الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعضا من الورود!

امال طعمه

2014 / 2 / 6
الادب والفن


منذ زمن لم يهدني أحد أية ورود! هكذا فكرت في نفسها وتابعت التفكير ومن أصلا سيهديني!
كانت تنظف أنية الورود من الغبار العالق فيها فلقد كان الجو مغبرا جدا في الأيام الماضية أحست أن الغبار العالق فيها ليس من فعل أيام مضت بل دهر مضى!
- لقد أنهكك الغبار يا مزهريتي! هكذا تحدثت بصوت عالٍ.
لم يكن أحد معها في البيت، زوجها في عمله ،والأولاد في المدرسة ،وهي في البيت كالعادة تقوم بالتنظيف والطهو!
توقفت عن تنظيف أنية ورود اخرى وصرخت: ما أكثر المزهريات وما أقل الورود!
تشتاق نفسي لرؤية بعض الورود داخل بيتي!
لابأس إن كان لا يوجد أحد يهديني ورودا ،سأطلبها بنفسي لنفسي!
أمسكت هاتفها النقال ،اتصلت بزوجها ..
الو، مرحبا عزيزي.. كيف حالك ، تلك كانت كلمات اعتادت على ترديدها كل يوم ،وأكملت متى تعود ؟ اه فهمت تتأخر قليلا ،قالت في نفسها :كالعادة ! لابأس أردت فقط تذكيرك بأغراض البيت ..سمعت تأففه
أكملت لائحة الاغراض التي لا تننهي .. كان على وشك إقفال الخط ظنا منه أنها انتهت من طلباتها اليومية.
لم يسمعها جيدا أو انه تفاجئ حين قالت له أريد بعض الورود ،فاضطرت أن تعيد ما طلبته! فقط بعضا من الورود!
سألها إن كانت هناك مناسبة لإحضار الورود!
أجابت بالنفي.. تذمر بعض الشيئ ،لكنه وعدها بأن يحضرها أخيرا.
انتهت من التنظيف وبدأت بتحضير الطعام فقد قرب موعد عودة الأولاد من المدرسة،جاء أولادها حضرت لهم الطعام،أخبرتهم بأن أبيهم سيتأخر قليلا ،لم يكترث أحد منهم! وقال أصغرهم: كالعادة!
لم تأكل معهم فضلت الانتظار لحين مجي أبيهم ولحين مجي ء الورود، راحت تفكر بالأيام بالجميلة التي مضت من عمرها ،بزمن أخر غير هذا الزمن ،كيف كانت وهي صغيرة وشابة أينما ذهبت الكل يريد ارضائها في البيت في الخارج اثناء الدراسة كانت الصغيرة المدللة الكل كان معجبا بها كانت وردة جميلة ذبلت!

نعم لقد ذبلت، الأيام أذبلتني وأذبلت معي أحلامي ..اه على أحلامي هل حققت منها شيئا؟
لكن هذا هو القدر وهذا هو النصيب ،علي ان أرضى بما كتب لي!
بعد ساعات جاء الزوج! كالعادة متذمرا من عناء النهار،الحر ،فقدانه لأعصابه،الزبائن الغير متحضرين،مسؤولياته التي تزيد يوما بعد يوم، نفس الموشح كل يوم!
حضرت له فقط الطعام إذ لم تكن تشعر بالجوع حتى حينها! وجلس يأكل لوحده ولم يسألها إن أرادت مشاركته أو لعله ظن بأنها أكلت مع الاولاد، وهل يهتم!
فتشت الأغراض التي أحضرها ورماها على أرضية المطبخ بغير اكتراث!
لم تجد الورود خاصتها! لعله لم يحضرها من السيارة لعله نسيها بصندوق السيارة!!
سألته عنها ، وعلائم التذمر على وجهه أجابها: أية ورود..اه لقد نسيت إحضارها، لقد أحضرت كل ما طلبته الطعام وأغراض اخرى،أليس هذا أفضل من الورود التي لا نفع منها!
أجابته وهو لم يكن ليسمعها أصلا وهو منشغل بالتهام طعامه: نعم يا عزيزي إن ذلك أفضل بكثير.
لكنها فكرت في أنية الورود ، كم ستكون حزينة اذ لا ورود فيها اليوم أيضا!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذه امال طعمه المحترمه
جان نصار ( 2014 / 2 / 6 - 21:03 )
جميل ما كتبتي هل هو شعور الكاتب ويكتب عن نفسه ام انها خواطر تراوده ,
على فكره ضمة هالورد تعمل فرق ولها مفعول السحر على النساء بس هاتي انو الرجال يفهمو.
ومع ذلك نحن بحاجه الى الورود على الاقل مشان المزهريه ما تزعل.
بتقوليلو جيب ضمة ورد بنسى وبيجيب ضمة نعنع وبقدونس مشان التبولي او السلطه وبمضى العمر على هالحالي بدك تطولي بالك.
اعتذر عن الاجابه الساخره بقدرش الدكتور نصحني الابتعاد عن الجديه .
تحياتي لقلمك ولكل ما تكتبين


2 - تحياتي استاذ جان
امال ( 2014 / 2 / 7 - 07:54 )
هنالك اشياء بسيطة تغير من نفسية المرء الذي يشعر بان الزمن سجنه في زنزانة التقليدية والروتين فلا تقدير للمشاعر فقط ماديات واستهلاك اليس هكذا اصبحت حياتنا؟
استاذ جان شكرا لدعمك الساخر اعرف ان قصتي ربماكانت بسيطة في مكوناتها
قد يظن البعض ان الكاتب يتحدث عن نفسه في كل قصة له !هذه القصة قبل زمن طويل يعني بدل
هاتف النقال كان التعبير ادارت قرص الهاتف ، شكرا لك مرة اخرى

اخر الافلام

.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا


.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا




.. دوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ال


.. أرملة جورج سيدهم تتبرع بقميصه في مسرحية المتزوجون بمزاد خيري




.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة