الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!!.. قلمهم أخضر .. عيشنا أسود!

كمال مراد

2005 / 6 / 25
كتابات ساخرة


«غريب في ديار الأهل والأحباب . . ومنسي على الأبواب»!!..
قطعة من الروح استخرجها ليعلقها أيقونة فوق السرير، شاهدة قبور قبل نحو ثلاثين عاماً.. بعد أن قرر «الرقيب» صرفه من التدريس وتحويله لسجن العمل الوظيفي في إحدى زوايا الدوائر التابعة لوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي.. ليس حباً بالزراعة، ولاطمعاً بالإصلاح... بل تطبيقاً لروح الميثاق باستبعاد الكثير من حملة الفكر المنحاز للوطن عن الوسط الطلابي!!..
ولأن الأهل والأحباب والرفاق يمشون الحيط الحيط ويطلبون من الرب السترة.. مشوا سكة السلامة.. لبسوا ثوب الرقيب، ليلبسهم، بعد أن أداروا ظهورهم لظهورهم لاهثين وراء اللقمة المستحيلة عبر بوابات الرضا والتسليم، تطبيقاً لشعارات أزمنة القهر والخنوع الموروثة: ■ «ابعد عن الشر وغنيلو»!!.. ■ «لاتنام بين القبور ولاتشوف منامات وحشة»!!..■ «الباب يللي بيجيك منو الريح، سدو واستريح»!!.....
....
وبعد أن أغلقت عليه جميع المنافذ.. ضاق الهواء.. ولأن الروح تواقة للوطن مضى بعيداً في الاغتراب باحثاً عن مفاتيح الرجوع مردداً:
«نحن رجال فكر وقلم . . ولن يكون الفلس في بلاد الغربة إلا ثمناً لحذاء العودة إلى تراب الوطن»!!..
كثيرون قالوا ذلك.. ولم يعودوا.. بعد أن أصبح فلسهم الجديد وطنهم الأوحد ضمن أي جغرافيا وتحت أي خيمة أو قصر لأمير أو مليك أو كفيل..
لكنه.. عاد.. بعد أن فُتحت بوجهه جميع الأبواب المغلقة.. دفع ثمنها ثلاثين عاماً من الغربة القسرية في بلاد «البزنس».. باحثاً عن دفء وعن وجوه الأصدقاء والرفاق..
حبس الدمعة في عينيه من مشهد الدبكة في عرس شعبي، قائلاً:
هذا أنا.. مازلت في زغاريد الصبايا، كم تاقت قدماي لتلك الدبكة التي تؤكد التجذر بالأرض.. ليست لأنها تراب.. إنها نحن.. هي ذاتها التي احتضنت رفات أبي الذي سقط فخوراً مدافعاً عن أرض فلسطين عام 1948.. هذا أنا!!..
● ● ●
سريعاً .. انطفأ الفرح.. في رحلة التعرف على الملامح الجديدة لبلاده التي نسيته ولم ينسها.. بعد أن حولته إلى «رجل أعمال».. مع إصراره أنه مازال رجل فكر وقلم!!..
في سؤاله لأحد كبار الصناعيين عن حال البلد.. أكد له ذاك الصناعي أن الأمور بألف خير بعد أن استعادوا دفة الأمور وأصبح «قلمهم أخضر» بعد المؤتمر الصناعي الأول الذي جرى في منتصف الشهر الماضي!!..
ألح في السؤال: وماذا عن القطاع العام.. وعن لقمة العيش لأبناء البلد؟!..
جاءه الجواب سريعاً قاطعاً باتاً من ذاك الصناعي المرموق الذي أُممت منشآته سابقاً:
«عن أي قطاع عام تتحدث؟!.. القطاع العام ولد ميتاً، ولو قُدّر لنا لدفناه حياً»!!..
تساؤلات تملؤها الدهشة ارتسمت على محياه: بالأمس هتفت ضدكم.. واليوم أقولها لكم: أين أنتم ذاهبون.. هل وقعتم بفخ العولمة التي لن تكونوا عندها، في أحسن الأحوال، إلا مسماراً صغيراً في حذائهم؟!!.. آه يابلد..
...عاد صديقي من غربته بعد ثلاثين عاماً.. وضحكت ملء فمي حين اكتشفت أنني لست الغريب الوحيد في هذا البلد، وإن كنت لم أغادر حدود الوطن!!..
قلمهم أخضر.. من الغوطة إلى عين الخضراء إلى كافة ربوع فسادهم.. يرسمون بها أطيانهم ومنتجعاتهم ومشاريعهم..
قلمهم أخضر.. عيشنا أسود..
متى نتبادل الألوان؟؟؟؟؟!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل