الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدود انتهاك بشع لكرامة الإنسان

عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

2014 / 2 / 6
حقوق الانسان


المشهد الأول:
على مسافة بضعة كيلومترات من مسقط رأسي في إحدى القرى التابعة لمركز المحلة الكبرى، قد شهدت قرية أخرى تابعة لنفس المركز تدعى ’محلة زياد‘ خلال العام الفائت حادثة قتل وسحل شابين من قرية مجاورة، ثم تعليقهما من أرجلهما في سقيفة مثلما يفعل الجزار بالماشية الذبيحة، وذلك على خلفية اتهامهما بمحاولة اختطاف أطفال من تلك القرية. وقد دارت وقائع هذه الحادثة المفجعة في وضح النهار، أمام أعين وتهليل العامة، والتقاط الصور ومقاطع الفيديو تخليداً لهذه المناسبة العمومية الدموية البشعة. إليكم الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=RXEBhWxbRKM

المشهد الثاني:
في وضح النهار أيضاً، وعلى مسافة بضعة كيلومترات كذلك من مكان سكني الحالي بالقاهرة الكبرى، قد شهدت منطقة الهرم التابعة لمحافظة الجيزة حادثة مروعة أخرى عندما قام الأهالي بتحريض من بعض الدعاة الإسلاميين المتطرفين بمهاجمة بيت رجل الدين الشيعي حسن شحاته، ليقتلوا جميع من بالمنزل ويمثلوا بجثثهم، ثم يربطوه من عنقه ورجليه ويأخذوا بسحله في الشارع، وأيضاً وسط بهجة واحتفاء من العامة المتجمهرين، والتقاط الصور ومقاطع الفيديو لتخليد ذكرى هذا الثأر الدموي من زعيم المحرضين على صحابة رسول الله وآل بيته. إليكم الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=p6H_X7outsk

المشهد الثالث:
تطبيقاً لشرع الله، وبناء على حكم شرعي من حركة طالبان، تقوم جماعة تنفيذ الأحكام الشرعية، وسط تجمهر من عامة الناس كشهود عيان مشاركين بحماس في تنفيذ الحكم الإلهي، وحتى تتحقق فيهم ’عظة‘ الردع، بتنفيذ ’حد الرجم‘ بحق امرأة وابنتها، ثم وضعهما في حفرة وإهالة التراب فوقهما أحياء. إليكم الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=GNrcPrQdCuA

هذه أمثلة تطبيقية لفلسفة ’الجزاء البدني‘ التي قد استندت إليها أيضاً الشريعة الإسلامية في فرض الحدود. فرغم بشاعة الحوادث الثلاثة، إلا أن المشهد الأخير بالذات هو أكثرها بشاعة وإيلاماً على الإطلاق، لأنه ’يشرعن‘ ويقنن ما قد يعتبر خلافاً لذلك مجرد همجية ووحشية إنسانية عابرة، قد تنتاب البشر العاديين في لحظة اقتتال أو عنف متبادل أو كراهية أو غضب عارم يؤدي إلى الإفلات من سيطرة العقل وتحولهم إلى ما يشبه الثيران الهائجة.

الإنسان، في ظل ظروف وضغوط قاسية معينة، يمكن أن يتحول بسهولة إلى وحش قاتل، حتى لأقرب الناس إليه ولنفسه شخصياً. لكن تبقى هذه الحالة الهمجية البهيمية استثناءً محدوداً، ولا تمثل القاعدة العامة. من ناحية أخرى، تقنين أو ’شرعنة‘ هذا الاستثناء الوحشي هو ما يحوله حتماً إلى قاعدة عامة، تؤسس فوقها المعايير الأخلاقية والعرفية والدينية وخلافه. هذا هو ما قد فعلته وتفعله بالفعل حركة طالبان وأمثالها، وما يريد أن يفعله أيضاً ’جميع‘ الدعاة إلى ’تطبيق حدود الشريعة الإسلامية‘.

الجزاء البدني لا يعاقب ’الفعل‘ الجنائي- إذا كان موجوداً أصلاً- ولا يسعى في ’ردعه‘، هو في الحقيقة يعاقب ’شخص‘ مرتكب الفعل ذاته وغير معني بالأساس بمنع أو إصلاح الفعل الإجرامي المزعوم. فحيث أن مرتكب الفعل هذا هو في جميع الأحوال ’إنسان‘، حينئذ تصبح فلسفة وتطبيق العقوبة البدنية بحق شخص الجاني نفسه انتهاكاً صريحاً ’لإنسانية‘ هذا الإنسان. على النقيض، القانون الطبيعي يقوم على الاعتراف بإنسانية وكرامة الإنسان قبل أي شيء آخر، ومن ثم لا يعتدي على ’شخص‘ المعتدي نفسه بأي شكل من الأشكال، لفظياً أو مادياً، ويقصر العقوبة على الوسائل الكفيلة بإصلاح أو بمنع تكرار حدوث ’الفعل‘ الجنائي، حتى لو أدى ذلك إلى إيداع المجرم السجن معززاً مكرماً كأي إنسان آخر مدى الحياة، أو اقتياده إلى غرفة الإعدام كحل أخير- أيضاً دون أي مساس بكرامته الإنسانية ودون أي اعتداء أو تمثيل بجثته بعد الموت.

قبل بضعة أيام في حوار محتدم مع جار لي، سألني: هل ترفض تطبيق الحدود كما شرعها الله؟!
أجبته فوراً دون تردد: ’بالطبع أرفض.‘
"انتهى الكلام"، كان رده، "ألم تقرأ قول الله عز وجل: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)؟!"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 2 / 6 - 15:33 )
عندما يتحدث الكاتب عن الخير أو الشر , فهذا يعني نهاية إلحاد الكاتب للأبد , راجعوا :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=181619598708956&id=100005827500635


2 - حدود الذي يوسوس في صدور الناس
شاكر شكور ( 2014 / 2 / 6 - 16:38 )
المشكلة يا استاذ عبد المجيد ليست في الآية التي ذكرتها في نهاية مقالك والتي تقول : {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} فهذه الآية من الناحية الإيمانية لا غبار عليها ، لكن المشكلة هي من هو شخصية الله المذكورة في هذه الآية ؟ هل هو الخالق الحقيقي فعلا ام هو إله عدواني صنعه محمد من خياله فنسب اليه صفات لا تليق بالله كأسماء : المكّار ، المتعالي ، المنتقم ، المتكبر ، المضل ، الضار ، المذل ، فهذه الصفات جميعها تنطبق على الشيطان وليست من صفات الله ولو رجعنا الى اسماء الله الحسنى سنجد ان الله في الإسلام له وجهان وجه شيطاني اي متكبر والشيطان وحده المتكبر لأنه سقط لتكبره ووجه آخر إلهي والعملية كلها تشبه بمن يدس السم في العسل لذلك نرى وكلاء هذا الإله في الأرض يقومون بأعمال العنف والقتل ثم يذهبون الى الجامع لطلب الرحمة فإله محمد هو شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في عقل الناس ويحولهم الى قتلة في سبيل نصرته ، تحياتي للجميع


3 - لذلك سيسقط ألأسلام
هانى شاكر ( 2014 / 2 / 6 - 17:22 )

لذلك سيسقط ألأسلام
___________


سر ألأسلام .. أن يبقى سراً ... طبعا مع ألأعتذار للحب

لكن إن كانت هذه ألممارسات قد أصبحت منشورة على ألعالم كله .. بفضل ألفضائيات .. و ألدعاة ... و إعمال ألحدود على ألملأ .. و ألنشر على ألأنترنت و أليو تيوب ... و قيام ألكفار و أحفاد ألقردة و ألخنازير بترجمة تلك ألوقائع بلغات ألعالم أجمع ... فقد فٌضح ألأسلام أمام مُناهضيه و مُحبيه ... ولم يعد سراً ..

سيسقط ألأسلام من ألداخل ... من مُحبيه ألذين سيراجعوا أنفسهم وضمائرهم .. ويسألوا ألأسئلة ألصعبة : أين دين هذا ... و أى إله يرضى و يسمح بهكذا ممارسات و عقوبات .. حتى ولو على ناس أبرياء ( شيعة أبو ألنمرس كمثال ) ...

شكراً أستاذنا لشجاعتك و كتاباتك ألنيرة ألمنيرة

...


4 - ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب
عبد الله اغونان ( 2014 / 2 / 6 - 17:26 )

اسلاميا لايجوز اجراء القصاص الا بحكم قاض وتنفيذ ولي الأمر
فالاسلام كدين غير مسؤول عن تصرفات مسلمين وقعوا في رد فعل غير محسوب وكم من جرائم ترتكب باسم الأديان والوطن والحرية
لكن المشكلة فيها نظر اذ الان في عصرنا رغم التنصيص في الدساتير على أن الاسلام دين الدولة وتخصيص وزارة للأوقف والشؤون الاسلامية فان الحكام لايحكمون بما ارتضاه المسلمون فساد الربا وصنع الخمر واستهلاكها وفشا الفساد والتجارة بالأعراض وموالاة المستعمر والفساد السياسي والاقتصادي
فلما صدعوا رؤوسنا بالديمقراطية قلنا رضيا فهي الية تتيح للشعب اختيار من يحكمونه
فنظمت انتخابات في فلسطين والجزائر ثم تونس ومصر والمغرب وغيرها ففاز الاسلاميون باختيار الشعوب صوتا صوتا لكن وقعت انقلابات ومضايقات معناها نعم نجحتم لكن لايجب أن تحكموا بل يجب أن تحاكموا بل انتم ارهابيون
فاذا فسد الحاكم وتغاضى عن محاكمة الفاسدين فهم من يخلق هذاه التصرفات ورددود الأفعال بل هم صناع التطرف بامتياز
دع عنك الحديث عن تطبيق الحدود ألا تطبق حدود في دول غربية بالاعدام حتى في الويلات المتحدة نفسها
تعددت الأسباب والموت واحد فهناك مجازر ارتكبتها دول


5 - الدين عندما يحولنا الى بهائم.....
ملحد ( 2014 / 2 / 6 - 19:03 )
كنت لتوي قد علقت على مقال للاخ سامي لبيب تحت عنوان:

البشاعة تراث أم بشر–الدين عندما ينتهك إنسايتنا(50)

ساكتب هنا نفس التعليق! فجوهر الموضوع واحد

هذا المقال وغيره كثير يثبت صحة كلامي ان ما يسمى بالاديان غير قابلة للاصلاح على الاطلاق بل يجب تعريتها وتفنيدها وسحقها.......
كان الافضل كتابة المقال تحت عنوان ( الدين عندما يحولنا الى بهائم....)

تحياتي


6 - وله في القصاص حياة يا أولي الألباب
عادل الليثى ( 2014 / 2 / 6 - 19:35 )
القصاص رؤية بشرية .. لماذا لجأ إليها الله وهو يملك مالا نهاية من الحلول ؟
يقول القرداوى .. لولا حد السيف ما بقى الإسلام - يقصد حروب الردة وهو محق فى قوله ... مسألة وقت .


7 - اشكاليه الاسلام
على سالم ( 2014 / 2 / 7 - 00:43 )
بدون شك فان الاسلام هو اكبر ديانه وحشيه شيطانيه فى التاريخ ,انا اجذم ان مصدر الاسلام هو الشيطان الرجيم عليه الصلاه والسلام ,وعليه فيجب علينا جميعا ان نتحلى بالشجاعه والجراه والتحدى لشريعه الصلعم الرهيب مؤسس الذبح ,كليبات الفيديو الوحشيه سوف تساعد كثيرا لكى يعرف العالم الغرير حقيقه الاسلام الوحشى الهمجى

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: الهجوم على الفاشر بالسودان سيكون له عواقب وخي


.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس




.. Amnesty International explainer on our global crisis respons


.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد




.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي