الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وسام فايز ساره ... حكايته مع السلمية ... وسبب قتله

مسعود محمد

2014 / 2 / 8
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


المفكر السوري وأحد رواد النهضة عبد الرحمن الكواكبي قال " فناء دولة الاستبداد لايصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمار الأرض والناس والديار , لأن دولة الاستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار , وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال , وكأنما يستحق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد , وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة :
بسم الله الرحمن الرحيم { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَـمُوا مِنْكُمْ خاصَّةً وَاعْلَـمُوا أنَّ اللّهَ شَدِيدُ العِقابِ }".
بعد فترة طويلة من الظلم امتدت لعشرات السنين خرج الشعب السوري رافضاً الظلم صارخا بحنجرة ابراهيم القاشوش " ارحل ارحل يا بشار.. الشعب السوري ما بينزل" وخرج الشباب في كل أحياء سوريا منادين " سلميه سلميه ... حريه حريه ... " كان بين أولئك الشباب شاب يافع يدعى وسام فايز ساره لم يحتمل الفيل الثائر حرية أولئك الشباب وسلميتهم فقتل واعتقل منهم الآلاف وكان وسام فايز ساره ممن اعتقلوا وتعرض لكل أنواع التعذيب حاولت تخيل الموقف واعتقد انه كان كالتالي " نظر وسام فايز ساره بعين جلاده قبل ان يقتل وصرخ به قائلا وهو الاعزل سلمية سلميه ... الشعب السوري ما بينذل ... خاف الدكتاتور من جرأة ذلك العملاق السلمي الأعزل وصرخ بزبانيته ... إقتلوه اقتلوه اقتلوه ... مات وسام مبتسما ساخرا من خوفهم ... خاف الجلاد من بسمته وهو ميت، هرب من الغرفة موقنا ان لحظة سقوطه قد إقتربت ... سلميه سلميه سلميه ... أننا محكومين بالأمل ... الشعب السوري ما بينذل." أما لماذا وسام؟ لسببين آمن بضرورة البقاء في سوريا ومواجهة الدكتاتور سلمياً وهو ابن فايز المعارض المؤمن بسلمية تلك الثورة فكانت الضربة عصفورين بحجر واحد. من هو فايز ساره ولماذا استهدف بإبنه؟ أجاب عن ذلك السؤال على صفحته اياد شربجي " رغم اختلاف كثيرين معه في المنهج، كان فايز سارة ولا يزال معارضا وطنيا نظيف فذا. ساخبركم بما أعرفه عنه، كان سارة معجبا بشكل خاص بتجربة داريا ويعتبرها انموذجا، حضر العديد من المناسبات فيها، طلب مني ذات مرة أن آخذه بزيارة لمنزل الشهيد غياث مطر ليبارك لهم بابنه وأتى بالفعل رغم كل الخطر والمراقبة اللصيقة التي تعاني منه العائلة، في مرة أخرى ذهب معنا رغم قلة عددنا والخطر الذي يحيق بنا إلى مشفى 601 العسكري بالمزة بعد وصول أنباء عن تحويل يحيى شربجي إلى هناك (كان برفقتنا يومها الأسيرة ليلى عوض بالإضافة للشيخ جودت سعيد)، في مرة ثالثة كان من بين الرموز القلائل التي شاركت بمظاهرة المثقفين وأصرت على الاستمرار بالمظاهرة رغم استباقها باعتقالنا يومها وقال "كرمال الشباب اللي اخدوهن لازم تطلع المظاهرة" ، وفي تلك المظاهرة شهد المئات كيف كان يحمي المتظاهرين ويتلقى عنهم العصي من الأمن ويحول دون اعتقالهم.
كل فترة تعارفي مع هذا الرجل في الثورة لم يقل لي مرة واحدة بأن ابنه يشارك بالمظاهرات وان عائلته تدفع الثمن، أظنه كان يفترض أن ذلك أمر طبيعي ولا يستدعي التذكير، وقد فوجئت حقا اليوم بأن نجله معتقل منذ شهور.
أقول كل ذلك لأرد على بعض المرضى النفسيين الذين سخروا من اصرار سارة على سلمية الثورة فكافأه النظام بقتل ابنه تحت التعذيب."
باتصال هاتفي طويل مع الأستاذ فايز ساره لتقديم واجب العزاء سألته لماذا لم تعلن كل هذه الفترة عن إعتقال ابنك ... قال لي ابني مثل كل المعتقلين ليس هناك ما يميزه عنهم فنحن نريد الحرية للجميع ... سألته عن شعوره قال لي يجب ان تنتهي حفلة القتل هذه نريد السلام لسوريا هذا الرجل الكبير يحلم بسلمية الثورة وديمقراطية سوريا رغم فقدانه لفلذة كبده ويرفض الانتقام هو كبير بعصر الصغار ....
السيد هاني فحص قال لي كنت مع فايز منذ فترة قصيرة لم يقل لي إن ابنه معتقل هذا هو فايز ساره مناضل عتيق يضحي ويلبي نداء الواجب الوطني بصمت وكان السيد هاني قد نعى وسام على صفحته كاتبا "عزيزي المعارض العتيق، فايز سارة ... وأذكر من ينبغي تذكيره بأنك انت الثاكل الصابر الصامد، فارع الطول، قدا يطاول أعالي قاسيون، و يراعا يغترف حبرا من بردى...
على قصرِِ في يديك ، جعلك تبدو و كأنك منذور او متفرغ للكدح و العفة ، مازال في فمي و دمي طعم الشاي المز الذي اعده لي وسام و سامك المقتول بهدوء محترفين مدمنين على القتل صبرا، و تقطيع الاوصال والارحام...
وفي مكتبك، كهفك الفاخر الباذخ الحاشد بالاوراق المزدانة بغبار المرجة و الشعلان، اسفل درج العمارة في عاصمة الورد و البيلسان دمشق.
اما الان وقد اتاني خبر نعيه او زفافه الثاني، لم يعد في فمي ماء، لم يجفف مائي لفح الفقد فقط، بل وجدارة وجوههم الكالحة باللعنة، وعاد طعم الشاي لاذعا كما فاح ياسمين دمشق موجَعا موجِعا، يبقى وجه وسام و شايه حلوا وعطر دمشق أحلى وهواء الشام عليل يشفي العليل، واذ اعزيك اسأل الله شفاء حزنك بنسيم الشام و سلامة حفيديك".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني


.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ




.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية