الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شباط الاسود/ يوم امتنعت امي عن تناول (لحم الزعيم)!!؟

عبد الحسين طاهر

2014 / 2 / 8
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



لقد قال العراقيون كلمتهم بالزعيم عبد الكريم قاسم ليس اليوم بل في عهد الدكتاتورية وقد كلفت بعضهم كلمة الحق هذه حياتهم اما اليوم فهم يشكلون بأسمه احزاباً وحركات سلام وجمعيات انسانية تيمّناً بزعيم وطني عظيم يشهد له اعداؤه قبل اصدقائه ومحبيه بعفة ونظافة الضمير واللسان واليد وهم عازمون على اقامة النُصّب التذكارية للزعيم العظيم الذي قَـلَّ نظيره وسيحولون قبره الذي حاولت القوى السوداء المتعاقبة متضافرةً على اخفاء ومسح آثاره ، يحولونه الى مزار يضعون عليه الزهور والرياحين ونحن لا نحتاج للمزيد من الشواهد,يكفي لو أطلعتَ على ما ألف من مؤلفات عن الزعيم في عهود جمهوريات الخوف وليس اليوم جميعها تشيد بحسن سيرة الرجل وإخلاصه وتفانيه في سبيل قضية الشعب والوطن وجماهير الفقراء ,وليس بنا حاجة لنذكر إن غرض السلطات آنذاك من السماح للكتابة عن الزعيم هو في الحقيقة لغرض النيل من صورته ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فهيهات مناطحة الشوامخ. لقد تآمرت عليه جهات عديدة ولكن حب الجماهير للزعيم المغدور عبد الكريم قاسم والجماهير التي يُعوّل عليها وتعتبر مقياس حبّ ,هي الطبقات الشعبية –الفقراء - العمال الفلاحين ,الكسبة والمعدمين,فحبّ هؤلاء ،وهم السواد الاْعظم للشعب، تُعرف درجة جماهيرية هذا الزعيم أو ذاك ..ـ ...ويوم تعرض الزعيم عبد الكريم قاسم لمحاولة اغتيال عام 1959من القرن الماضي(قلب ) العراقيون قدورهم وطبيخهم وامتنعت الناس عن الطعام حزناً و بالمقابل عندما احترق عبد السلام عارف و سقطت طائرته سُرّت الجماهير وغمرتها الأفراح وكانت تغني أغنيتها الشهيرة -"صعد لحم....ونزل فحم "_... كان جزءا كبيراً من هذا الغضب والكره لعبد السلام عارف يعود في أساسه لأنه قَتلَ زعيمهم عبد الكريم قاسم .أما في 8 شباط المشؤوم وقد نحرت النحائر وذبحت الخراف في مدينتنا( الزبير) من قبل أناس معروفين بارتباطاتهم المشبوهة في دوائر معروفة في الخارج و الداخل و أغلبهم و(الحمد لله) كانوا من كبار التجار والإقطاع واحتفالهم بمقتل الزعيم يعود الى جذور عميقة من الطبقية او الطائفية اوالعنصرية اما الطبقات الشعبية العريضة كانوا يعتبرون هذا اليوم يوماً اسود في حياتهم وهو يوم حداد ومن المفيد ،والشيء بالشيء يذكر، ان نشير الى واقعة جرت فصولها في أيام اشباط من 1963 وزعت لحوم النحائر و الخراف في الاسواق وصادف اخي الأصغر كان هناك وعمره آنذاك لا يتجاوز الحادية عشرة فجاء بقطعة لحم سلمها الى زوجة أخيه التي هي زوجتي فأعدتها للغداء ....وقد فوجئت والدتي بهذا (اللحم الهبر المتلتل) غير المعتاد على مائدتنا الفقيرة دائما...!!! فسألت من أين جاءكم هذا ..؟!! ولما أبلغوها بالحكاية ودعوها لتناول الطعام قالت....تدعونني للتناول من(لحم الزعيم)...!!! لاوالله وصرخت صرخت امرأة جنوبيه تأثرت وانتحبت باكية. وهذا موقف جعل الكنة هي الاخرى تمتنع عن تناول الطعام( المغمس بدم الزعيم)..!! وعندما قام الانقلابيون بانقلابهم الأسود في 8 شباط كان يوم جمعة والناس صيام .. وفي هذا اليوم احرقوا طائرات العراق ودبابته في مرائبها وقتلوا الضباط وضباط الصف والجنود بالجملة وهم في معسكراتهم صائمون ودون وازع من ضمير.اغارت طائرات المتآمرين عبد السلام وجماعته الفاشست على ثكنات الجنود لقتلهم وعَدَت قطعان الحرس القومي من البعثيين على بيوت المواطنين تقتل وتغتصب وتعتدي على الحرمات. اغتالت وقتلت أبرز الضباط والسياسين وألمع الكتاب والفنانين لمجرد الظن والشبهة بتهمة الشيوعية والقاسمية والشعوبية.وانا عف عما يريدون بالشعوبية انذاك ــــــا,ولنتذكر ان الطاغية المقبور اطلق على هذا الانقلاب الجريمة (عروس الثورات) اما عبد السلام ،مهما كان ماضيه، فإنه ختم حياته للأسف بجريمتين منكرتين الأولى قتله للزعيم عبد الكريم قاسم ورفاقه ظلماً وعدوانا,والثانية قيادته لانقلاب 8 شباط الأسود ,وإن واحدة من هاتين الجريمتين تكفي لادانته أما عن الشيوعين فهم المستهدفون في البيان المعروف برقم "13 " سيء الصيت وقد تعرضوا الى شبه ابادة وملئت بهم السجون والمعتقلات فهؤلاء لعمري ...لا يحتاجون منا الدفاع عنهم فهم اصحاب الفكر والقلم وهم والثقافة صنوان لا يفترقان,هم اصحاب نقرة السلمان وشواهدهم مثابات فوق ربى العراق وجبال كردستان وفي الاهوار وفي كل بقعة من ارض الوطن، تجد في آثارهم ثقافة وفكر ومحبة وهم التوأم لكل ما هو جميل في الحياة...هم أصحاب الوجوه البيض بتاريخهم ونضالهم وجسامة تضحياتهم التي قدموها ولا زالوا ولم تعد الاسطوانات القديمة صالحة لتدار بعد سقوط الدكتاتوريات التي اصطنعتها فقد انكشفت كل الادعاءات وبانت على حقيقتها....وتساقطت الأقنعة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كره غريب
علي العبيدي ( 2014 / 2 / 8 - 09:31 )
لا ادري سبب كره المتاسلمين لامين العراق وشرفه عبد الكريم قاسم ؟؟؟؟
فهم حتى لايعتبروه شهيدا بحجة استشهاده قبل 1968!!! ويبررون اخفاء كل ذكر له بانه دمقراطي وقريب لليسار ولايذكرون السبب الحقيقي وهو خوفهم الكبير من نزاهته ومقارنة هذه النزاهه بفسادهم وسرقاتهم للمال العام وسطوهم على مقدرات الشعب والوطن كحال من سبقوهم من البعثيين والقوميين المجرمين
ان عرفت السبب يبطل العجب


2 - اذا عرف السبب بطل العجب
عبد الحسين طاهر ( 2014 / 9 / 2 - 21:54 )
لقد اصبت كبد الحقيقة احسنت اخي علي العبيدي لف تحية لك

اخر الافلام

.. Politics vs Religion - To Your Left: Palestine | فلسطين سياس


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل