الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعراء الفصحى والقصاصين والروائيين..استحملوني...

سامر رسن الواسطي

2014 / 2 / 8
كتابات ساخرة


أحب شُعراء الفصحى والقصاصين والروائيين والكُتّاب ، أَي الأدباء ومثقفي هذا الوسط بصورة عامة ، لأنني أراهم يلتقون بعدة أهداف مهمة بالنسبة لي ، أهمها هو حُلم العيش في ظل دولة مدنية،إضافة إلى إنَ التطرق لنقدهم لا يضعك في خانت التكفير والزندقة والهرطقة مثلما يحدث لك عندما تنتقد الإسلاميين "عليهم أفضل الصلاة والسلام" ، فأشد العبارات التي ستتلقاها من بعضهم أما إنك جاهل او غير متعلم (ما أعرف شنو الفرق بين الإثنين)...
فعلى كاهل هذه الشريحة تقع مسئولية كبيرة في الترويج والتثقيف لبناء الدولة المدنية،وهنا نجد إنه مِن الضروري أن تكون إبداعاتهم في هذا الوقت العصيب بالذات قريبه من هموم المواطن البسيط وتؤثر فيه بالإيجاب ليفهَمَها ويتفاعل معها ، لِكي نتمكن بالأخير من تحرير هذا الإنسان من سيطرة وإحتلال الأحزاب الطائفية لكيانه،لا أن تكون أعمالهم الأدبية مُخصصة لشريحة ضئيلة "مُحددة مُسبقاً" من البشر...
فمثلاً "نسبة كبيرة" من شعراء الفُصحى ينحسر هدفهم من شِعرهم لكسب إعجاب فقط المحيطين بهم من الشعراء أو للمهتمين بهذا النوع من الأدب بالذات ، ونفس الحال ينطبق على اغلب القصاصين والروائيين وكُتاب المقال والعمود الصحفي،أو قد تنحصر الغاية أكثر من هذه الإبداعات الأدبية فتُختصر على شريحة صغيرة من أصدقاء أو أقارب أو حبيبة هذا المُثقف...
فالمُهتم بالشأن العام في البلد يرى وللأسف إنَ اغلب الأدباء و"المثقفين بصورة عامة" يعيشون في القرن الواحد والعشرين في حين إنَ مجتمعهم الذي يعيشون فيه لا يزال يعيش في القرون التي سبقت الثورة الصناعية والزراعية ، لا بل إننا لا نُبالغ حين نقول إن نسبة كبيرة من مجتمعهم صحيح إن أجسادهم موجودة معنا ونراها ونتعامل معها إلا إنَ أرواحهم وعقولهم لازالت تعيش عند معركة بدر وسقيفة بني ساعده ، لذلك لن يؤثر فيهم حفظنا لبعض أبيات الجواهري ولا حتى مقولات المهاتما غاندي ونيلسون مانديلا...
المشكلة إنَ نسبة كبيرة من المثقفين من هذه الشريحة المهمة عندما تختلط (صدفه) ببعض أفراد مجتمعها البسيط تنصدم بفارق العقود والقرون الزمنية التي بينها وبين هؤلاء الأفراد ؛ والمشكلة الأكبر إنهم بدلاً من إن يغيروا من طريقتهم في التعامل مع هكذا حالات ليستخدموا ما يحملونه من هذه الأفكار والثقافات لإصلاح وتوعية هؤلاء الأفراد ومجتمعهم بصورة عامة ، نراهم يُصابون بالإحباط فيختارون الأنزواء على شكل أفراد أو جماعات "شِلّة" في ركن من أركان المقهى ، أو في زاوية من زوايا شارع المتنبي.....
نعم،مِثلما توجد فجوة كبيرة بين أغلب الطبقة السياسيه الحاكمة والشعب ،فهنالك أيضاً فجوة بين هذه الشريحة المثقفة من المُبدعين ومجتمعهم...
وبالإضافة لما سبق أن ذكرناه في بداية الحديث فهنالك أمر آخر لا ينتبه له بعض هؤلاء المثقفين "وأتمنى واحد يوصله إلهم"، هذا الأمر يتعلق بالشكل الخارجي لهذا المُثقف من شَعر وملبس وتصرفات ؛ نعم وبالنسبة لي أراها حُرية شخصيه لهذا الإنسان ولكن نسبة كبيرة من الشعب لا تتقبل هذا الشكل وتنفر منه ولا تستمع له ؛ فهِي ترى هذا المثقف وبهذا الشكل والملبس "كائن غريب عنها" لا تتفاعل معه وإن جاء بأفضل الإبداعات الأدبية......
نعم الحقيقه مُرة ولكن لابُد من جلد الذات بين فترة وأخرى لكي يكون هدفنا هو تغيير الواقع وإنقاذ المواطن المغلوب على أمره لا أن يكون هدفنا هو أن تتلقفنا القنوات الفضائية والإذاعات وبرامجها...
لذلك على المثقف سواء كان شاعراً أو قاصاً او روائياً أو أي كاتب مُهتم بالوضع العام أن يخصص جزءاً من كتاباته للمواطن البسيط ، ويترك الأبراج العاجية وينزل إلى الشارع...
أقصد شارع عُمال المساطر وساكني بيوت التنك والحواسم وليس شارع المتنبي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في