الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع الطبقي والطائفي في العراق و مهام اليسار

كمال محمد علي

2014 / 2 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أن البنية الاجتماعية العراقية تتحدد بكونها بنية أجتماعية راسمالية أو في طريقها , تربطها بالامبريالية علاقة تبعية بنيوية , تكونت بتكونها التاريخي نفسه , منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وماتزال تتطور فيه , وهذا النمط من الانتاج الرأسمالي التبعي هو نمط كولونيالي, وهو سبب تخلفنا , أذ ان هذا الشكل يعجز عن القضاء على علاقات الانتاج السابقة على الراسمالية , لكون البرجوازية العراقية لم تولد ولادة مثيلتها الغربية , بل كان للتدخل الاستعماري دور في نشئتها .
أن وظيفة النظام السياسي والايديولوجي لسيطرة البرجوزية العراقية , تكمن في الحيلوله دون تكوّن الطبقات الكادحة في قوة سياسية مستقلة مناهضة للبرجوازية . أما منطق تاييد السيطرة الطبقية للبرجوازية المسيطرة فيقضي بضرورة منع الجماهير من أن تتكون في قوه سياسية مستقله , بأعتباره , امر حياة او موت لها . والمثال الحديث في هذا المجال هو القمع الاخير لعمال النفط في الجنوب , منع تشكيل النقابات العمالية او بعبارة اخرى حرمان الطبقة العاملة من حقها في ممارسة دورها في تغير المجتمع وتحقيق مطالبها العادلة في العيش الكريم .
لذالك كان واضحا موقف الاحزاب السياسية البرجوازية ( ذات الطابع الديني في الظاهر او المسمى ) من التظاهرات التي خرجت في بغداد والمحافظات , التي طالبة في تحسين الوضع الخدمي والصحي والمعيشي , والكيفية التي تم التعامل معها حيث قمعت مرة بأعتبارها بعثية او يمكن ان يستفاد منها البعث المقبور , مرة اخرى الخوف من ان تطالها أعمال الارهاب ( للعلم ان اغلب عمليات الارهاب مموؤلة من اشخاص داخل العملية السياسية حسب تصريح الحكومة الموقرة طرطرا), ومرة الرضوخ لها وتحديد فترة زمنية لتملص من انجازها .
أن اصرار البرجوازية العراقية على أن ياخذ الصراع الطبقي الذي تمارسه ضد نقيضها الطبقي , اي الطبقة العاملة , مجرى طائفيا , هو احدى مهامها الاساسية لايهام الطبقة العاملة ولأخفاء أن الطائفي يتلاءم مع ضرورات البرجوازية العراقية في سعيها الدائم إلى تابيد سيطرتها الطبقية وعلاقة التبعية البنيوية بالامبريالية , ولهذا نرى البرجوازية الامبريالية حريصة على ديمومة ( الطائفية ) كنظام سياسي وأيديولوجي لسيطره البرجوازية الكولونيالية سحب تعبير الشهيد مهدي عامل . وهذا ما فعلته في السابق بريطانيا في الحكومات السابقة , وما فعلته أمريكا اليوم في الحكومة الحالية .
لذا من الضروري الفصل بين ما هو طائفي والديني وعدم الدمج بينهما , حيث تسعى البرجوازية العراقية لأيهام الطبقة العاملة وباقي الشغيلة في المجتمع العراقي. أن التحليل الماركسي , في تحديد الايديولوجيا الدينية , كايديولوجيا الطبقة المسيطرة قبل المرحلة الراسمالية وتخليها عن هذه السيطرة للايديولوجيا الطائفية , في المرحلة الكولونيالية الساحة العراقية اليوم واضحا في التاريخ الحديث عندما تحالف أصحاب الاراضي الاقطاعيين مع رجال الدين سوى كانوا ( ممثلين الاتجاة السني او الشيعي ) في ضرب ومحاربة انجازات حكومة عبد الكريم قاسم واسقاطها بمساعدة القوى الامبريالية .
تسعى البرجوازية المسيطرة في محاوله للخروج من مأزقها الراهن عبر مشاريع طائفية توفيقية لما اسمته بالحل السياسي للازمة العراقية , هو الحل الذي يبقي على سيطرتها ولايلغيها . تجلى هذا بوضوح في المهاترات السياسية التي عقبت التظاهرات التي طالبت تحسين الوضع الخدمي , حيث أخذت هذه الاحزاب البرجوازية في أتهام بعضها البعض بعد قدرتها في بناء المجتمع والنهوض بالعملية السيايسة وأتهام الطرف الاخر بالفساد المالي والاداري , متناسية هذه الاحزاب البرجوازية , كيف حولت مؤسسات الدولة المختلفة , لمناطق نفوذ لمصالحها الاقتصادية , وهو الشكل التاريخي لطبيعة البرجوازية الخياني للوطن وللطبقة العاملة بحكم أرتباطها بالبرجوازية الامبريالية والتابعة لها .
أن مسألة النظام السياسي الواجب تغييرة في العراق , مسالة تفكك العراق وتمزق وحدته , يطرحان بالضرورة مسألة النظام السياسي الذي بات فية عاجزاً عن تامين وحدته , لكون يحدد الفكر البرجوازي الدولة ووظائفها على الشكل التالي : مجتمع متعدد الطوائف , للدولة فيه دور مؤسسي تحكيمي توازني , وعلاقة الدولة بالطوائف هي علاقة مؤسسية او لا وجود للطوائف بدون الدولة والعكس صحيح . فالطوائف , كاقليات هي كيانات مستقلة قائمة بذاتها , والدولة فوق الطوائف لأنها للطوائف جميعها , تقوية الدولة حتى يعود إلى الطوائف توازنها . في حين واقع الحال غير ذلك حيث يحدد الفكر المادي الماركسي , ليست الطوائف كيانات أجتماعية قائمة بذاتها , بل هي علاقات سياسية تحددها حركة معينة في الصراع الطبقي , وان الجماهير لايمكن تحديدها كطوائف , بل كطبقات , وماتسعى ألية البرجوازية على أظهار الجماهير طوائف , هو الذي يمنع وجودها السياسي الطبقي , وان الدولة تمارس دور الحكم بين الطبقات .
أننا نعلم أنه لا يكفي توافر الشروط الموضوعية لنجاح التقدم الاجتماعي و الاقتصادي والسياسي ما , إنما ينبغي أيضا أن تتوافر إلى جوارها الشروط الذاتية الملائمة , واهم هذه الشروط على الإطلاق ,هو وجود قيادات إشتراكية مخلصة مسلحة بالفكر العلمي الماركسي , وقادرة على تطبيقة خلاّقاً يتسق مع الظروف الموضوعية للنضال الذي تخوضه وعلى تنظيم قوى التحول الاجتماعي الثورية ( الطبقة العاملة ) و الارتقاع بوعيها وحشدها وضمان التفاف الجماهير حولها، وضد ما تقوم به الاحزاب الاسلامية في الوقت الحاضر من نشر افكارها الارتدادية لا عقلانية والتي تناولت فكرياً وفلسفياً جميع المسائل المتعلقه بالعقل والتقدم والعلم بعقلية قروسطيـــــــــــــة عقيمة مثلها .
أن توجية النقد في الاساس الى قيادات اليسار التاريخية ورموزه ( الحزب الشيوعي العراقي ) , أصبح له أهمية قصوى , بدلا من ان تلقي العبء والمسولية على الاستعمار وأعوانة والبرجوازية وخياناتها . أن الخوف من التعرض بالنقد للماضي بممارساته واشخاصه ورموزه , الذي مارسة القادة التقليديين للحزب الشيوعي العراقي وكذلك الشيوعية العربية , جعل موقف اليسار في العراق ضعيف وعدم الوضوح سمته , لنلعن المقدسات والمحرمات , لنقف عند الدراسة النقدية لممارسات العمل الثوري والحزبي على مستوى القيادات , لنطرح السؤال مرة اخرى , لماذا تعجز هذه القيادات من الاستفادة من نضوج الموقف الثوري في العراق وتحويلة لصالح القوى الثورية ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الموقف الثوري
خالد عبد الحميد العاني ( 2014 / 2 / 8 - 20:44 )
هل الموقف الثوري في العراق الان يسمح للحزب الشيوعي تحويله الى صالح القوى الثورية؟


2 - الطائفية والعملية السياسية وجهان لعملة واحدة
طلال الربيعي ( 2014 / 2 / 8 - 21:05 )
عزيزي الاستاذ كمال محمد علي
الطائفية هي قناع النظام الرجعي وقوى الاستغلال او ما يسمى العملية السياسية صنيعة المحتل. الطائفية والعملية السياسية هما وجهان لعملة واحدة, واي حديث عن التخلص من الطائفية مع الحفاظ على العملية السياسية هو هراء في هراء, فاحداهما شرط -ضروري- لوجود الثانية.
مع الشكر والتقدير


3 - العملية السياسية
كمال محمد ( 2014 / 2 / 9 - 06:49 )
شكر لمرورك الكريم لذا طرحت في نهاية المقال ضرورة العمل من اجل وجود عمل جماهيري وبقيادة حزب له منظور واضح ومبرنامج يعري فية الاحزاب الاسلامية التي تسعى في نشر التخلف الفكري


4 - الموقف الثوري
كمال محمد ( 2014 / 2 / 9 - 07:04 )
الاخ خالد شكرا لمرورك الكريم ان تظاهرات الامس القريب كان يمكن الاستفادة منها في تعرية الاحزاب الاسلامية و اظهار فشل مشروعها و ان حاجز الخوف قد انتهى ولكن عجز اليسار وضعف دورة حال دون ذلك ا

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة