الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما لا يقرأ الواشنطن بوست!

مرح البقاعي

2014 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية



لم يكن الحذاء الذي صُوّب في بغداد إلى رأس الرئيس الأميركي الأسبق جورج دابليو بوش في موقف مهين ختم فترة حكمه، ومن طرف آخر الاحتفاء الهيستيري الذي استقبلت به الولايات المتحدة أول رئيس أسود في تاريخها، لم يكن الحدثان على تناقض حقيقي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تشاركهما في العاطفة السياسية الشعبية التي غالباً ما تفقد موضوعيتها حين تتحوّل إلى شعور بالكره أعمى، أو إلى حب مبالغ به يصل إلى موقع تقديس الحاكم، وهنا يقع المحظور والمستهجن في الثقافة الأميركية.

وأذكر أنه في ساعة مبكّرة من صباح 4 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2008، وهو يوم انتخاب الرئيس أوباما في فترته الرئاسية الأولى، أيقظتني رسالة إس أم إس تلقيّتها على هاتفي المحمول، تقول: A great day in America, it is time for Obama، ما معناه: "هذا يوم عظيم لأميركا، إنه زمن أوباما"!

إنها السنة السابعة لدخول الرئيس أوباما البيت الأبيض رئيساً، وأنا ما زلت أبحث عن سبب واحد في سياسته تجعل زمنه زمناً عظيماً كما بشّرنا أنصاره قبيل وصوله إلى سدّة المكتب البيضاوي. فعلى الصعيد الداخلي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن مشروع أوباما لإصلاح التأمين الصحي ما يدعى بـ "أوباما كير، وهو المشروع الانتخابي الذي أوصله إلى الحكم، الذي تمّ إطلاقه منذ أشهر، اتضح أن أقل ما يقال فيه أنه مخيّب للآمال ولا يحقق أدنى طموح بالإصلاح في القطاع الصحي راود ذهن 35 مليون من المواطنين الأميركيين المحرومين من التغطية الصحية. وكانت الصدمة أكبر حين ثبت بالتجربة أن الموقع الالكتروني الذي أطلق لاستقبال طلبات التأمين، للراغبين بالانساب إلى برنامج أوباما كير، إنما يعاني من مشكلات تقنية، ولا يعمل بشكل تفاعلي، ولا يستقبل المعلومات التي يرسلها المشتركون. هذا الإخفاق في تحقيق الوعود الانتخابية يسير متوازياً مع الخيبات الاقتصادية الكبرى التي واكبت فترتي أوباما الرئاسيتين والتي أدّت إلى انهيارات كبرى في أسواق المال والعقارات لم يبرأ منها السوق تالأميركي حتى اللحظة.

أما على صعيد السياسة الخارجية، فحدّث ولا حرج. فقد وجدت الإدارة الأميركية نفسها في وسط موجة من الغليان الثوري الشعبي في غير بلد في الشرق الأوسط. أما الخبرة الخارجية شبه المعدومة للرئيس وكذا علاقته التنافسية والموتورة مع وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ما دعاه إلى لجم صلاحياتها في اتخاذ القرار مقابل نفور كامل من طرفها من التعاون مع البيت الأبيض، العاملان اللذان أديّا مجتمعين إلى هذه الفوضى والعشوائية في اتخاذ القرارات الخارجية ابتداء بالعلاقة مع إيران ومروراً بثورات الربيع العربي وصولاً إلى مؤتمري جنيف المتعلقين بإيران ثم جنيف2 المختص بالأزمة السورية.

ومن المضحك المبكي في المؤتمر الصحافي السنوي الذي يعقده الرئيس الأميركي في نهاية كل عام ليفنّد سياساته التي انتهجها خلال عام كامل ومآلاتها للشعب الأميركي، خروج أوباما في مؤتمره للعام 2013 ليضع سياساته التي عالج بها الملف النووي الإيراني والأزمة السورية ضمن ملف انتصاراته في السياسة الخارجية! فإذا افترضنا ـ تجاوزاً ـ أن الاتفاق الأممي مع إيران قد أدى إلى تحييد الصدام بين إيران ودول العالم لزمن معين زمام شروطه ومفاتيحها تملكها إيران يعتبر شبه انتصار، إلا أن الموقف الأميركي الملتبس بل الانتهازي في الملف السوري يعتبر سقطة عظيمة في تالريخ السياسات الخارجية وعلاقاتها بدولة محورية في الشرق الأوسط هي سوريا.

سأمتنع عن التعليق لنشهادتي قد تكون مجروحة بنظر البعض كوني أنمي غلى الحزب الجمهوري الأميركي اولاً، وكوني ناشطة سوريّة ثانياً. ولكني سأنقل رد فعل كبرى الصحف الأميركية وهي الواشنطن بوست.

فقد انتقدت الصحيفة، الرئيس الأميركي بشدة كونه أورد ملف سوريا واحداً من النجاحات التى حققها فى سياسته الخارجية حين قال:" نسعى لتحقيق مصالحنا حول العالم من خلال الديمقراطية المستندة إلى المبادئ والتي تخولنا فتح طرق جديدة إلى عالم اكثر أمناً ومستقبل لا تبني فيه إيران سلاحاً نووياً، ولا تملك فيه سوريا أسلحة كيميائية".

وكان أوباما، قد قال خلال المؤتمر الصحفى "مع تعزيزنا لموقفنا فى الداخل، فإننا نسعى لتحقيق مصالحنا حول العالم، وهذا العام أظهر أنه من خلال الديمقراطية الواضحة ذات المبادئ، نستطيع أن نواصل طرقًا جدي إلى عالم أكثر أمنا، ومستقبلا لا تبنى فيه إيران سلاحًا نوويًا، ومستقبلا بدون الأسلحة الكيماوية السورية التى تم تدميرها". وجادل محرر الواشنطن بوست في معرض ردّه على إعلان أوباما متسائلاً "أي نصر يتحدّث عنه الرئيس وقوات الأسد تحاصر مئات الآلاف من المدنيين وتتعمد تجويعهم حتى الموت، حسبما قالت الخارجية الأمريكية، كما أن طائراته تسقط البراميل المتفجرة على مبان سكنية فى حلب، كما أن ملايين من المدنيين اضطروا إلى النزوح داخل سوريا أو اللجوء خارجها هائمين في دول الجوار والعالم". وعزّزت الصحيفة جدلها هذا بنشرها لخارطة جيوسسياسية توضح أزمة اللاجئين السوريين، وتشير الخارطة إلى أن حوالي 40% من الشعب السوري تم تشريدهم بسبب العنف الذي يمارسه النظام، ويردّ عليه مقاتلوا المعارضة المسلّحة، منذ عامين ونصف العام.

فهل يقرأ الرئيس أوباما الواشنطن بوست أو على الأقل يتصفّح الصور التي تنشرها علّ عينيه تقعان على تلك الخارطة التي تتحض ادعاءاته بنصر سياسي حقّقه في سوريا؟.. أتساءل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة