات
ربما أحببت أن تكون فرنسيا ً أنت أيضا ً !
وأن تنام بين هؤلاء المحاربين الشباب الذين حظوا باحترام بلدهم ودلاله !!!
تتابع السير مطلقا ً لأفكارك العنان ...
كي تقتحم عالم الماضي الذي لا تحب أنت العودة إليه. عالم الماضي الكريه والبشع بالنسبة لك ...لأنه يحتقر ويسحق البشر من أمثالك ...
كونه التهم أولادك الثلاثة ... يا للهول ...

الآن ...

كان بإمكانك أن تكون جـَـدا ً ...
كان من المفترض أن تعلم الحكمة التي تشربتها خلال سني حياتك الطويلة ؟
لكن ... تعلمها لمن ؟
لقد قضى أولادك الثلاثة في معمعة القتال الذي اجتاح بلدك قبل سنوات من هذا التاريخ ...

كان القتال يدور مابين شعب ٍ مطالب ٍ بكرامته وطاغية واجهه بعنف ناري وحشي. طاغية اعتبره العالم كله مجرد أبله وصل إلى السلطة بفضل "هذا جناه أبي علي َّ ...". الأب الذي كان مجبرا ً على اختياره نظرا ً لمقتل ولي عهده البكر على طريق المطار وهو يحاول أن يثبت أن سيارته الرياضية أسرع من طائرة في طور الإقلاع ... ماأدى إلى تهشمه على قارعة الطريق.
سقط صريعا ً كأي شاب أرعن مهووس بالسرعة ...
الفارق هنا يكمن في أنه كان ابن أوبو، الأسد الأول ...

ماأدى لتحوله ... بقدرة قادر ... هكذا ... فجأة ً إلى شهيد !!؟
نعم !!!
بإمكانك، في هذا البلد، أن تلقى مصرعك بحادث سير وأن تتحول فجأة لشهيد ...
شهيد ماذا ولماذا ؟
لاأحد يعرف ... المهم أنه شهيد ...
إنه واحد من الأمثلة العديدة التي تثبت، إن كان هناك من داع للإثبات، حالة تشوه القيم والمصطلحات التي تمت تحت ضربات السلطة المطلقة للطاغية وعائلته ... شهيد ؟
ترى ماذا ستعني كلمة شهيد بعد ذلك ؟

إن الحياة مجرد جزء من الحاضر. لقد مررنا جميعا ً بتجارب هامة للغاية بالنسبة لنا. إلا أنها كلها مجرد دقائق صغرية في زمن محدد. إن جذور الأبدية موجودة في كل لحظة راهنة.

إذا ً ...
ماذا يعني بالنسبة لك اقتراب النهاية؟ نهاية حياة مليئة بالفراغ وغنية بالحاجة والحرمان؟
حداد لا ينتهي وذكريات معششة في فكرك
قبول التقدم في السن يبدأ هنا ... ويجب أن يبدأ باكرا ً!!!
نتجه جميعا ً باتجاه قبول الموت : قبول أنك فان، مجرد بشري فان ٍ آخر من هؤلاء الذين يجهدون في البحث اليومي عن خبزهم ... كفاف يومهم
الخبز اليومي ...
وهذا هو تماما ً ماتفعله أنت اليوم ... ستبحث عن خبزك
يا للعبث يا صديقي. أن تبحث عن خبزك كي تأكل... كي تعيش ... كي تكون مجرد كائن بشري فان آخر ...
هاأنت تقبل أخيرا ً أن تكون كائنا ً بشريا ً فانيا ً ... مجرد بشري فان بين كل البشر الفانين الآخرين




لكن ... تقودك أقدامك إلى مركز المدينة الذي لم يعد من السهل الوصول إليه. ليس لأن المسافات تستطيل مع الوقت أو أن بيتك يصبح أكثر فأكثر بعدا ً عن المركز.
السبب أكثر بســاطة من ذلك ...
يكمن السبب في أن السنوات تتقدم والزمن يكبر فيك وبداخلك مستمتعا ً بإضافة الأثقال إلى قدميك مايجعلهما أقل طواعية وأكثر تمردا ً ورفضا ً لأن تقوداك إلى نفس المكان الذي قادتاك إليه بالأمس ...
بالنتيجة ...
أنت من كان يتمتع بالتنزه بخفة حتى مركز المدينة الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات فقط عن هذه المقبرة الجميلة، بت تقبل اليوم أن تقصر هذه المسافة لتعود أسرع فأسرع إلى بيتك كي تجلس أمام طاولة الكتابة ...
أو القراءة ... ما الفرق ؟
تتذكر أنك يجب أن تكتب رسالة إلى صديق.
ما يعطيك حجة مقنعة للعودة أسرع مما بالأمس ...
بإمكانك ربما أن تكتب له رسالة إلكترونية ؟ مايسهل الأمر ...
لكنك مازلت ترفض حتى اليوم عالم اللحظة، العالم الافتراضي في كل شيء ...
تفضل أن تكون من "المتخلفين" الذين مازالوا يعيشون في الوقت البطيء. بدون إنترنت وبدون تلفاز ...
نعم ... أنت تنتمي للبلهاء الذين يعيشون اليوم كما كانت الناس تعيش منذ نصف قرن

مازلت تفضل الورق ...
أن تلمس الورق، أن تجعل الكلمات ترتاح على الورق ... الكلمات التواقة للخروج من ذهنك ... الواحدة تلو الأخرى ... أن تكتب وتمحو ... هكذا ببساطة وعفوية ...
في القديم ... كانت النصوص المكتوبة باليد متربعة ً على العرش منذ اختراع ورق البردى مرورا ً بغوتنبرغ وحتى الثمانينات من القرن الماضي

كتاب الموتى المصري
الكتب المقدسة
رسائل إلى لوسيلوس
تساعيات أفلوطين
القانون الجستيني
قصائد القديسة أولالي
كتاب " الجاهل والحكماء الثلاثة "
كتاب اللاهوت السياسي
الأخلاق
أعمدة الحكمة السبعة ...

لقد كـُتبت كل هذه الكنوز الخالدة باليد ... ولم يكن بالإمكان تخيل أي شكل آخر من أشكال الكتابة !
كان هذا قبل أن يظهر أمر ٌ هائل جلل. أمر جديد مذهل أخذ، ومازال، بالتهام كل ماذكر أعلاه
إنها المعلوماتية، العالم الافتراضي، الشاشة ... العالم اللحظي، عالم الحاضر بوصفه ممثلا ً للأبدية المطلقة !
هكذا ...
علما ً بأنه مازالت هناك بعض الجيوب المقاومة، كما هو الحال في كل المعارك حيث نجد دائما ً من " يبقى حتى النهاية " كي يسقط صريعا ً وسلاحه بيده ...
أنت من هؤلاء ولابد ...
ستموت ... وقلمك بيدك ...


= = = = = = = = = =


عزيزي نون ...

أهنئك يا صديقي ومن أعماق قلبي، بحكمة القرار الذي اتخذته منذ سنوات عديدة عندما قررت َ الهجرة. إن البلد الذي تركته خلفك قد تحول لمصدر دائم لليأس. لقد غادرته لحظات الأمل والسلام بنفس السرعة التي زارته بها ماجعلنا ندمن انتظار ما لن لن يأتي !
شعورنا بالذنب اتجاه أطفالنا بات يمنعنا من النظر في عيونهم !
لاحظ ... لقد غادر أولادي هذا البلد منذ زمن طويل، دون أن يكون لهم حظك ...فهم غادروا هذا العالم بأسره حين تركوا البلد ...
لكني هنا أخرج عن الموضوع ...

لم ننجح في أن نوفر لهم حاضرا ً لائقا ً ولا مستقبــلا ً أفضل !

اخترت َ أن تذهب إلى بلد ٍ بعيد ٍ قدم لك كل التسهيلات اللازمة. تحققت أحلامك وآمالك وهاهم أولادك يكبرون بعيدا ً عن أمراض بلدنا. هذه الأمراض التي تصيب الناس هناك منذ المهد ... منذ الولادة ...
ربما كنت تقرأ في هذه اللحظة جرائد البلد ... ربما كنت تكتب أيضا ً ... لم تعد المسافات هي العقبة ...
بل ربما كانت هي العقبة !

بإمكان المسافات أن تلعب دورا ً هاما ً بالنسبة للبعض ... كأن تمنع عنك الاحتجاز والخطف والقتل ربما ...

علما ً بأن هناك حالات معينة من الحماسة والهذيان الوطني الذي قد يدفع أخوتك في الوطن البعيد كي يلاحقوك ويقتلوك في بلدك الجديد لأنك قلت مالايروق لهم !

معك حق ... معك حق ألف مرة. لقد فهمت َ قبل الآخرين أن بلدك بات بلد العبثية بامتياز ... بلد الإهانة اليومية واللاجدوى ...
لاتندم على شيء يا صديقي. لا تبكِ على الرحيل. لا تقل شيئا ً. بل انظر إلى الأمام ... إلى مستقبل أولادك. بلدك لا يستطيع أن ينظر إلى المستقبل دون أن يلطخه بدماء سيوف الزمن الماضي ...
هانحن اليوم نجد أنفسنا أمام شبان مراهقين ... يتسابقون إلى الموت والشهادة التي تمثل بالنسبة لهم شعارا ً وحيدا ً يقودهم إلى الجنة بأقصر الطرق ...
لقد أفلت َ لحكمتك ربما أو بفضل طالعك الحسن ... أو جزاء للحب الذي تكنه لزوجتك ... من أهوال الحرب الأهلية التي لاتحترم شيئا ً ولاتحترم أحدا ً ...
كل هذا يقع تحت عيون آلات التصوير ... آلات تصوير " الأصدقاء " التي تعمل بشكل دائم حولك : دائما ً هناك صديق يصورك وأنت تقطع جثة ...
نقتلع القلب والكبد المدميين ونتذوقهما ...
فخورين بالإنجاز الذي قمنا به ...
" جنود ٌ " آخرون في مكان آخر يطعنون حتى الموت رجلا ً مكمم الفم ومقيدا ً أمام عدسة التصوير الحيادية والباردة ... التي تصور بهدوء ومهنية عالية مالايقال ولا يعقل ...
لم أكن أعلم أن هند بنت عتبة كانت مسلمة ً قبل أن تفعل فعلتها الشهيرة ...

وهناك من كل حدب وصوب ... من يقول

لا ... ليس هذا هو الإسلام !!!
يا للعجب !
إذا ً " مــاهم " هؤلاء الذين يمارسون البربرية منذ فجر التاريخ
ما هو الإسلام إذا ً ؟

هل هو الحجاج الذي قصف الكعبة بالمنجنيقات وقتل الزبير بعد أن مثل به وقطع أوصاله

هل هو نبش جثث الأمويين وصلبهم وحرقهم من قبل العباسيين المنتصرين

هل هذا هو الإسلام ؟
وإذا لم يكن الإسلام كذلك ... فما هو إذا ً ؟
تحدوني رغبة قوية في أن أقول لهؤلاء المتطرفين الطائفيين المتخلفين المختبئين خلف ذقونهم ... ماهو الإسلام بالنسبة لكم ؟

لقد أفلت َ من الفقر الذي لايوحد الفقراء. من الفساد الذي لا يوحد ضحاياه.
لقد أفلت َ من مستقبل صادره تنين حقد وكراهية المراهقين عشاق القتل والشهادة. مرة أخرى ... الشهادة ... يا للعار
المراهقين الذي يرغبون بالموت من أجل القضية ... أية قضية ... الشعارات التي تعد بالجنة لكل من يـَـقتل ويـُـقتل ...
في واقع الأمر ... نحن لا نريد إلا أكثر الأشياء بساطة ً: نزهة مع من نحب ... فنجان قهوة مساء ً ... نقاش بسيط بعيد عن مآسي الطائفية والعلماء الملتحين والمعممين المسيطرين على القلوب والعقول ... الذين لايكفون عن إرسال أتباعهم إلى الموت ... بعد أن ضمنوا لهم أماكنهم في الجنة.
الويل لأمة لاتتعلم من مآسي ماضيها ...
هاهو اللبناني يندفع مشرعا ً سيفه باتجاه حرب طائفية جديدة. وهاهو السوري يأكل قلب غريمه الذي صرعه للتو بدعوى أنه وجد في خليوي الضحية صور اغتصاب جماعي لنساء مكممات الأفواه ومقيدات الأطراف قبل قتلهن ...
الضحية التي كنا نتعاطف معها ... كانت في واقع الأمر مجرد إنسان مجرم مغتصب وقاتل قبل أن تدور العجلة ...
ولكن !
هل كل هذا صحيح ؟
في مستنقع الكذب والكذب المضاد الإعلامي حيث تـُعرض الصور كما هي لتخفي ماحولها بشكل أفضل ...

نعم كان قرارك الذي اتخذته حكيما ً ... أهنئك عليه وأقول لك مرحى ...
أرجو أن ترسل لي أخبارك في المستقبل القريب ... وأرجو أن تكون أخبارك هذه سارة دائما ً ... أشكرك سلفا ً على ذلك ...
تحياتي الصادقة ...


= = = = = = = = = =


نعم ...
لقد انتهت الحرب الأهلية في سوريا منذ بضعة سنوات. الأسد الثاني انتصر على كل خصومه. قبل أن يـُـقتل بدوره من قبل شاب فقد عائلته بأكملها تحت القصف العشوائي الذي طال حيه. كان ذاهبا ً لشراء الخبز لعائلته ... انتظر ساعتين طويلتين على باب الفرن ليشتري بضعة أرغـفة الخبز. وعند عـودته إلى المنزل لم يجد عائلته كلها ... بين الأحياء.
موت الطاغية هز البلد ... جنازة ٌ وطنية ٌ كبيرة ... موسيقا عسكرية ... قراءة آيات من الذكر الحكيم ... صلاة على روح الشهيد (شهيد ٌ آخر ... يا للهول !!!) ...
وبعد ذلك ... اتــُـخذ القرار بأن الأسد الثالث، المراهق ذو الأربعة عشر ربيعا ً، يمتلك كل الصفات المطلوبة لاعتلاء سدة الحكم في البلد الذي أصبح جمهوريا ً وديمقراطيا ً منذ وصول الأسد الأول للسلطة بعد انقلاب 1970 ...
لقد كبر الأسد الثالث منذ ذلك اليوم ... وهو يحكم البلد بيد فولاذية سائرا ً بذلك على خطى أبيه وجده.
يبدو أنها لعنة أبدية تلك التي يتمتع بها هذا البلد ...

تعيش اليوم في بلاد الأسد. سوريا هي سوريا الأسد. كل من وما هو فيها يحمل بصمة هذه العائلة غير القابلة للمسح والتي تبدي شهية لاحدود لها إلى كل شيء : كل الثروات في جيوب الحكام. لم يتغير شيئ في واقع الأمر. وكل الموتى الذين كانوا في يوم من الأيام الثورة السورية لم يستطيعوا أن يغيروا أي شيء.

أنت بالذات ... بعد أن فقدت أولادك الثلاثة في ظروف مأساوية تشبه تلك التي واجهتها أسرة قاتل الأسد الثاني. تم اتهامك بالتعاطف مع الغرب وسجنك عدة مرات ...

في اعتقالك الأول ... كنت تقول لهم، وبضمير مرتاح، بالنظر لكبر سنك ولكونك لم تعد تخشى شيئا ً كالتعذيب والموت ... كنت تقول لهم :

" لكن ... كيف نتفادى الإعجاب بالغرب ؟ "

كنت تقص عليهم قصة مرضك الذي عانيت منه طويلا ً : طبيب ٌ درس في انكلترا شخص لك مرضا ً قلبيا ً خطيرا ً وقام بإجراء العمل الجراحي اللازم : فتح القفص الصدري وباعد الأضلاع واستخلص قلبك ثم استأصل الوعاء الدموي المسدود والصمام المريض، ووضع وعاء دمويا ً جديدا ً مكانه بعد أن أخذه من رجلك. وضع القلب مرة أخرى في القفص الصدري وبعد "صدمة كهربائية بسيطة " تابع قلبك عمله الاعتيادي ...
كما لو أن شيئا ً لم يكن ...


لم يكن الملالي - آيات الله وراء العلم الذي اكتسبه هذا الجراح. لم يكن المععمون طويلو الذقون من وجَّـه وساعـد ودرب يد الجراح.

عدت إلى بيتك لمشاهدة التلفاز ... ليس صدام حسين هو الذي اخترع الأنبوب المهبطي

تستعمل جهاز الكمبيوتر الذي يقوم بتحديث برامجه بشكل مستمر : ليس الكولونيل الوطني القذافي هو من اخترعه ووضعه في متناول الجميع ...
الطائرات، الطرق، القطارات، الراديوهات، آلات التصوير ... ترى من اخترع كل هذا ؟ ليس الخميني على ماأعتقد !
الطاعون، الكوليرا، الجدري، السل، شلل الأطفال. كل هذه الأمراض التي كانت تقض مضاجع البشر ... الأغنياء منهم والفقراء على حد سواء ... من وجد العلاج الشافي لها ؟

ليس الأسد بوطنيته وزبانيته على ما أظن وأعتقد ...

ليس ابن لادن من اكتشف البنيسلين ...

لا تتوقفون عن نقد الغرب لأنه استعمرنا وسرق نفطنا إلخ ...

ولكن ...

من اكتشف النفط بحد ذاته ؟ من قام بتنقيته ؟ صدره وأعاد جزءا ً من مردوده ؟
لم يكن ملك السعودية من قام بذلك ...
وهنا أيضا ً نقع على أسرة أخرى أعطت البلاد َ اسمها بلا حياء ولا خجل ...
الطائرات الأمريكية والغربية أنقذت الشعب الليبي من القتل وقضت على القذافي، ولمكافئتها ... قتلتم السفير الأمريكي ...
وقد فعلتم بذلك بكل فخر ! كأنكم تفخرون بجحودكم ...

سجانوك يسمعونك ... يسمعون هذيانك، كما كانوا يسمونه، ويحتفظون بك لعدة أيام أخر في زنزانتك المرفهه للغاية ذات الثلاثة أمتار مربعة ... قبل أن يطلقوا سراحك لاعتبار سنك وتفاهة القضية التي سجنت من أجلها ... التي اعتبروها غير خطيرة أبدا ً ...
خرجت َ من السجن لتتابع القيام بنزهاتك المعتادة ... وتستفيد من أشعة الشمس ... الشيء السخي الوحيد في منطقتك



" أن يصبح الشر اعتياديا ً "
أو
الخضوع للسلطة ؟


منذ زمن بعيد ... كان عمرك 20 سنة ... في الستينات أو منتصف الستينات من القرن العشرين، تتذكر تجربة ً في علم الاجتماع كانت محط اهتمام كبير في ذلك الوقت.


لقد أثبتت هذه التجربة أن الشر كان، ومنذ بداية الزمن، أمرا ً اعتياديا ً إلا أن عفوية الشـــر لم يكن بالإمكان إثباتها علمياً حتى نشر هذا البحث العلمي الذي عدت تتذكره اليوم ...

ماهي هذه التجربة ؟
ظهر إعلان في الجرائد يقول ...
" نبحث عن مشاركين في تجارب تتعلق بالذاكرة - علم الأعصاب "

" مكافأة المشاركة : 50 دولارا ً في الساعة " (لم تعد تتذكر المبلغ بالضبط لكن هذا لم يعد مهما ً الآن)
كان المبلغ محترما ً في حينه ماأدى إلى جذب اهتمام العديد من القراء ...
وقد تقدم الكثير من الناس بالفعل للمشاركة في التجربة ...
كان بإمكانك في تلك الأيام الاطلاع على هذه المقالات العلمية القادمة من وراء المحيط دون كبير عناء

ولكن ...
لنعد إلى التجربة نفسها :
لم تكن شروط قبول المشاركين في هذه التجربة قاسية أبدا ً ... لم يكن هناك معايير اجتماعية أو طبية أو جنسية محددة ... إذ كان المطلوب اختيار ممثلين " طبيعيين " عن المجتمع الذي كان يعيش فيه الباحث والذي كان يعتبر واحدا ً من أهم المجتمعات المتطورة في العالم. أي مجتمع الولايات المتحدة الأمريكية ...

شرحوا طبيعة البحث للسيد " ك " على أنه بحث ٌ يتعلق بالذاكرة عند البشر (وقدموا الشرح نفسه لكل المشاركين الآخرين) :
" لقد لاحظنا أن ذاكرة الأطفال تتحسن بشكل كبير ونوعي عندما نخضعهم للعقوبة أو القصاص الجسدي لدى فشلهم في التذكر ... لقد تبين أن الطفل الذي يـُصفع على مؤخرته في حال النسيان يتمتع بذاكرة أفضل بكثير من الطفل الآخر الذي لم بتعرض لهذه العقوبة.
بالنسبة لنا ... الموضوع يتعلق بالبالغين والعقوبة لن تكون صفعة على المؤخرة بطبيعة الحال ... "
السيد " ك " سيأخذ دور المعلم ... وهناك شخص ٌ آخر سيأخذ دور الطالب ...
يقوم الباحث بشرح هذا الدور له ...
يجب على السيد " ك " (أن يعطي شحنة كهربائية تبدأ بعشرة فولت لتتصاعد بعد ذلك عشرة بعد أخرى ...) وهنا أيضا ً ... لم تعد تستطيع تذكر درجات الفولتاج المعطاة بدقة ... لكن من المؤكد أن كل زر من أزرار لوحة التحكم التي كان يتوجب على السيد " ك " التعامل معها كان يشير إلى كمية الفولتاج المرسلة للطالب ...
آخر ثلاثة أزار من ناحية اليمين كانت حمراء اللون وقد وضح الباحث للسيد " ك " أن شحنتها قد تكون قاتلة ...
دور الطالب ... سيأخذه ممثل ٌ يلعب دور المتلقي لعقوبة الشحنة الكهربائية التي كانت ترسل لتحسين ذاكرته وتطويرها !
يقوم السيد " ك " بإعطاء الطالب قائمة ً تحتوي عشرين كلمة تقابل عشرين دلالة موافقة لها ... مثل :
السماء - - - زرقاء
الزرافة - - - حديقة الحيوانات
الأسد - - - قفص
العاصفة - - - فرانكلين(2)
إلخ ...
ثم يقوم الطالب بقراءة الكلمات محاولا ً تذكر العلاقة بين الكلمة ودلالتها. في حال الفشل يقوم السيد " ك " بالتأكيد على أن الخطأ في ربط الكلمة بدلالتها سيواجه بإرسال الشحنة الكهربائية المؤلمة والمتصاعدة ...

تبدأ التجربة ... تبدو الأسئلة سهلة ً في البداية ... حيث يقوم الطالب بالربط بين الكلمة ودلالتها بسهولة نسبية ... ثم يبدأ الخطأ عندما يفشل الطالب بإيجاد دلالة كلمة العاصفة مما يؤدي لتلقيه الشحنة الكهربائية الأولى
أثناء ذلك ... يكون الباحث في مريلته المخبرية الرمادية واقفا ً بجانب السيد " ك " جادا ً للغاية يراقبه ويأمره بإرسال الشحنة الكهربائية المنصوص عليها إلى الطالب المتلقي، متجاهلا ً تماما ً صراخ هذا الأخير وألمه واستغاثاته ...
عندما يصبح عدد أخطاء الطالب كافيا ً كي يصل إلى الحد الحرج المتمثل بالأزرار الحمراء ... نلاحظ أن السيد السيد " ك" يتردد نوعا ً ما. إلا أن الباحث يصر على تنفيذ مخطط البحث بحذافيره على الرغم من صراخ وتوسلات الطالب الذي يمثل الألم والرعب تمثيلا ً متقنا ً للغاية ...

بعد تكرار هذه التجربة عدة مئات من المرات ... يصل الباحث إلى النتيجة التالية :
غالبية الأشخاص (85 – 90 %) الذين لعبوا دور السيد " ك " ينفذون الأوامر ويرسلون الشحنة التي قد تقتل الطالب ...

10 % فقط من الأشخاص الذين لعبوا دور السيد " ك " رفضوا طاعة الأوامر وأبدوا قلقا ً كبيرا ً أثناء مرحلة التردد. ولكن زال هذا القلق تماما ً بعد اتخاذهم الواضح لقرار الرفض.

يصل الباحث لنتيجة مفادها أنه لا يمكن تفسير هذه الظاهرة الاجتماعية بعيدا ً عن علاقة الإنسان مع السلطة العليا. ذلك أن السيد " ك " وأقرانه الذين أطاعوا بشكل أعمى الأوامر ... يعدون أنفسهم مجرد منفذ للأوامر لا غير (العبد المأمور) وهم من هذا الموقع غير قادرين أبدا ً على أن يقاوموا أو يخالفوا أوامر هذه السلطة.
في ذلك الوقت ... كانت حرب فييتنام مستعرة. وكان الأمريكان يعتبرون أنفسهم أذكى من الفرنسيين. لكنهم بعد أن تخلوا عن الفرنسيين في معركة ديان بين فـو ... أخذوا في الغرق بدورهم في مستنقعات هذه الحرب الظالمة من خلال ارتكابهم للعديد من المجازر المرعبة والتي كانت مجرزة مي ليه واحدة من أكثرها بشاعة. لقد شكلت هذه المجزرة نقطة تحول هامة في مجرى الحرب بشكل عام.
تتذكر أنت تماما ً تلك التجربة التي أثارت الكثير من القيل والقال. وكالعادة ... المثقفون حولك ينطلقون من أن الذي قام بهذه التجربة يهودي وأنها تعطي مثالا ً على كيفية انقلاب اليهود على الأمريكان الذين أحسنوا إليهم. اليهود ... وماأدراك ما اليهود إلخ ...
دائما ً ... نفس القصة !!!
يتبع ذلك المهاترات و النقد اللاذع والإهانات المضادة لليهود ... العرق الوحيد المسؤول عن كل مآسي البشرية...

تقول ... أو تجرؤ أن تقول ... أن موسى وعيسى وماركس وفرويد وأنشتاين والكثير من الرجال والنساء الآخرين الذين أثروا على مجرى التاريخ كانوا يهودا ً ... وأن اليهود كما كل شعوب الأرض فيهم الصالح والطالح !



كالعادة ... الأمر الأكثر أهمية يكمن في مكان ما بعيد عن كل ذلك ...

الخضوع للسلطة هو ميزة من الميزات الأساسية التي يتمتع بها البشر:

عندما تكون السلطة موضع اعتراف
عندما تفرض السلطة نفسها ... كما هي
يصبح من النادر جدا ً أن تجد من يرفض أوامرها ورغباتها
إن نتائج هذه التجربة قابلة للتطبيق في أي مكان على الكرة الأرضية
وتبقى صحيحة تماما ً في كل المجتمعات البشرية

وهي طبعا ً تبقى صحيحة في مجتمعك السوري ...

أسرة الأسد ... وتحت غطاء الوطنية ورفض وممانعة الإحتلال الإسرائيلي ... اغتصبت السلطة واغتنت وجمعت الثروات (السلطة والمال صنوان لا يفترقان)
لقد فرضت هذه الأسرة نفسها معتبرة أنها السلطة المطلقة في هذا البلد الصغير الذي كان لديه ... ومازال لديه كل مايلزم ليحقق الازدهار ...
أسرة الأسد اغتصبت كل شيء ...
حتى بات من المستحيل القيام بأي شيء ... أو تأسيس أي شركة ... حتى الذباب مـُـنع من الطيران دون إعلام وموافقة السلطات المحلية المسؤولة ...
تقوم هذه السلطة بتوزيع الثروة بعد ذلك ...
ليس كل الثروة طبعا ً ...
بل جزء ضئيل منها ... على مناصريها وأذنابها وزبانيتها ... من أمثال السيد " ك " المتكاثرين بسرعة هائلة في البلد ... والذين لا يبتغون إلا إرضاء وجه الحاكم وتنفيذ كل رغباته ونزواته لا بل في الغالب الأعم استباق هذه الرغبات والنزوات
السادة " ك " الذين يطبقون العقوبات الحقيقية ...
الاعتقالات
الشحنات الكهربائية الحقيقية
الاغتيالات الحقيقية
وكل مالايوصف ويطاق على كل من يقول لا ...

إن نفوذ هذه الأسرة الملكية المتنكرة بثياب جمهورية مشابهة لتلك التي كانت لأوبو الأول هو نفوذ لا محدود ... سلطة على الحياة والموت
هذا النفوذ ينتقل من الأب إلى الإبن دون أن يؤدي ذلك إلى مشاكل تذكر بالنسبة لأي سيد من السادة " ك "


كانت مفاجأة أسرة " أوبو " هذه كبيرة للغاية عندما قام الأطفال بالكتابة على الجدران شعارات تطالب برحيل الرئيس – الملك

وكان الجواب رهيبا ً ... على مستوى المفاجأة نفسها

التظاهرات السلمية تتابعت الواحدة تلو الأخرى كما تتابعت مواكب الموتى والجرحى والمفقودين خلال ستة أشهر كاملة
إلى أن أتى اليوم الذي قام به ضابط مغمور في الجيش برتبة رائد وقال

لا ...

لقد طفح الكيل بمثل هذه الممارسات وبات واضحا ً أنه لابد للشعب من أن يدافع عن نفسه ضد هذه السلطة التي تقتله متناسية تماما ً الشعارات التي كانت تطلقها دوما ً حول تحرير الجولان ...

الجولان الذي تنازل عنه والد الرئيس - الملك الحالي ... بدون قتال

لقد ارتكب الإسرائيليون مجزرة وقتلوا 300 فلسطيني في دير ياسين وكفر قاسم. مازلنا نتكلم عن هذه الفظاعة منذ سنوات طفولتنا الغضة.

لا اعتراض على ذلك ...
كانت مجزرة رهيبة بالفعل !!

لكن ...

في موجة الرعب الهائلة هذه ...
كم قتل آل الأسد من الفلسطينيين والسوريين كي يبقوا في السلطة تحت ذريعة

تحرير فلسطين ؟؟؟؟!!!!

على أقل تقدير ...
تم قتل 150000 مدني جراء القصف والمعارك المستعرة في كل مكان

كم سقط من قتيل جراء الاغتيالات ؟
كم جريح ؟
كم مختفي ومخطوف ؟

ياللعار ...

كم من الوقت ستستمر هذه المحرقة ؟؟؟

لقد قال الكولونيل هرموش ... فلنوقف هذه المقتلة !!!


الأسلحة التي بذل الشعب في سبيل الحصول عليها ... الغالي والرخيص ... استعملت ضد الشعب نفسه.
الجبهة مع " العدو الصهيوني " هادئة منذ قرابة نصف قرن. أما إذا طالب الشعب بحقه في الكرامة ... فهو يقصف ويقتل ...


الكولونيل هرموش اعتقل من قبل السادة " ك "، يقال إنه عذب حتى الموت. ويقال أيضا ً إنه مازال حيا ً


لكن يبقى من المؤكد أن صورته مازالت تبعث الأمل والدفء في قلوب ملايين السوريين الذين رأوا فيه بارقة أمل حقيقي
أمل بسوريا أفضل ... تحب أبناءها !

للأسف ... لقد قضت أسرة الأسد على شعاع الأمل هذا ...



" يكفي أن تتوقف عن الطاعة كي تصبح حرا ً "
كما قال لا بويسي(3)

مامن مفكر عربي قال مثل هذا الكلام !






===========================================================
1- شارل ترينيه من مواليد 18 أيار 1913 شاعر، مؤلف ومغني فرنسي. كان يلقب بالمجنون المغني. مازال العديد من أغانيه يغنى حتى يومنا هذا مثل : هناك فرح ... و البحر
2- بنيامين فرانكلين مكتشف مانع الصواعق
3- إيتيين لا بويسي : كاتب وشاعر فرنسي. ولد في العام 1530 م. اشتهر بعمله الهام المسمى : أحاديث عن العبودية الاختيارية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية