الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبولهب وأم جميل.. هل سيبعثا من جديد ؟!

محمود الزهيري

2014 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من يري أن المشهد المصري بتداعياته الأمنية في حالة من الإستقرار الأمني , ليس إلا واهماً , او متوهماً , فالإرتباك مازال هو الحاكم بجدارة الأزمات التي تسعي سلطة الجنرالات والأجهزة الأمنية عبر قنطرة الأجهزة الإعلامية التي تعمل بنشاط جدير بالملاحظة تجاه تغييب الوعي لصالح الجنرال عبد الفتاح السيسي والكتائب الأمنية والإعلامية التي تسعي لصناعة فرعون مصري جديد , رغم أن عصر الفراعنة قد ولي وانتهي والقائم الأن عصر المنظومات السياسية التي تقوم علي المشاركة العقلية والعلمية بخلفياتها الإنسانية والحضارية ..

الجوقة التي تصنعها الأجهزة الإعلامية تصنع جرائم خطيرة لاتختلف عن جرائم الإخوان والعصابات الدينية الأخري في تغييب الوعي والسعي لمصالحها الحياتية فقط , ناهيك عن الجوقة السياسية التي تردد مايملي عليها من رؤي وتصورات خادمة للجنرال عبد الفتاح السيسي , وهي لاتختلف كذلك عن جوقة الإخوان التي تحمل علامة رابعة بأصابع اليد وترفعها عدا الإبهام , في حين أن غالبية الشباب الرافض للجنرال السيسي والرافض للمعزول العياط لايسعه في أحيان كثيرة حتي الأن سوي تحريك اصبع واحد من اصابع اليدفي إشارة لرفضه تلك الصنائع الإجرامية التي تزكي نار الخراب والدمار في مصر وبالتالي في المنطقة المأزومة بالإستبداد العسكري والديني .

حينما يأتي من يحمل المباخر من أساتذة جامعة الأزهر لتأتي تصريحات لهم في صورة فتوي دينية تري أن الجنرال عبد الفتاح السيسي ومعه الجنرال محمد إبراهيم , وأحدهما وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي والآخر وزيراً للداخلية , يراهما حملة المباخر وبخور النفاق والغش والتدليس علي أنهما رسولين من عند الله , فهذا إسفاف وابتذال لحد الإجرام المعتوه الذي صارت مصالحه تحت أقدام السلطة , وصاحب التصريح هذا متوجب أن يتم عرضه علي مصحة تؤهله عقلياًونفسياً حتي يثوب إلي رشده المفقود , لأننا لسنا نعيش في نجد أو الحجاز ومكة أو المدينة في الماضي المقارب علي قرن ونصف القرن , وإلا كان الرافضين للجنرال السيسي بمثابة أنصار لأبو لهب وصديقه الحميم أبو جهل , مع أني أري أنه من الإنصاف إعادة الإعتبار للرجلين " أبا لهب " و " أبا جهل " لأنهما أشرف عقلياً وخلقياً من المنافقين حملة مباخر الكذب والغش .

بل .. وكانت حمالة الحطب " أم جميل " أروع وأبهي من كثير من النسوة المعاصرات , لأنها كانت صاحبة رؤية مغايرة للإيمان الديني , ولم ترتضي لعقلها وأخلاقها أن تكون في صف المنافقين , تخفي الكفر , وتظهر الإيمان الديني لتسير مع جوقة المنافقين .

وعن حزب النور , والتحالفات الدينية المؤيدة للجنرال عبد الفتاح السيسي , مازلت أري أنها صنيعة الأجهزة الأمنية ولا يهمها أمر الدين أو الوطن سوي أمر ما يلقي في أفواههم , ومايستر عوراتهم ومؤخراتهم العارية , وما يجعل لهم أرصدة بنكية ترتفع مع ارتفاع مؤشرات التأييد وكسب أنصار من المغيبين البسطاء محبي الوطن ممثلاً في صورة الجنرال السيسي الذي يراه البعض صورة اخري من جمال عبد الناصر , وهذه التحالفات الدينية تزعم أن الجنرال السيسي مستوف لكل شروط الإمامة الدينية , في عودة غير حميدة إلي عصور الرجعية والجهل والتخلف وبعيداً عن الحريات الفردية والإجتماعية والديمقراطية وثقافة ماقبل ومابعد الصندوق الإنتخابي الشفاف والحيادية , حيث الإستبداد السياسي المؤيد بالإستبداد الديني بمفاهيمه العتيقة , وهؤلاء هم من جعلوا من الملك فاروق خليفة ونسب ممتد لدار النبوة , وهم أنفسهم من جعلوا من مبارك الأب خليفة وبايعوه البيعة الكبري , ومنهم يوسف البدري , علي سبيل المثال , والأن يبايعوا الجنرال إماماً وخليفة .!!

مازال المشهد المصري مأزوم بتجليات أزمات الواقع السياسي والعسكري / الأمني , وهذه الأزمات راجعة لإصرار المؤسسة العسكرية علي إعادة إنتاج يوليو 1952 , في نسخة جديدة بالألوان الصناعية , وكأن العالم كله ينتظر من المؤسسة العسكرية أن تعيد إنتاج تلك النسخة , وقد تخطاها العالم بنسخ عديدة من دول المواطنة والمساواة في المواطنة والشفافية والديمقراطية والحريات الفردية والإجتماعية , والسلام والتنمية , لدرجة أن أربعة من النساء تحملن حقيبة وزارة الدفاع في ألمانيا والسويد وهولندا والنرويج , إلا أن هذه الدول ليست لها أزمات مع الدولة العبرية أو سلطة حماس والإخوان والعصابات الدينية , وتعدت مفهوم الدين والوطن واللغة والجنس والنوع واللون , وبالجملة كفرت بكل أنواع وألوان الوصايات الدينية والسياسية , وآمنت بالإنسان .

ومازال المشهد المصري مأزوم بالمؤسسة العسكرية التي لاتقبل إلا بأوامر السمع والطاعة , وهذه الأوامر سقطت لدي المواطنين البسطاء , وإن كان رفضهم لحد الكراهة لجماعة الإخوان والعصابات الدينية لايسمح لهم بالتفريط في حقوقهم لصالح المؤسسة العسكرية / الأمنية أو لصالح الإخوان والعصابات الدينية !

ليس أمام الرئيس القادم لمصر , إلا الطريق الذي سارت عليه أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا , ودول العالم الحر , وإلا فالطوفان القادم لن يبقي ولن يذر , بعد أن صارت خسارة وفقدان الأجهزة الأمنية للإخوان والعصابات الدينية كأدوات تستخدم ضد المجتمع , فصارت خسارتها فادحة تؤثر بالسلب علي طغيان تلك الأجهزة في مواجهة الشعب , وستكون تلك الأجهزة في مواجهة لن يكون لها رجعة في حالة الصدام , وإذا أصر المنافقين علي أن السيسي رسول , فلن يكون أمام المأزومين إلا ابتعاث أبولهب وأم جميل !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة