الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية وسياسة عصر الليمون .. أزمة البديل الغائب - مقال

اليسار الثوري في مصر

2014 / 2 / 9
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


مصطلح "عصر الليمون" هو المصطلح الذي ساد بعد أن قررت مجموعات شبابية وثورية تأييد مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية "محمد مرسي" في مواجهة "أحمد شفيق" مرشح دولة مبارك، ويوصف المصطلح الشعبي الأصلي حالة المضطر إلى القبول بأمر ما سيء بديلاً عن الأسوأ، وهو ما قدمه هؤلاء على اعتبار أن الإخوان سيكونون أهون الشرين إذا ما قورنوا برئيس وزراء مبارك شفيق.
في الحقيقة هذا الموقف الذي روجه بعض الثوريين وقت انتخابات الرئاسية هو مشهد متكرر طيلة مسيرة الثورة المصرية، فدائما ما تجد الجماهير نفسها مضطرة دائماً إلى الاختيار بين طرفين كلاهما معادٍ للثورة، إنها أزمة غياب أي بديل ثوري مطروح. فيتم التخلص من مبارك مقابل أن يتولى مجلسه العسكري إدارة المرحلة الانتقالية، وهي المرحلة التي سعى فيها حثيثاً لتصفية الثورة، ثم يدشن بعض الثوريون حملة لتسليم السلطة للبرلمان الإخواني لأنه البديل الوحيد للمجلس العسكري، في الوقت الذي كان فيه نواب الإخوان في البرلمان يجددون الثقة في المجلس العسكري وقياداته، ثم مشهد انتخاب مرسي في مواجهة شفيق لقطع الطريق على الثورة المضادة، ليُظهر بعدها مباشرة الإخوان في السلطة وفي الممارسة أنهم الجناح الثاني للثورة المضادة. وأخيراً يظهر العسكر في صدارة المشهد من جديد للإطاحة بالإخوان، وليقرون دستورهم مع فاصل من الدعاية الوطنية الشوفينية وخلفية الحرب على الإرهاب، ومن جديد تهرع مجموعات ثورية ويسارية لتذيل العسكر والترويج لدستورهم بحجة أنها الطريقة الوحيدة لمواجهة الإرهاب.

كل هذه المشاهد هي "عصر ليمون" بصورة أو بأخرى، لكن بالطبع في اللحظة الحالية لا يتم الإشارة إلا إلى المواقف المتعلقة بالإخوان، ليستخدمها مأجورو الدولة والأجهزة الأمنية منزوعة من السياق لتشويه المواقف وإطلاق اتهامات العمالة والخيانة، برغم أن الشبهات تحوم حول هذه الدولة نفسها أنها تلاعبت بنتيجة الانتخابات الرئاسية لإنجاح مرشح الإخوان في لحظة كان التحالف بين العسكر والإخوان لم يقوض بعد.

هذه المواقف، والتي تمثل أخطاء تكتيكية ارتكبتها القوى والمجموعات في تحليلها للثورة والقوى الفاعلة فيها، لا تعبر فقط عن أخطاء الحاضر، لكن أصولها تمتد إلى ما رافق حركة اليسار المصري من أخطاء متعلقة بالتكتيك والتحالفات طيلة تاريخه، فالتحليل عن أولوية النضال الديمقراطي أو النضال من أجل التحرر الوطني على النضال الطبقي، وكأن هناك معركة وطنية وديمقراطية بمعزل عن الصراع الطبقي وكأن مفهوم مصطلحي الديمقراطية والوطنية هو نفس المفهوم عند الرأسماليين والطبقات الكادحة وفي مقدمتها العمال، يمكن بسهولة عند مد الخط على استقامته أن يتحول في لحظات بعينها إلى تأييد ودعم للدولة الطبقية في مقابل الحفاظ على هامش وهمي من الديمقراطية، أو في مقابل وعود بتحرر وطني زائف لن يمكن الوصول إليه من خلال النظام الرأسمالي، هذا بالطبع إن افترضنا حسن النية واستبعدنا العمالة الصريحة للدولة وأجهزتها.

أيضاً التحليل الخاطئ لجماعة الإخوان المسلمين وموقعها الطبقي، والتعامي عن دورها كأحد أجنحة البرجوازية الأكثر رجعية والتي تمثل مصالح قطاع ذي وزن من البورجوازية الكبيرة، وإثارة أوهام حول كونها جماعة إصلاحية ومضادة للإمبريالية، يمكن بمد الخط على استقامته أن يؤدي إلى ارتباك عندما تكون المواجهة ظاهرة بين الإخوان وبين رجال مبارك، ويمكن أن يؤدي إلى تناسي لتاريخ الإخوان في عقد الصفقات بغرض الاندماج في النظام وليس استبداله.

وفي النهاية سيفاجأ الجميع أن التنازلات التي تم تقديمها هي تنازلات مجانية، فلا تأييد العسكر في هذه اللحظة سيمنعهم من التحالف في لحظة مستقبلية مع الإخوان المسلمين وإعادة استخدامهم في المجال السياسي، كما لم يمنع تأييد البعض لمرسي باسم الثورة الإخوان المسلمين من عقد الصفقات والتسويات مع العسكر وفلول نظام مبارك. فقط كل تنازل يمنح لطرف من طرفي الثورة المضادة القدرة على مزيد التفاوض والمساومة مع الطرف الآخر على حساب الثورة.

الحل لن يكون في تذيل لطرف أقوى من طرفي الصراع، لن في اختيار الشر الأقل من الشرين، إن افترضنا أن هناك شراً أقل، لكن سيكون ببناء موقف مستقل في مواجهة الطرفين، ببناء بديل متمايز يسعى لاكتساب الجماهير، وكان هذا هو جوهر شعارنا الذي رفعناه في مواجهة مرشحي الثورة المضادة في مرحلة الإعادة في الانتخابات الرئاسية؛ "أعدوا واستعدوا، لنبني معاً لجان الثورة مستمرة لتضم كافة المؤمنين باستمرار الثورة لمواجهة أعداء الثورة وتحقيق انتصارها" ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يظهر الشرطة الأمريكية تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهر


.. لقاء الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي




.. United Nations - To Your Left: Palestine | كمين الأمم المتحد


.. تغطية خاصة | الشرطة الفرنسية تعتدي على المتظاهرين الداعمين ل




.. فلسطينيون في غزة يشكرون المتظاهرين في الجامعات الأميركية