الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغوص في الذاكرة ..

عائشة مشيش

2014 / 2 / 6
الادب والفن


غُصت في ذاكرتي وأطلتُ الغوص ، مررتُ بحوريات كثيرة في غاية الروعة والجمال ، اعترفت بجمالهن بيني وبين نفسي , إلا أن قلبي لم يرتعش لأي واحدة منهن ، هذه الذاكرة التي أتكلم عنها هي الذاكرة الماضية وقد يكون عمرها مليون سنة أو أكثر ، فنحن نرى أشياء كالأحلام مثلًا لم نرَ مثلها في حياتنا ، فمن أين جاءت إذن ؟

حلقتُ بأجنحتي إلى الذاكرة المستقبلية ، ورأيت نساء كثيرات لا يقل جمالهن عن جمال حوريات البحر اللواتي رأيتهن في الماضي واعترف قلبي بجمالهن هن الأخريات إلا أنه لم يستكن لواحدة منهن ... وقد نتساءل ؟ وماذا عن الآن ؟ ... وردًا على هذا السؤال أقول : كوني ذكرت الماضي والمستقبل ، لا داعي لذكر الآن، مع أهمية فلسفة الآن، ففي الماضي كان هناك " الآن " ولكنها أصبحت ماضية ، وفي المستقبل سيكون هناك الآن ، وما أدرانا لعلَّ " الآن " الموجودة الآن ما هي إلا مجموعة من الآنات الماضية والآنية والمستقبلية ، علمًا بأن الماضي كان مستقبلًا والمستقبل سيصير ماضيًا ...
مررتُ بنساءٍ في ذاكرتي التي احتوت كل الأزمنة والأمكنة إذن ، كما هو حال كل إنسان ، إلا أنَّ هناك امرأة واحدة فقط تنازل قلبي عن وقاره خضوعًا لها وتحتها ، إنَّها امرأة شدت أوتار الماضي وربطتها بأوتار الآن والمستقبل ليصبحَ الزمن عندي كمانًا أُداعب أوتاره (الماضية والآنية والمستقبلية ) لِتَخرجَ موسيقى صاخبة تبشرني بأنَّها كانت وهي الآن كائنة وستكون ، فرفعت الأقلام وجفت الصحف، إنَّها امرأةٌ عندما تنظرُ إلى عينيها فكأنكَ أمامَ ينبوع ماءٍ صافٍ فيه من البريق ما فيه ، وفيه من النشاط ما فيه ، وفيه من الفرح ما فيه ، وفيه من الحزن الذي أنتَ بحاجةٍ إلى مجهر دقيق لاستكشافه، عيناها كينبوع الماء ، أنظر إليهما وسترى ، فما تكادُ تنظر إلى هذين العينين حتى تشعر بالبلل والنشاط ، عيناها يبللانك كما يبللك الماء، ويبعثان فيك النشاط والحياة ، أليس ينبوع الماء إذا تدفق إليك ماؤه فجأة تتحركُ بنشاط من أثر تلك المفاجأة وذلك التدفق؟ وأليس عيناها كينبوع الماء ؟ إلا أنَّ الفرق بين عينيها وبين ينبوع الماء أنَّ عينيها تُبللك وجدانيًا وروحيا ، والينبوع يبللك جسميًا ، إنَّها امرأة قبَّلها الله في وجهها، فأحدث في ذلك الوجه شامةً اتخذت من شفتيها جارةً لها ، وإني تمنيتُ أن أكون تلك الشامة لأجاورَشفتيها، جارًا ثقيل الظل والدم ، لأني سأضطر كل لحظة أن أطرق باب جاري(الشفتين) وأستعير منه رحيقًا ورضابًا لأتزود بهما وأمضي في حياتي ، نعم ، تمنيت أن أكون تلك الشامة في وجهها لأكون جارًا ثقيل الظل لشفتيها ، إنَّها امرأة عندما تنظر إليها لا يتطرق إليك الشك أنَّها امرأة منتصرة تشعر بانتصارها وتُشعرك بانتصارها ، نظرتها تشعرك بثقتها في أنَّ لها الحق في وجودها ، لها الحق في أن تكون أنثى وهي فخورة بذلك ، وعندما تنظر إليها لا تشعر أنَّها متواضعة للحياة، إنما الحياة متواضعة لها ، إنَّها أنثى بامتياز ... ليس ككل الإناث .. إنَّها حبيبتي ...
منه الي ....!!

عائشة مشيش....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنان الفسيفساء بوزيغو يكرم ترامب وهاريس من خلال إحدى أعماله


.. الممثل الأمريكي ماركو رافلو يدعو للتصويت لكامالا هاريس




.. افتتاح معرض الفنان عباس الموسوي 50 عامًا من الفن والسلام


.. حلقة خاصة ولذيذة جدًا مع الفنان محمد القس?? في #معكم_منى_الش




.. درة سنة أولى إخراج فى مهرجان القاهرة السينمائى