الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجة أخرى

حسام سلمان بركي

2014 / 2 / 8
الادب والفن


موجة أخرى
على شاطيء الرحلة الأولى
أرى عوالم الحكايات أمامي
أرتبها على إيقاع الزبد المتلاشي
حول صخرة عتيقة
تصطادني موجة بعد موجة
وترميني باحتمالات السفر
على ظهر أغنية حالمة
هنا خلعت فتاة ليلها ورقصت حافية
هنا رماني الغيب بنرد القدر
في البدء
وفي أول السحاب قبل المطر
حاولت أن أكون غيري
حاولت اصطياد النجوم
لأرشها في قصيدة أكتبها لحبيبة مشتهاة
حاولت عبور السراب
لم أكن ثوب التردد في صحوة الطريق
لم أكن يدا تبحث عن غريق
كنت صيهل العبور أمام جدار
كنت بين الحكاية والغواية حوار
هو السفر ....
رماني بشبقه الأولي ومضى
يرسم وجه الرحلة الأولى على حجر
هو السفر ...
أنثى وذكر...
وبين الاثنين حوار المنافي
وعود وعهود
في البدء ...
اقتفيت أثر الفراشات في دمي
واكتسيت صعود الحلم نحو ضوء ضعيف
أيها الغريب تجاهل اندفاعي المجنون نحو البعيد
تجاهل أخطائي المكررة
وانثر ما تخبئه الريح في جيوبك
انثر على نهاري الوحيد
لحن الصعود ..
لاصورة في الإطار على الجدار
تستحق أن تداعب الذاكرة
شاخت مفاصل الوقت المترهل في الانتظار
ورمت على الحقيقة لعنة الرحيل
ياغريب ...
من أنت لتغتال صمت المكان بحضورك؟
من انت؟
تركت منذ ولدت وجهي مطبوعا على حجر
ولملمت احتمالات البنفسج في مرآة حبيبتي
لأراها في ليلي المكرر
تفاحية الحضور العابق
ترشح من ذاكرتي زيتا للصور
سنة أخرى ويلقيني تموز دون أن أنضج
سنة اخرى وأستعجل العشب قبل نيسان
للمكان صدى
وللذاكرة نسيان
(لا شيء قبل وجودي هنا
أنا المتوج بالنرجسية الغبية
المترامي كالضباب أول صباح شتوي
لا شكل لهزائمي
ولا عنوان للحقيقة المقتولة على مقصلة التردد
لا وقت للانتظار)
ذلك صدى أول العابرين من هنا
يخز خاصرة الندى
ويلف الأغنيات على صدرها
حبيبتي تتوج الذاكرة بزيتها
وترميني بالياسمين ...
أول القادمين..
ربيب عواصم الملح
ترنيمة أغاني العابرين
وندى في أول الصبح
حبيبتي أول الريح في خاصرة التردد
أول الطريق
وبداية التمرد
لاوقت للضجر
هناك ليل ينام على جلده قمر
وهنا حنين الخشب لطاولة فقدت البريق
لم يعد الكأس صديق النبيذ
وحدها الذاكرة مرمية كالغبار العتيق
في مكان لا يشبه أحد
في أروقة صمت قاتل
هو السفر ....
رؤية بعد أخرى
نجمة بعد أخرى
واقتباس ريح عابرة أشعار من كانوا هنا
على شاطئ خريف أصابهم باليباس
يغريني الصيف بالنضوج
ويشد قدماي إلى حصاد مشتهى
كم أحب لونها القمحي
كم أشتاقها ...
تعابير المواسم
أغاني الحقول
يا مارا" على براويظ صور منهكة
تمهل أنت في حضرة المكان
لك ما نسيه أجدادك من حكايات
لك التردد والتمرد والعنفوان
ولي ما بعثرته التراتيل على فم عود حزين
بين إشارات الأولين
بين تجاعيد جلد ماض باحث عن المجد
في كتب ابن عربي و ابن خلدون
وبين من كنت ومن سأكون
لست قاعدة
أنا اسثناء المطر في نهار صيفي
أنا حنين الغائبين للندى
موجة أخرى من لعبة القدر
لبدايات الوقت المختبئ
تحمل ما حرقته نيران الغزاة
تحمل ما داسته حوافر أحصنتهم
وترش على الضفة الأولى
شكلا أوليا للأخرى
لي هنا اسمي وتاريخ لم أصنعه
مركون خلف أدعية وحجابات ملونة
لي هنا ورق الزيتون من الكتب المقدسة
وأول الآلهة ..
لي صوت عرافات الوقت الممدد على سرير الوطن
وأغنية كئيبة ...
لي ما لم أشتهيه..
وغد متوج بالحلم
موجة أخرى ترسم على الرمل وجه القمر..
لا وقت آخر للضجر
هو السفر ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب