الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف القوى العلمانية و الديمقراطية و اليسارية حاجة ملحة و ضرورة تاريخية

سامي بهنام المالح

2005 / 6 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ان ابرز الملامح التي يمكن رصدها عند تحليل لوحة الوضع العراقي، و التي تضع كل قوى المجتمع المدني و الاحزاب و التكتلات العلمانية الديمقراطية و اليسارية امام مسؤوليات و مهام مشتركة هي:
اولا ـ تطورات الاوضاع و تداعياتها في المجتمع و الدولة العراقية نتيجة الحرب و انهيار السلطة الدكتاتورية الدموية و الاحتلال الذي نجم عنها و الذي اصبح شرعيا بقرارات من مجلس الامن الدولي.
ثانيا ـ تدهور الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و تفشي البطالة و الفقر من جهة و توسع ظاهرة الفساد الاداري و نهب ثروات البلد من جهة اخرى.
ثالثا ـ استمرار النشاط الارهابي المنظم و الواسع و تدهورالاوضاع الامنية في البلد.
رابعا ـ نتائج انتخابات كانون الثاني 2004 و الواقع السياسي العراقي الجديد الذي كرسته على الارض.
خامسا ـ مواجهة استحقاقات عملية كتابة الدستور و التهيئة للانتخابات المقبلة.

ان بناء تحالف واسع لكل القوى التي تناضل من اجل تطوير العملية السياسية و مواجهة الارهاب المنفلت يمر عبر الاستعداد للقيام بالاعمال و النشاطات و الفعاليات الجماهيرية المشتركة. فعلى هذه القوى ان تنحاز الى الجماهير المسحوقة و المحرومة و الطبقات الوسطى و ذات الدخل المحدود، كي تستنهضها من خلال الدفاع الملموس عن مصالحها، و قيادة تحركها من اجل مطالب ملموسة حيوية يومية و تدريبها على الاستفادة من حرية الراي و التعبير و التظاهر و الاضراب و حرية التنظيم دفاعا عن مصالحها، ولانقاذها من شرك التعصب القومي و الطائفية و العشائرية و المناطقية و كل ما يضعف الانتماء الوطني و الوعي الديمقراطي.
القوى الديمقراطية و اليسارية مطالبة بتبني برنامج نضالي واضح و متميز و مفهوم لاوسع القطاعات و الشرائح. برنامج يستوعب هموم الناس و حاجاتها الملحة و كل ما يجذبها للعمل و يثيرها على الحركة لتحقيق ما هو ملموس في تحسين ظروفها و حياتها اليومية و يؤمن لها الاستقرار و يمنحها الامل بمستقبل افضل.
ان الوصول لصياغة هكذا برنامج يتطلب الحوار و التفاهم و الشفافية و الاستعداد التام لتجاوز الاختلافات الايديولوجية و الفكرية، و الاتفاق حول القواسم المشتركة، و الوقوف معا كقوة فعلية موحدة للتأثير على الاحداث و الضغط على القوى المهيمنة و التي تتقاسم السلطة و النفوذ. ان صياغة هكذا برنامج يتطلب ايضا ايجاد الاليات و الوسائل الفعالة للوصول الى اوسع الجماهير لضمان تحسس نبضها و الوقوف على معاناتها واحترام ارائها و مواقفها و تقيمها للامور.

النوايا الحسنة و اصدار البيانات و النداءات و التقارير لم تعد تكفي. فالقوى القومية و الاسلامية و الطائفية التي رتبت امورها و شكلت تحالفاتها و حققت الانتصارات، ماضية في تعزيز مواقعها و التاثير على تطور الاوضاع و فرض رؤيتها بغية رسم ملامح عراق المستقبل المنسجم مع مصالها الاستراتيجية. فمن الاهم المبادرة للجلوس على طاولة الحوار و التفاهم و التوافق لايجاد القواسم المشتركة و التخطيط للاعمال المشتركة و بناء الثقة و العلاقات التضامنية. انها معركة واحدة و مصيرية، على كل من يريد عراقا ديمقراطيا متحررا و مزدهرا بكل ابنائه دون اي تميز، ان يخوضها معا.
ثمة عشرات من التشكيلات و المنظمات و الجمعيات و المجالس و الهيئات و اللجان التي تعلن عن برامجها من اجل دستور علماني ديمقراطي و من اجل عراق ديمقراطي فدرالي موحد. و عند تحليل و دراسة كل هذه البرامج و الاهداف المعلنة، يصعب ايجاد اختلافات جدية و مبدأية تفرقها. ومن هنا تبرز شرعية التساؤل:
ما الذي يمنع كل هذه المنظمات و اللجان و التشكيلات ان تقترب من بعضها و ان تعمل معا و ان تهيْ الاجواء لقيام جبهة عريضة ذات برنامج موحد لمواجهة الاهداف المشتركة؟
ان نتائج التشتت و عدم الوضوح و التلكؤ في تجميع القوى و الاتفاق على القواسم المشتركة، واضحة و جلية. ان الاستمرار
في هذا التلكؤ و التاخر في المبادرة لتجاوز كل ما يعيق العمل المشترك و تجميع القوى سيؤدي الى انحسار الوعي الوطني الديمقراطي، و الى ترك الجماهير المسحوقة فريسة للقوى القومية المتطرفة و الطائفية و السلفية و لتاثيراتها الفكرية.

لعله من المفيد التذكير، بان واحدة من المشاكل و العقد التي تعيق عملية تجميع القوى العلمانية الديمقراطية و اليسارية هي مشكلة تحديد من هي و تعريف ماهية هذه القوى. الكل ينطلق من كونه هو الديمقراطي و ان برنامجه اكثر ديمقراطية من غيره من البرامج و انه هو الجدير بقيادة و تمثيل هذا التيار. و كذا الحال بالنسبة لليسار و القوى و التجمعات و الاحزاب التي تدعي بانها تمثل اليسار.
ان احد الحلول لهذه الاشكالية بتقديري هو جمع و تنظيم طاقات كل القوى الغير حزبية ، التي لا تنتمي الى التنظيمات الحزبية، بشكل مستقل بعيدا عن المصالح الحزبية، اشخاص و هيئات و لجان و مجالس و الناشطين في المؤسسات الثقافية و الاجتماعية و الرياضية، في داخل العراق و خارجه، و التي تريد العمل من اجل اهداف مشتركة انية و استراتيجية.
اما الاحزاب و المنظمات الديمقراطية و اليسارية، فبامكانها، بل و المطلوب منها بالحاح، ان تتجاوز صراعاتها و اختلافاتها الفكرية و الايديولوجية و ان تبدأ بالتشاور و العمل للاتفاق على الاهداف الانية و الاستراتيجية المشتركة. انه تحدي كبير تفرضه الظروف و الوقائع على الارض، و لا سيما، ان كل هذه القوى و الاحزاب التي تتناقض فكريا و تتهم بعضها باليمين و التطرف و..الخ ، تقر و تعلن مرارا بانها لا تقوي و لاتستطيع مواجهة التحديات و المهام الجسيمة بمفردها.

و من الطبيعي ان تتضامن و تتفاعل القوى العلمانية الديمقراطية الغير حزبية و المتحررة من القيود الايديولوجية مع تجمع او جبهة الاحزاب و القوى الديمقراطية و اليسارية و ان تدعم نشاطاتها السياسية و ان تراقب ادائها في ان واحد.

ان واحدة من اهم المهمات التي تواجهها قوى المجتمع المدني و القوى المؤمنة بالقيم الديمقراطية هي بناء و تشكيل الرأى العام. فمن الهام جدا اثارة الامور الهامة و العقدية لمناقشتها و نشرالمعلومات و توفير الاحصاءات و الوثائق و تحليلها و مناقشتها علنا و بشفافية، و بروح علمية معاصرة، بغية وضعها في متناول المواطن و تكوين رأى عام واسع جماهيري ضاغط و فعال.
فالجماهير و الشعب الواعي، و المتطلع على الوقائع و الحقائق، هو وحده الذي يبني الوطن و يختار ممثليه و يحدد مستقبله السياسي.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي