الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا زين جوزيف؟؟

زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)

2014 / 2 / 7
كتابات ساخرة


لماذا زين و لماذا جوزيف؟؟..لا أنكر أني كسواي اخترت اسماً مستعاراً يعني لي عاطفياً الشيء الكثير و لكنه في نفس الوقت يكشف لي من هو أمامي..فيوفر عليَّ مناورات عقلية عديدة و حوارات ملتفة تثير الدوار فقط لكي أكتشف "نوعه" الفكري..تتساءل كيف؟؟..سأخبرك.

عندما يقرأ أحدهم ما أكتبه تحين منه نظرة عابرة للاسم فيرى أنه "زين" فيفترض بلا نقاش أني رجل مع العلم أن "زين" هو في الأصل اسم مؤنث و لكنه كأمور كثيرة و كأسماء كثيرة كانت في الأصل للإناث و أصبحت بوضع اليد ذكورية!!..لا بأس قلة هي من تعلم أنه أنثوي و لكن اختياري لهذا الاسم جعلني أتيقن من ظني بأننا في أبسط الأمور و هي الحوار لا نجيد أبسط قواعده ألا و هي أن تعرف مع من تتحاور..فقد كانت تكفي نظرة عابرة لملفي الشخصي ليكتشف أي شخص بأني أنثى و لكننا لا نهتم بمعرفة مع من نتحاور طالما أننا نملك ذلك اليقين اللعين بأننا على حق و هذا يكفي.

و هنا يبدأ الحوار بشكل شبه محترم نظراً لأننا كعرب لا نجيد الاحترام الكامل لمن يخالفنا الرأي..فيكون الحوار هادئاً بعض الشيء..و هو ما يكشف لي أيضاً أن احترامنا مع من نحاوره لا يعتمد على ما يقوله بل على "شكل" جسده..فمجرد أن أبدأ في استخدام الضمائر الأنثوية في حديثي يختلف أسلوب الحوار من أسلوب مقارعة الحجة بالحجة إلى مقارعة الحجة بالشرف!!.

فيبدأ من يحاورني -في الأغلب- بذكر تربيتي المعوجة و أخلاقي المنحلة و التي و ياللمفارقة لم تكن في الحسبان عندما كنت منذ بضع ثوان رجلاً!!..هنا أجد أن اسمي بشكل أو بآخر جعل من هو أمامي عاري فعلياً..فهو من ناحية أراني حقيقته التي يحاول أن يخفيها بأقنعة التحضر الفيسبوكية أو الإفتراضية و التي تسقط عند أول صدام فكري مع أنثى أتت -من وجهة نظره- من مخدع "الحريم"..أنثى حقوقها تتنوع بين أن تُطلب إلى الفراش فتطيع أو تؤمر بالصمت حتى الموت فتمتثل و يكون من المحرمات عليها أن تتمرد على هذا الوضع و إلا كانت كالجندي الذي يعصي الأوامر العسكرية فتحاكم حينها بتهمة الخيانة العظمى و لكن ليس للوطن بل لثقافة الحريم المُقدسة.

نأتي الآن إلى جوزيف و الذي يضعني على الأغلب في خانتين الأولى بأني شخص مستشرق و الثانية بأني مسيحي..بالنسبة للأولى أغلب قائليها هم ببساطة يجعلوني أكتشف جهلهم بمعناها عندما يصفون بها شخص أتى من ثقافة عربية إسلامية..فالمستشرق هو الشخص الآتي من ثقافة غربية ليتخصص في التاريخ العربي أو الإسلامي..أي أنها تطلق على "عالم" و ليس على مجرم و لهذا أعتبر أنه تشريفاً لي بأن أوصف بصفة تشير إلى علم صاحبها..و لهذا أيضاً أجد أن استغراب من يصفني بها من عدم غضبي منها يثير السخرية فكيف أغضب من المديح!!.

نأتي لجوزيف الآخر و الذي هو النطق اللاتيني لاسم يوسف و الذي يجعل أغلب من يروه بصفة كتابته اللاتينية يطلبون مني أن أخرس لأني مسيحي!!..ليبدأ بعدها الهجوم المسعور على الديانة المسيحية اعتقاداً منهم بأني سأغضب..و يالها من مفارقة!!..فإذا كنا ننظر إلى المسيحية كدين بتلك النظرة الدونية و النظرة المليئة بالحقد تجاه معتنقيها فقط لأنهم يتحدثون بدون مخاوف عن أي أمر حينها ألا يكون من باب أولى أن نحقد على الرب الذي أخطأ في نظرهم و أنزل ذلك الدين الذي يستحق معتنقيه الشتم و السحل؟؟..لماذا يشتمون الديانة و الأولى بالشتم هو مُنزلها؟؟..ألا يُعتبر قيامهم بذلك الهجوم المسعور و اللا عقلاني على ديانة مُنزَّلة من الله إنتقاصاً من عظمة الخالق و نوعاً من فرض الوصاية "العقلية" عليه؟؟.

هكذا أصبح اسمي كنوع من أنواع أجهزة كشف الكذب و لكن بطريقة مختلفة قليلاً..فهو يخبرني أن من أمامي شخص لا يجيد أبسط قواعد الحوار و لا يطيق فكرة أن تحاوره أنثى بعقلانية مُحطمةً خرافة "ناقصات عقل" و لا يحتمل فكرة أن لا أكون مسيحية و أن أتجرأ و أنتقد ما أُلصق بالإسلام و لا يستوعب أن أخبره أن نقد الذات هو الخطوة الأولى نحو تحريرها من ذلك الواقع المُزري من دون أن أكون بالضرورة "عميلة" للغرب بإستشراقي المزعوم..لا يبالي بأي شيء من تلك التُرهات التي أخبره بها طالما أنه سيحرر أثناء شتمه لي تلك الطاقة السلبية التي يحملها أغلب المسلمون في جيناتهم منذ قرون تجاه أي آخر مختلف عنهم و لو كان اختلافه الوحيد عنهم يكمُن في أنه فقط يصلي "مُسربلاً"!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضحية جديدة لحرب التجويع في غزة.. استشهاد الطفل -عزام الشاعر-


.. الناقد الفني أسامة ألفا: العلاقات بين النجوم والمشاهير قد تف




.. الناقد الفني أسامة ألفا يفسر وجود الشائعات حول علاقة بيلنغها


.. الناقد الفني أسامة ألفا: السوشيال ميديا أظهرت نوع جديد من ال




.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي