الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عقدة تمثيل المعارضة السورية

محسن احمد

2014 / 2 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عقدة تمثيل المعارضة في جنيف2
الخطاب الناري الذي تحدث به هيثم المناع نائب رئيس هيئة التنسيق والشخصية الابرز بها على (ـ (يو بي أي) ورفعه للسقف والاشتراطات المعقدة والمستحيلة والتي لامس بها حد اشتراطات الائتلاف الوطني قبل عام على السلطة السورية الحاكمة هو دليل أكيد على أن الهيئة لهذه اللحظة لم تدع لحضور الجولات التفاوضية القادمة في جنيف 2,فجن جنونها بالتالي ازمة تمثيل المعارضة السورية لازالت أكثر العقد استعصاء في جنيف وبالأخص أنه رأى الصراع بعين واحدة متجاهلا الازمة الوطنية وبالتالي خرج من طوره السلمي ولم ينس أن يذكر بأنه مستعد للقاء الجربا والتنسيق معه..لقد تناسى المناع بأن كل الازمات الوطنية التي تستعصي على الحسم العسكري يكون نهايتها تسويات سياسية بين الفرقاء الفاعلين في الازمة.
فمن هي المعارضة المفترض حضورها في جنيف؟؟ ! والإجابة المنطقية والنظرية هي كل من يعارض السلطة الراهنة، ويحمل في برنامجه السياسي الراهن مهمة اسقاط السلطة، أو يؤمن بالتغيير السلمي الديمقراطي التدريجي للسلطة، وكذلك كل من لايعتبر نفسه حليف للنظام أو داعم لسياسته ... هذا نظريا أما عمليا فهناك ثلاث جهات فعلية قد تم التحدث معها من اجل حضور جنيف 2 وهي الائتلاف الوطني ( وهو يحتل المرتبة المميزة ) في نظر الامريكان وعربان الخليج والاتراك ، كونه ناتجا عن تفاهمهم وممثلا لإرادتهم السياسية ومحققا للمصالح الاستراتيجية للصف الامريكي، والائتلاف هو من مثل ما يعرف بالمعارضة السورية في الجولة الاولى من المفاوضات، لأن لجنيف راعيين فقط. والأمم المتحدة تأخذ دورها من خلال تفاهم راعيي المؤتمر حيث يبدو جليا أن الثقل الحصري لتحديد تمثيل المعارضة هو محصور بالطرف الامريكي، وأن الروس لهذه اللحظة يبدو أنهم موافقين على ذلك ولا نعرف صراحة المبرر الموضوعي لذلك... وعليه رأى الامريكان أن ائتلاف (هم) كافي ليمثل المعارضة السورية، ولكن اصرار الوفد الرسمي السوري في المؤتمر المؤكد بتصريحات روسية وصينية وايرانية على أن الائتلاف الوطني جزء من المعارضة فقط وليس كلها وأخذ ذلك بعدا اعلاميا دوليا، سيضطر الامريكان لاحقا لتعديل موقفهم في اختيار جديد للمعارضة.
معارضة منوعة :
لا يخفى على أحد ما أن بدأ المؤتمر التشاوري لجنيف 2 الذي عقد في 26-12-2103 وقد دعيت له اطياف المعارضة السورية الرئيسية ( الائتلاف الوطني- ائتلاف قوى التغيير السلمي – ممثلي عن هيئة التنسيق ) وكذلك ولا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة قد أجرت تحت رعاية واسم الامم المتحدة دورات تفاوضية لبعض القيادات في الائتلاف والهيئة ( بالداخل والخارج كما صرح بذلك المناع)، قد طمن هذه المعارضات بأنها ستكون ممثلة في المؤتمر المذكور، وعلى الرغم من عنعنات الهيئة في مواقفها إلا أن موقفها المستجد من الجيش الحر والجماعات الاسلامية ولاءتها الشهيرة هي ما جعلت امريكا تخصص الدعوة بنحو مركزي للائتلاف الوطني، وبتكليف الجربا باختيار الوفد المفاوض، وتكليفه باختيار ممثلين من الهيئة الامر الذي أدى إلى عزل دورها في جنيف وبالتالي شعرت بأن هيبتها ستسفح أمام الائتلاف كونها لم يتم دعوتها رسميا وألحقت بمزاج ورغبة الائتلاف ورئيسه فرفضت ذلك واستنهضت قواها بعد فوات الاوان ، وأما قوى التغ­àدEDر السلمي فلم تكن أفضل حالا، فاقتصرت دعوتها على اتصال رسمي تلقاه ممثلها ( قدري جميل ) من السفير فورد يطلب تمثيلها بقياديين فقط ضمن وفد الائتلاف وأن يتم التفاهم مع الجربا وغليون وكيلو بذلك , فرفضت قوى ائتلاف التغيير السلمي ذلك كليا.. فحصر التمثيل بالجولة الاولى بائتلاف امريكا وعربان الخليج .
جولات عديدة:
لقد ذكرنا سابقا أن من يعتقد أن السلطة ستذهب لجنيف لتسليم مفاتيح الحكم للمعارضة فهو واهم ،وقد ذكرنا أن مؤتمر جنيف التفاوضي ربما سيحتاج أشهر عديدة ليؤسس لبدء العملية السياسية التي ستقوم على الحوار المباشر بين جميع الاطراف والتي ستفضي حكما إلى تسوية سياسية تؤدي إلى مرحلة انتقالية تقوم على التشاركية .. أما الائتلاف الواهم بأنه سيحقق في السياسة مالم يستطع تحقيقه بالسلاح فخرج من الجولة الاولى وهو مدرك أمام الاعلام العربي والعالمي بأنه ليس الممثل الوحيد للمعارضة السورية وهذا الادعاء العربي والغربي على اعتباره ممثل شرعي للشعب السوري هو اكذوبة ثُبتت بالأموال الخليجية وعليه تعالت الاصوات عالية للتمثيل العادل للمعارضة السورية.
ومن هنا نعتقد في أن الجوالات اللاحقة للجولة القادمة، سيكون هناك تمثيل للمعارضة بما يعكس الواقع الاجتماعي وطبيعة الصراع في سورية، أي التمثيل بشكل ثلاثي ( السلطة وخلفها كتلتها الاجتماعية والائتلاف ومن يناصره وقاعدته الاجتماعية وقوى التغيير السلمي وخلفه كتلته الاجتماعية ) أما عن الالية لتمثيل المعارضة هل ستسمر في شكلها الراهن فعلى الغالب سيكون للمعارضة وفد واحد ولكنه غير موحد أي يحق لكل جهة به طرح ارائها ورؤيتها وبرنامجها على طاولة البحث بشكل مستقل، وبما يعبر عن رؤيتها للخروج من الازمة، على هذا الاساس ستوافق بالحد الادنى قوى التغيير السلمي على المشاركة، أما في حال الاصرار الامريكي على وفد موحد واطروحات موحدة تحت قيادة الائتلاف فإن قوى التغيير السلمي لن تحضر وسترفض أن تمثل بالمؤتمر، وعليه سيكون مصير مؤتمر جنيف شبيه بمؤتمر لوزان 1و 2 في الثمانينات ، وحينها سيبقى الصراع مستمرا ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس