الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دروس وعبر من انقلاب 8 شباط الفاشي واغتيال ثورة 14 تموز

حامد الحمداني

2014 / 2 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


دروس وعبر من انقلاب 8 شباط الفاشي
واغتيال ثورة 14 تموز
الحلقة الثانية


مَنْ أعدّ وساهم في الانقلاب ؟
لاشك في أن الدور الأول في الإعداد للانقلاب كان لشركات النفط، بعد أن أقدم عبد الكريم قاسم على إصدار قانون رقم 80 لسنة 961، بعد صراع مرير مع تلك الشركات، والتهديدات التي وجهتها إلى حكومة الثورة، ذلك لأن النفط بالنسبة للدول الإمبريالية أمر لا يفوقه أهمية أي أمر آخر، ولذلك نجد أن جَلّ اهتمام هذه الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة، هو الاستحواذ على منابع النفط، وإحكام سيطرتهم عليها.

ولما جاءت ثورة الرابع عشر من تموز، واتخذت لها خطاً مستقلاً بعيداً عن الهيمنة الإمبريالية هالهم الأمر، وصمموا منذُ اللحظات الأولى على إجهاض الثورة والقضاء عليها، وبالفعل نزلت القوات البريطانية في الأردن، والأمريكية في لبنان، وحشدت تركيا قواتها العسكرية على الحدود العراقية من أجل العدوان على العراق .

إلا أن موقف الاتحاد السوفيتي المساند للحكومة الثورية الجديدة آنذاك،وتحذيره للإمبرياليين من مغبة العدوان على العراق، وحشد قواته على الحدود التركية وتحذيرها من أي محاولة للتدخل والعدوان، كل تلك الإجراءات أسقطت في يد الإمبريالية، وجعلتهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة متهورة.

وهكذا جاءت الريح كما لا تشتهي السفن، كما يقول المثل،غير أن الإمبرياليين لم يتركوا مسألة إسقاط الثورة أبداً، بل بادروا إلى تغير خططهم بما يتلاءم والظروف الجديدة، محاولين إنهاء الثورة من الداخل، مجندين حزب البعث وطائفة من القوى القومية الرجعية لتنفيذ أهدافهم الشريرة.

فلقد ذكر [صالح السعدي] أمين سر حزب البعث، في مؤتمر صحفي عقده بعد وقوع انقلاب عبد السلام عارف ضد حكم البعث قائلاً [ لقد جئنا إلى الحكم بقطار أمريكي] .
كما ذكر الملك حسين، ملك الأردن، في مقابلة أجراها معه[ محمد حسنين هيكل] رئيس تحرير صحيفة الأهرام في فندق [ كريون] في باريس حيث قال الملك في تلك المقابلة:
{تقول لي أن الاستخبارات الأمريكية كانت وراء الأحداث التي جرت في الأردن عام 957 ، أسمح لي أن أقول لك أن ما جرى في العراق في 8 شباط 963 قد حضي بدعم الاستخبارات الأمريكية، ولا يعرف بعض الذين يحكمون بغداد اليوم هذا الأمر، ولكنني اعرف الحقيقة.
لقد عقدت عدة اجتماعات بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية، وعقد أهم تلك الاجتماعات في الكويت وأزيدك علماً أن محطة إذاعة سرية كانت قد نصبتها الاستخبارات الأمريكية في الكويت، وكانت تبث إلى العراق وتزود يوم الثامن من شباط 1963، رجال الانقلاب بأسماء الشيوعيين وعناوينهم للتمكن من اعتقالهم وإعدامهم }.

كما أن أحد أعضاء قيادة حزب البعث، طلب عدم ذكر أسمه، قد ذكر لمؤلف كتاب العراق الكاتب [حنا بطاطو] أن السفارة اليوغسلافية في بيروت حذرت بعض القادة البعثيين من أن بعض البعثيين العراقيين يقيمون اتصالات خفية مع ممثلين للسلطة الأمريكية، وهذا ما فيه الكفاية عن الدور الذي لعبته الإمبريالية في الإعداد للانقلاب.

لقد حكم الانقلابيون البعثيون مدة تسعة أشهر كان إنجازهم الوحيد خلالها هو شن الحرب الهوجاء على الشيوعيين والديمقراطيين، وكانت تلك الأشهر بحق أشهر الدماء، والمشانق، والسجون والتعذيب، وكل الأعمال الدنيئة، التي يندى لها جبين الإنسانية، حتى وصل الأمر بعبد السلام عارف، شريكهم في الانقلاب، ورئيس جمهوريتهم بعد انقلاب شباط، أن أصدر كتاباً ضخماً عن جرائمهم وأفعالهم المشينة سماه [المنحرفون] .

من هم الانقلابيون ؟
ضم فريق الانقلابيين حزب البعث بقيادة كل من:
علي صالح السعدي، وأحمد حسن البكر، وطالب شبيب، وحازم جواد، ومسارع الراوي، وحمدي عبد المجيد، والضباط البعثيين كل من عبد الستار عبد اللطيف، والمقدم المتقاعد عبد الكريم مصطفى نصرت، وصالح مهدي عماش، وحردان عبد الغفار التكريتي، ومنذر الونداوي، بالإضافة إلى القوى القومية التي ضمت كل من عبد السلام عارف، وطاهر يحيى، وعارف عبد الرزاق، وعبد الهادي الراوي، ورشيد مصلح، وعبد الغني الراوي، وخالد مكي الهاشمي وعدد آخر من صغار الضباط .

تنفيذ الانقلاب في 8 شباط 1963:
أختار الانقلابيون الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة الموافق للثامن من شباط 963، وكانت لهم حساباتهم في هذا الاختيار، فيوم الجمعة يوم عطلة، ولا يتواجد في المعسكرات سوى الضباط الخفر، وكانوا قد رتبوا مسبقاً خفارة الضباط المتآمرين في ذلك اليوم، ليسهل عليهم عملية تنفيذ الانقلاب.

كما أن قيام الانقلاب في الساعة التاسعة صباحاً أمر غير متوقع، حيث جرت العادة بوقوع الانقلابات العسكرية في الساعات الأولى من الفجر، ورغم وصول إشارة إلى وزارة الدفاع قبل ساعة ونصف من وقوع الانقلاب، إلا أن آمر الانضباط العسكري، الزعيم الركن عبد الكريم الجدة لم يأخذ ذلك على مأخذ الجد، وأعتقد أن ذلك نوع من الخيال!
يقول أحد الضباط الوطنيين المتواجدين في وزارة الدفاع يوم الانقلاب، وكان ضابط الخفر ذلك اليوم :
{ دق جرس الهاتف في الساعة السابعة والنصف من صباح ذلك اليوم، الثامن من شباط ،وأسرعت لرفع سماعة الهاتف وإذا بشخص مجهول يحدثني قائلاً:
إنني أحد الذين استيقظ ضميرهم، ووجدت لزاماً على نفسي أن أبلغكم بأن انقلاباً عسكرياً سيقع ضد عبد الكريم قاسم في الساعة التاسعة من صباح هذا اليوم، ينطلق من قاعدة الحبانية الجوية، وكتيبة الدبابات الرابعة في أبو غريب ثم أغلق الهاتف، ثم يضيف الضابط الخفر قائلا : أسرعت بالاتصال بالزعيم عبد الكريم الجدة، آمر الانضباط العسكري، أبلغته بالأمر فما كان منه إلا أن أجابني قائلاً:
{هل أنت سكران يا هذا؟ كيف يقع انقلاب عسكري في يوم 14 رمضان، والزعيم صائم !! والناس صيام !!، وفي مثل هذا الوقت الذي تتحدث عنه ضحى، فلم يسبق أن وقع انقلاب عسكري في وضح النهار، ثم أغلق الزعيم الجدة سماعة الهاتف }.

كان ذلك الموقف من عبد الكريم الجدة يمثل سوء التقدير للوضع السياسي في البلاد، فقد كان الجو السياسي مكفهراً، ونشاط المتآمرين يجري على قدم وساق وإضراب الطلاب على أشده.
كما أن الحزب الشيوعي كان قد أصدر بياناً في 3 كانون الثاني 963، وزع بصورة علنية، وعلى نطاق واسع، حذر فيه من خطورة الوضع ومما جاء في ذلك البيان:
{ هناك معلومات متوفرة تشير إلى الكتائب المدرعة في معسكرات بغداد، ولواء المشاة التاسع عشر الآلي قد أصبحت مراكز لنشاط عدد كبير من الضباط الرجعيين، والمغامرين الذين يأملون تحويل هذه المراكز إلى قواعد انطلاق لانقضاض مفاجئ على استقلال البلاد، ولقد حددوا موعداً بعد آخر لتحقيق هذا الغرض، وللموعد الحالي مغزى خاص نظراً لخطورة الأزمة السياسية الراهنة، وعدد الزيارات التي يقوم بها كبار الجواسيس الأمريكيين لبلدنا، ووجه الحزب نداءه لعبد الكريم قاسم لأجراء تطهير واسع، وفعال في صفوف الجيش}.

إلا أن الشهيد عبد الكريم الجدة لم يأخذ بذلك التحذير مأخذ الجد، معتقداً أن ذلك لا يعدو أن يكون تهويلاً يستهدف أهدافاً حزبية ضيقة.
كان الأولى بعبد الكريم الجدة الاتصال بعبد الكريم قاسم فورا،ً واستنفار كل الأجهزة، والقوات العسكرية، وسائر الضباط الذين لا يشك بولائهم للثورة وخاصة قائد القوة الجوية، ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.
وُزعت الأدوار على الضباط الانقلابيين، ومنظمات حزب البعث، وأفراد الحرس القومي، الذي أُعد مسبقاً ودُرب وجُهز بالسلاح !، وجعلوا ساعة الصفر اغتيال قائد القوة الجوية الشهيد [جلال الأوقاتي] .
كان البعثيون قد رصدوا حركته، حيث أعتاد صباح كل يوم جمعة أن يخرج لشراء الفطور بنفسه وترصدوا له ذلك اليوم وهو خارج وبصحبته ولده، حيث أطلقوا عليه النار، وأردوه قتيلاً في الحال، وجرى الاتصال بالزمرة الانقلابية وتم إبلاغهم باغتيال الأوقاتي، وعند ذلك تحرك المتآمرون، حيث قاموا بقطع البث من مرسلات الإذاعة في أبو غريب، وتركيب تحويل في مرسلات الإذاعة، وبدأ البث فيها من هناك قبل استيلائهم على دار الإذاعة.

وفي نفس الوقت قام منذر الونداوي بطائرته من قاعدة الحبانية، وحردان التكريتي من القاعدة الجوية في كركوك بقصف مدرج مطار الرشيد العسكري وتم حرثه بالقنابل لشل أي تحرك للطيارين الموالين للسلطة، وبعد أن تم لهم ذلك بادروا إلى قصف وزارة الدفاع .

وفي تلك الأثناء سمع عبد الكريم قاسم أصوات الانفجارات باتجاه معسكر الرشيد، فبادر على الفور بالذهاب إلى وزارة الدفاع، وتحصن فيها، وكان ذلك الإجراء في غاية الخطورة، إذ كان الأجدى به أن يتوجه بقواته المتواجدة في وزارة الدفاع إلى معسكري الرشيد، القريب من مركز بغداد والسيطرة عليه ومن ثم الانطلاق نحو الأهداف التي تمركز فيها الانقلابيون، بالاستناد إلي جماهير الشعب الغفيرة التي هبت حال سماعها بنبأ الانقلاب تطالب بالسلاح لمقاومة الانقلابيين .

لكن عبد الكريم قاسم حصر نفسه في وزارة الدفاع، على الرغم من تحذير الشهيد الزعيم الركن [ طه الشيخ أحمد] مدير الحركات العسكرية ، الذي أشار عليه إلى ضرورة استباق المتآمرين ومهاجمتهم قبل توسع الحركة وسيطرتهم على معسكري الوشاش والرشيد، لكن عبد الكريم قاسم لم يأخذ بنصيحته مما سهل على الانقلابيين تطويق الوزارة، وقصفها بالطائرات والمدفعية، قصفاً مركزاً حتى انهارت مقاومة قواته.

ربما أعتقد عبد الكريم قاسم أن وجوده في وزارة الدفاع المحصنة، يمكّنه من الاتصال بالوحدات العسكرية الموالية له!، ولكن خاب ظنه، بعد كل الذي فعله بإبعاد كل العناصر الوطنية الصادقة والمخلصة، واستبدلهم بعناصر انتهازية لا مبدأ لها، ولا تدين بالولاء الحقيقي له وللثورة، و سارع معظمهم إلى إرسال برقيات التأييد للانقلابيين، وانكفأ البعض الأخر في بيته، وكأن الأمر لا يعنيه، سواء بقي عبد الكريم قاسم، أم نجح الانقلابيون.
لقد أنتحر عبد الكريم قاسم، ونحر معه الشعب العراقي، وكل آماله وأحلامه التي ضحى من أجلها عقوداً عديدة مقدماً التضحيات الجسام .

توجه [عبد السلام عارف] إلى [معسكر أبي غريب] ، حيث وصل مقر كتيبة الدبابات الرابعة، وانضم إليه [أحمد حسن البكر]، واستقلا كلاهما إحدى الدبابات، وتوجها إلى دار الإذاعة، وبصحبتهما دبابة أخرى، وساعدهم حرس دار الإذاعة، المشاركين في الانقلاب على السيطرة عليها، ثم التحق بهم كل من حازم جواد، وطالب شبيب، وهناء العمري، خطيبة علي صالح السعدي، أمين سر حزب البعث. أما خالد مكي الهاشمي فقد أندفع بدباباته متوجهاً إلى بغداد، رافعاً صور عبد الكريم قاسم لخدع جماهير الشعب التي ملأت شوارع بغداد لتدافع عن الثورة وقيادتها .
وفي نفس الوقت وصل العقيد [عبد الغني الراوي] إلى مقر لواء المشاة الآلي الثامن في الحبانية، وتمكن بمساعدة أعوانه من الانقلابيين من السيطرة على اللواء المذكو، وتحرك به نحو بغداد، كما نزل المئات من أفراد الحرس القومي على طول الطريق بين الحبانية وأبو غريب، حاملين أسلحتهم، وقد وضعوا إشارات خضراء على أذرعهم، وتقدمت قوات الانقلابيين بقيادة المقدم المتقاعد [عبد الكريم مصطفى نصرت]، وأحاطت بوزارة الدفاع، كما تقدمت قوة أخرى من الطرف الثاني لنهر دجلة، مقابل وزارة الدفاع، بقيادة طاهر يحيى، متخذة لها مواقع مقابل وزارة الدفاع، وبدأت قصفها للوزارة بالمدفعية الثقيلة.

كانت جموع غفيرة من أبناء الشعب قد ملأت الساحة أمام وزارة الدفاع، والشوارع المؤدية لها وهي تهتف للثورة وقائدها عبد الكريم قاسم، وتطالب بالسلاح لمقاومة الانقلابيين.

لقد حدثني أحد الأخوة الذي كان متواجداً في تلك الساعة مع الجماهير المحيطة بالوزارة، والمستعدة للتضحية والفداء دفاعاً عن الثورة فقال :
تجمعنا حول وزارة الدفاع حال سماعنا بوقوع الانقلاب، وكانت أعدادنا لا تحصى، فلقد امتلأت الشوارع والطرقات بآلاف المواطنين الذين جاءوا إلى الوزارة وهم يهتفون بحياة الثورة وقائدها عبد الكريم قاسم، ويطالبونه بالسلاح للدفاع عن الثورة منادين { باسم العامل والفلاح ، يا كريم أعطينا سلاح }، كان الجو رهيباً والجموع ثائرة تريد السلاح للانقضاض على المتآمرين، وكان عبد الكريم يرد عليهم { إنهم مجرد عصابة مأجورة لا قيمة لها، وسوف نقضي عليهم في الحال}!.

وهكذا أخطأ عبد الكريم مرة أخرى في حساباته، ولم يستمع إلى صوت الشعب، وتحذيره، ولم يقدر خطورة الوضع، وكان لا يزال على ثقة بأولئك الذين أعتمد عليهم، وبوأهم أعلى المناصب السياسية والعسكرية والإدارية، سوف يؤدون واجبهم لحماية الثورة، وسحق المتآمرين، ولكن تلك الزمر الانتهازية الخائنة أسفرت عن وجهها الحقيقي، فقسم منها أشترك اشتراكاً فعلياً مع المتآمرين، والقسم الآخر آثر الجلوس على التل دون حراك، فلا تهمهم الثورة، ولا الشعب، ولا عبد الكريم قاسم.

ثم يضيف الأخ قائلاً: في تلك الأثناء وصلت أربع دبابات، تحمل في مقدمتها صور عبد الكريم قاسم، استخدمتها لتضليل جماهير الشعب لكي يتسنى للانقلابيين عبور الجسر نحو جانب الرصافة حيث وزارة الدفاع، وكانت الجماهير قد أحاطت بالجسور، وقطعتها، واعتقدت أن هذه الدبابات جاءت لتعزز موقف عبد الكريم قاسم .

وعندما وصلت تلك الدبابات إلى وزارة الدفاع، استدارت ظهرها نحو الوزارة وبلحظات بدأت رشاشات [الدوشكا] المنصوبة عليها تطلق رصاصها الكثيف على الجماهير المحتشدة، وتخترق أجسادهم بالمئات. لقد غطت الجثث والدماء تلك الشوارع والساحة المقابلة لوزارة الدفاع، خلال عشرة دقائق لا غير، وكانت مجزرة رهيبة لا يمكن تصورها، ولا يمكن أن يدور في خلد أي إنسان أن يجرأ المتآمرون على اقترافها.

ولم تكتفِ دبابات المتآمرين بما فعلت، بل جاءت الطائرات لتكمل المجزرة، موجهة رشاشاتها حتى نحو الجرحى الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة .ثم بدأ بعد ذلك القصف المركز على وزارة الدفاع بالطائرات ومدافع الدبابات التي أحاطت بالوزارة من جانبي الكرخ والرصافة، وبدأت القذائف تنهال عليها والقوات المتواجدة داخلها ترد على القصف بما تملك من أسلحة وعتاد، إلا أن المقاومة بدأت تضعف شيئاً فشيئاً، دون أن يأتي أي إسناد من أي من القطعات العسكرية التي كان عبد الكريم يعتمد عليها، لأنه كان في وادٍ، وأولئك الخونة في وادٍ آخر، وادي الخونة والخيانة.

وفيما كانت عملية القصف تتواصل، تقدمت قوات أخرى نحو معسكر الرشيد ومقر الفرقة الخامسة، واللواء التاسع عشر، وحيث هناك المعتقل رقم واحد، الذي كان عبد الكريم يحتجز فيه عدد من الضباط البعثيين، والقوميين، حيث تم إطلاق سراحهم ليشاركوا في الانقلاب، وتمكنت قوات الانقلابيين من السيطرة على المعسكر، ومقر الفرقة، ووقع بأيديهم مجموعة من الضباط الوطنيين المعتقلين هناك، حيث نفذ الانقلابيون مجزرة أخرى بالعديد منهم، ومُورس التعذيب الشنيع بالبعض الأخر .

انتهت الحلقة الثانية وتليها الحلقة الثالثة والأخيرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مأساة مروعة .
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 2 / 7 - 11:56 )
تحية أستاذ حامد، ونتمنى لك طول العمر والصحة الدائمة.

إني على إطلاع بكل ماتكتب، من كتب ومقالات، والآن تحت يدي كتابك ؛ سنوات الجحيم، وكنت أتمنى أن ألتقي بك، لكنك أنت في بلد، لم تسعني الظروف لزيارته.

الحقيقة، إن بعد كل هذا الذي جرى ويجرى من مآسي للعراق، فإن البعض لازال لم يدرك من وراء هذه الكارثة، وماهو العمل لمنع تكرارها، بل إن البعض لازال يضع الأمل بمجرمي 8 شباط.

إن مأساة العراق سببها أعداء حقوق الإنسان، و حقوق اإنسان هي، حرية الفكر وحرية العقيدة الدينية وحرية الرأي.
إن الأحزاب القومية، عربية أوكردية، هي أحزاب فاشية،
الأحزاب الدينية الإسلامية، هي كذلك، تستند إلى فكر إسلامي فاشي نازي دموي.

هذه الأحزاب هي من نفذت إنقلاب 8 شباط الدموي، لأنها، أي هذه الأحزاب الفاشية، ضد حرية الرأي والفكر والعقيدة.

ولاتزال هذه الأحزاب تذبح الشعب العراقي، الأحزاب الإسلامية والبعثيون، في إستمرار ل 8 شباط، وهذه المرة تستهدف جميع الشعب العراقي، بجميع قومياته وأديانه.

ولحين عزل هذه الأحزاب، وتوجيه الضربة القاصمة لظهرها، عندها فقط نستنشق هواء الحرية.

تحياتي...


2 - صفقه دوليه
عامر سليم ( 2014 / 2 / 7 - 12:30 )
من المؤكد ان المخابرات السوفياتيه كانت على علم بالانقلاب وكيف سمحت لعبد الناصر الحليف القوي لهم بالمنطقه بدعم وتهيئة الانقلاب(غنت ام كلثوم للانقلاب اغنيةثوار ثوارولاخر مدى ثوار) فلماذا لم تعلم القياده العراقيه يبدو ان قاسم كان ضحية صفقه دوليه. ؟!نتمنى ان نجد اجابات عندكم في الجزء القادم
تحياتي وتقديري


3 - رد على تعليق الاستاذ عامر سليم
حامد الحمداني ( 2014 / 2 / 7 - 14:19 )
عزيزي الاستاذ عامر سليم شكرا مرة اخرى على مروركم وتعليقكم على تلك الجريمة النكراء، لكني اعتقد أن الاتحاد السوفيتي ليس من صالحه معرفة المؤامرة الامريكية والسكوت عليها لسبب بسيط هو أن تلك المؤامرة ليست موجهة للعراق فحسب بل لتطويق الاتحاد السوفيتي بالذات، وهي ما تفعله لغاية اليوم على الرغم من سقوط الاتحاد السوفيتي وتغير النظام، كما انه ليس من الضروري لعبد الناصر أن يشارك الاتحاد السوفيتي بكل أموره، ولا ننسى الازمة التي حدث بينه وبين القيادة السوفيتية ابان حكم خرشوف بسبب دعم عبد الناصرمؤامرة العقيد الشواف في الموصل والتي سببت القطيعة بين البلدين، ومن ناحية اخرى فإن الغرب تفاجأ بثورة 14 تموز، ولم يعرف عنها شيئا قبل وقوعها، مع خالص احترامي وتقديري


4 - رد على تعليق الآخ احمد حسن البغدادي
حامد الحمداني ( 2014 / 2 / 7 - 17:28 )
شكرا على مروركم على البحث والتعليق عليه، وقراءتكم لكتابي سنوات الجحيم ، وبودي ان اضيف أن ما فعله حزب البعث يندى له جبين الانسانية، لكن ما حدث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، وتسليم السلطة لأحزاب الاسلام السياسي، وتحول الصراع في البلاد على السلطة إلى صراع طائفي ادخلنا في حرب أهلية عامي 2006 و 2007 ادخل العراق في نفق مظلم ، وما يزال الشعب العراق بعد مرور اكثر من 10 سنوات على اسقاط نظام صدام الفاشي يعيش حالة من الرعب لم يشهدها من قبل. أن الفاشية الدينة اشد خطرا من الفاشية القومية لأن سلاحها الدين في مجتمع متحلف ، ولا سبيل للخروج من هذه المأزق ألا في ظل نظام ديمقراطي لكن هذا الحلم يبدو بعيد المنال في ، ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها العراق ، مع وافر احترامي وتقديري


5 - الأخ عامر سليم والأستاذ حامد.
أحمد حسن البغدادي. ( 2014 / 2 / 7 - 18:08 )
تحية للأخ عامر سليم،
تعليقا ً على تساؤلكم حول علم الإتحاد السوفيتي بمؤامرة 8 شباط، وتعليقا ً على رد الأستاذ حامد الحمداني،

نعم إن الإتحاد السوفيتي على علم تام بالمؤامرة، وهو من سلم رقاب آلاف الوطنيين العراقيين للمجرمين البعثيين والقوميين، وإلا ّ كيف يجرؤ 300 بعثي فقط على ذبح مئات الآلاف من الشيوعيين؟.

نعم هناك مؤامرة دولية.

بعد سقوط الإتحاد السوفيتي، وسقوط نظام ألمانيا الشرقية، وجدت معاهدة سرية بين الإتحاد السوفيتي وأمريكا، في أقبية المخابرات الألمانية الشرقية،

إسم هذه المعاهدة هي،

معاهدة مبادلة بغداد ببرلين، موقعة عام 1959 في برلين الشرقية.

وفيها، يتخلى الإتحاد السوفيتي عن دعم الحزب الشيوعي العراقي، وعدم تسليم العراق للشيوعيين، مقابل تنازل أمريكا عن المطالبة ببرلين الشرقية، وتقسيمها بين الدولتين.

وعلى أثر هذه المعاهدة، تم بناء جدار برلين،

ومن آثار هذه المعاهدة المؤامرة على بلداننا، هو بطش عبد الكريم قاسم بالشيوعيين، مباشرة بعد توقيع المعاهدة، وبطش عبد الناصر بالحزب الشيوعي المصري، وإحتفاظ كلا الزعيمين بعلاقات متينة بالإتحاد السوفيتي.

تحياتي...


6 - تحيه
عامر سليم ( 2014 / 2 / 8 - 01:49 )
الاخ البغدادي تحيه وتقدير
شكرا على الاجابه والمعلومات الهامه التي سردتها والتي هي سر من اسرار هذا الانقلاب الدموي الفاشي وكيف نجح بهذه السهوله وبدون دعم جاهيري وبيد حفنه من رجال هم اشبه بعصابات مافيه اكثر من كونهم يمثلون حزبا

اخر الافلام

.. 25 ديمقراطيا في مجلس النواب الأميركي يدرس إصدار طلب يحث بايد


.. بريطانيا.. توقعات أن حزب المحافظين يتجه نحو أسوأ هزيمة في تا




.. وزراء في الحكومة المصرية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام


.. بريطانيا.. كيف تكسب الانتخابات؟ ولماذا يهيمن حزبان سياسيا؟




.. حماس: هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر حول بهدف التو