الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ

جان برو

2014 / 2 / 8
الادب والفن


لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ

عُذْرَاً أَيَّتُهَا السَيَّدَةْ..
وَإِنْ كُنْتِي لَا تَسْتَحْقِّينَ مِنِّي حَتَّى المَعْذِرَةْ،
رَجَاءً تَوْقَّفِي فِي طَلَبِ السَمَاحِ مِنِّي،
وَكَفَاكِ تَوَسُلً فِي طَلَبِ المَغْفِرَةْ،
فَأنْتِ لَسْتِ إِلَا خَائِنَةً فِي الهَوَى،
تَلْعَبِينَ عَلَى جَمِيعِ الحِبَالِ،
وَأنْتِ لَسْتِ إِلَا فَتَاةً مُمِلَّةً مُضْجِرَةْ،
مَا عَادَ يَهُمُّنِي أَمْرُكِ كَمَا تَظُنِّينْ،
وَمَا عَادَتْ تَهُمُّنِي نَظَرَاتُ عَيْنَيْكِ المُشَفَّرَةْ،
وَمَا عُدْتُ مُهْتَمَّاً لِإبْتِسَمَاتِكِ الإصْطِنَاعِيَّةِ،
وَلَا لِجَدَائِلِكِ المَمْشُوقَةِ المُضَفَّرَةْ،
وَأَنَا نَادِمٌ لِسَابِقِ الأَيَّامِ،
لَمَّا جَعَلْتُكِ فِي قُرَّةِ عَيْنِي،
وَإِتَّخَذْتُ مِنْكِ جَمِيلَتِي الهَيفَاءَ المُوَقَرَةْ،
عُذْرَاً أَيَّتُهَا السَيِّدَةْ..
لَمْ يَبْقَى لَكِ عِنْدِي شَيئٌ يُذْكَرْ،
فَقَدْ نَفَيْتُكِ مِنْ اَحْلَامِي،
وَطَرَدْتُكِ مِنْ أُمْسِيَاتِي الحَالِمَةِ المُقْمِرَةْ،
وَأَحْرَقْتُ جَمِيعَ رَسَائِلَكِ،
وَرَمَيتُ هَدَايَاكِ، وَمَحَيْتُ مِنْ ذَاكِرَاتِي،
كُلَّ هَمَاسَاتِكِ الَتِي كَانَتْ فِي أَعْمَاقِي مُتَجَذِّرَةْ،
وَجَمَعْتُ كَلَّ أَشْيَائِكِ عِنْدِي، حَتَّى بَقَايَا تَبْغِكِ،
ثُمَّ دَفَنْتُهَا مَعَ حُبِّكِ فِي مَقْبَرَةْ،
أَنَا لَنْ أَعُودَ إِلَيكِ..
فَلَا تُبَالِغِي فِي التَوَسُّلِ، أَنْتِ مُخْطِئَةٌ،
إِنْ كُنْتِ لِعَودَتِي إِلَيكِ مُتَصَوِّرَةْ،
أَنْتِ يَا صَدِيقَتِي.. لَوْ جَلَبْتِي لِيَّ القَمَرْ،
وَجَعَلْتِينِي إِمْبَرَاطُورً عَلَى بِقَاعِ الأَرْضِ قَاطِبَةً،
لَنْ تَكُونِي عَنْ جَرَائِمِكِ بِحَقِّي مُكَفِّرَةْ،
سَأُذَكِّرُكِ بِمَا فَعَلْتِهِ بِقَلْبِي،
حِينَ كُنْتُ بِعَيْنِيْكِ مُغْرَمَاً،
رُغْمَ أَنَّي وَاثِقٌ أَنَّكِ لِجِرِاحِ قَلْبِي غَيْرُ مُتَذَكِّرَةْ،
مِنْ أَينَ أَبْدَأ.. لَا أَعْرِفْ، وَأَينَ أَنْتَهِي لَا أَعْرِفْ،
فَلَيسَ هُنَاكَ أَيُّ بِدَايَةْ، وَلَا أَيُّ نِهَايَةْ،
وَلَا أَيُّ عِبَارَةٍ عَنْ خِيَانَاتِكِ لِي مُعَبِرَةْ،
أَتَذْكُرِينَ فِي بِدَايَةِ قِصَّتِنَا؟
عِنْدَمَا كُنْتِ تَسْتَمِيتِينَ فِي الظُّهُورِ أَمَامِي،
كَسَيِّدَةٍ عَصْرِيَّةٍ مُتَحَضِّرَةْ،
وَكَيفَ كُنْتِ تَدَعِينَ بِأَنَّكِ غَيرَ كُلِّ النِّسَاءِ،
لَا تُبَالِينَ بِالعَادَاتِ وَالتَقَالِيدِ المُتَخَلِّفَةِ المُتَحَجِّرَةْ،
وَكُنْتِ تَفْعَلِينَ كُلَّ مَا بِوِسْعِكِ،
حَتَّى تَكُونِي فِي قَلْبِي سُلْطَانَةً،
وَتَكُونِي عَلَى فُؤادِي الأَمِيرَةَ المُسَيْطِرَةْ،
وَبَعْدَ مَا كَانَ لَكِ مَا أَرَدْتِي،
رَمَيْتِي كُلَّ الأَقْنِعَةِ جَانِبً،
وَلَمْ يَبْقَى فِيكِ سِوَى نَزْعَةٍ مَغْرُورَةٍ مُتَكَبِّرَةْ،
وَظَنَنْتِي بِأَنِّي سَوْفَ اَسْتَسْلِمُ لِهَوَاكِ كَأَيِ ضَعِيفٍ،
لَا حَولَ لَهُ، وَلَا قُوَةَ وَلَا مَقْدِرَةْ،
وَأَنِّي سَوْفَ اَرْضَخُ لِهَوَاكِ مُكْرَهَاً،
كَمَا رَضَخَ فِي حُبِّ عَبْلَةَ عَنْتَرَةْ،
وَتَوَهَّمْتِي الكَثِيرَ عَنِّي، وَتَوَهَّمْتِي بِأَنَّكِ لَا مَحَالَةَ،
عَلَيِّا وَعَلَى كِبْرِيَائِي مُنْتَصِرَةْ،
خَابَ ظَنُّكِ أَيَّتُهَا السَيِّدَةْ.. خَابَ ظَنُّكِ،
فَهَا هِيَّ اَوْهَامُكِ أَمَامَ عَيْنَيْكِ مَهْزُومَةً مُنْدَحِرَةْ،
كَفَاكِ إِدِّعَاءً بِأَنَّكِ نَادِمَة، وَأَنَّكِ فِي حُبِّي،
عَاشِقَةٍ مَجْنُونَةٍ مُتَهَوِّرَةْ،
لَمْ يَعُدْ يَنْطَوي عَلَى قَلْبِي خِدَاعُكِ،
وَلَا كُلُّ قِصَصِكِ الزَّائِفَةِ المُزَوَّرَةْ،
أَنْتِ مُخْطِئَةٌ بِلَا اَدْنَى شَكٍّ، وَأَنَا الحُرُّ،
لَا يَنْطَوِي عَلَيَّا خِدَاعٌ، وَلَا تَأْخُذُنِي بِالحِيلَةِ،
لَا جَمِيلَةً، وَلَا قَبِيحَةً، وَلَا مُنْكَرَةْ،
إِذْهَبِي إِلَى حَيْثُ تَشَائِينَ غَيرَ مَأْسُوفٍ عَلَيكِ،
فَقَدْ بَلَغَ مِنِّي السَّيلُ الزُّبَى،
وَأَكَادُ أَخْتَنِقُ مِنْ رَائِحَةِ عِطْرِكِ المُنْفِرَةْ.

جان برو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض


.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه




.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا