الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية سويدية عن رجل تسلق واختفى _ عجوز في رحلة عجيبة -

أحمد الشريف

2014 / 2 / 8
الادب والفن


القاهرة - أحمد الشريف:

يعتقد "آلان كارلسون" المقيم في دار للعجزة أنه يقضي أيامه الأخيرة، لكن ما يقف حائلاً أمام تلك الفكرة أن صحته تأبى أن تضعف، وقواه العقلية لا تزال قوية ونشطة، عندما بلغ مئة عام من عمره جاءت الصحافة والعمدة، وأعدت احتفالات تتسم بالفخامة والأبهة بهذه المناسبة، غير أن "آلان كارلسون" صاحب المناسبة لم يكن يريد أن يحتفل معهم، لذا تسلق الشباك واختفى .
صاحب تلك الرواية هو الكاتب السويدي "يوناس يونسون" الذي يشبه بطل روايته في بعض النواحي، خاصة جزء المغامرة .
نشأ الكاتب في مقاطعة صغيرة في السويد بعد دراسته في مدينة "جوتنبرغ"، وأصبح صحفياً في جريدة محلية ثم في صحيفة أكبر ومعروفة تدعى expressen، بعد ذلك أنشأ شركة استشارية خاصة بالميديا، وبعدما يقرب من عشرين سنة من العمل في الميديا، خلع نفسه من جذوره واستقال من عمله، باع كل ما يملك وانتقل إلى الإقليم السويسريTicino الذي يبعد حوالي 80 كيلو متراً عن إيطاليا، وفي السنوات الأخيرة عاد إلى مسقط رأسه وبدأ الكتابة .
بعد أن قفز أو هرب آلان كارلسون ابن الأعوام المئة من النافذة بدأت رحلته الفريدة غير متوقعة النتائج مع التشرد والمغامرة، تلك الرحلة العجيبة اشتملت على جرائم متنوعة: سرقة حقائب مالية بملايين الكرونات، اشتباه في جرائم قتل، مشكلات ومطاردات من الشرطة والعصابات المختلفة .
بالتوازي مع رحلة هروب آلان، يأخذنا الكاتب في رحلة كاشفة أخرى، تلك الرحلة مملوءة بالتواريخ المهمة والفارقة في حياته وحياة شعوب العالم في الأعوام ،1939 ،1945 1968 فقد اختفى الأب من حياة "آلان" مبكراً، وكان عليه أن يكتفي بسنوات قليلة في المدرسة وأن يعول نفسه وأمه .
اشتغل ساعياً لفترة ثم أنشأ معملاً للديناميت، وبسبب ذلك المعمل حدثت له وللآخرين مشكلات وحوادث كبيرة، أقام علاقات متعددة، سافر في أرجاء السويد ثم انطلق إلى دول العالم المختلفة، تعرف إلى الرئيس الأمريكي وتشرشل وستالين والقادة الصينيين وغيرهم من الشخصيات المهمة وغير المهمة .
رحلة الكاتب مع "آلان" لا تنسينا التكنيك البارع وذلك الثراء والحس الفكاهي الذي يجعلك تتوقف لثوان قبل أن تعاود القراءة، أيضا العرض التاريخي الروائي المتشعب، إضافة إلى لغة رفيعة المستوى متعددة الدرجات، هذه الرواية تذهب بنا بعيداً وتمتد بجذورها إلى تراث النثر الأوروبي، الذي تناول مثل هذا الإنسان البسيط والمتفائل المشتبك مع عالم قاس عنيف .
ولا عجب إذاً أن تحصل الرواية على "البيست سيلر" في السويد وأوروبا، وأن تباع في أكثر من عشرين دولة وتترجم إلى عدة لغات .
تلك الرواية تقول وتؤكد لنا، أن الحياة سلسلة مستمرة من البدايات وألا حدود لقدرات وإمكانات وتحقيق أحلام الإنسان، إذا أراد وعمل، وتذكرنا هذه الرواية أيضاً برواية الكاتب "ميشاسليموفتش" "الدرويش والموت"، تقول إحدى شخصياتها: "إن التسمر في مكان واحد هو بداية الشيخوخة، لأن الإنسان سوف يظل شاباً إلى الوقت الذي يعتريه فيه الخوف من أن يبدأ من جديد" .
وبالرغم من أن العالم من وجهة نظر الكثيرين حتى الآن لا يحتمل، لا يعني ذلك، ولا يقتضي أن تكون الحياة كذلك، عليك فقط أن تعثر على "آلان" الذي بداخلك، تسلق الشباك واقفز أو أهبط على حوض زهور أو حوض أشواك؛ لا يهم، المهم أن تبدأ من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??