الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عودة الى اليسار والاشتراكية كحل دائم

ئازاد توفي

2014 / 2 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


عند العودة الى الوراء وبنظرة تاريخية للاحداث التي جرت في بداية عقد التسعينيات وبعد عملية تحرير الكويت من براثن اعتى ديكتاتورية معروفة آنذاك في العراق الحديث، وبالإضافة إلى تراكمات السياسة الدولية في تلك الحقبة وافول نجم الاشتراكية (الشيوعية) على يد بوريس يلتسن في ( الاتحاد السوفيتي ) روسيا وانهيارها امام القطب الآخر امريكا وتقوقع الشيوعية ضمن حدودها في الصين وكوريا الشمالية، كل هذه العوامل أدت الى انهيار اغلب الحركات الاشتراكية في العالم، ولم يتبق الا القليل من اسماء ورموز اشتراكية في بعض دول العالم كانت تتغنى لنفسها مبادئها وضمن حدود ضيقة وافق قصير المدى.
وسيطرت على العالم القطبية الاحادية والتي اصبحت القوة الوحيدة بلا منازع وهي الولايات المتحدة الامريكية والتي بدات تضرب عرض الحائط من الشرق والى الغرب قوانين وانظمة الأمم المتحدة انحيازاً لمصالحها، وكان لابد من ايجاد بديل آخر للشيوعية من قبل امريكا نفسها لخلق عدو تستطيع من خلاله التلاعب بالسياسة والقوانين الدولية حسب اهوائها لغرض تمرير سياساتها تحت مسميات الديمقراطية وحقوق الانسان والنظام العالمي الجديد، الى ان جاء اليوم الموعود في 11سبتمبر (ايلول) عام 2001 ليكون منطلقا لادارة دفة العالم باسم عدو جديد وهو تنظيم القاعدة الاسلامي بقيادة اسامة بن لادن (السعودي الجنسية).
وامام انشغال العالم اجمع بمحاربة هذا العدو الذي امتاز عن غيره بعدم امتلاكه الارضية والاسلحة المتطورة للحرب للوقوف وجها لوجه مع عدوتها امريكا فكان هذا التنظيم الحجة والدليل لامريكا لتمرير سياساتها وحروبها في كل ارجاء العالم، ونتيجة هذه الحروب ازاحت حكم صدام الدموي على العراق وابقت العراق ضعيفا، ونهجت سياسة طائفية في العراق لتصميم ديقراطية جديدة على يد مهندسها ( بول بريمر )، كما تدخلت بشكل سافر في شؤون دول المنطقة وحكوماتها منها الصومال والسودان، دول الخليج، المغرب العربي ومصر وغيرها، ناهيك عن تدخلها في شؤون امريكا اللاتينية وافريقيا وآسيا...بقيت السمة البارزة لهذه التدخلات هي محاربة الارهاب العالمي وبالاخص التطرف الاسلامي الارهابي والقاعدة.
ونتيجة لهذه التراكمات التي افرزتها السياسة الامريكية،إستيقظ الدب الروسي من سباته الطويل حيث بدأ يطفو على السطح تدريجيا محاولا ان يرجع قوته وعظمته من جديد ليقف بوجه امريكا لكن دون مسمى أو شعارا آيديولوجي، وحدثت نفس الحالة مع التنين الصيني إذ نراه قطب يغزو العالم بقوته الاقتصادية والمالية، بحيث بدات امريكا تتوجس خيفة من هذا التنين النائم والذي بات من اهم مصادر القلق لديها دون أن تعلن اية نظرية او ايدولوجية لتنامي قوتها الاقتصادية.
وفي خضم احداث الربيع العربي وتداعياته التي اذهلت العالم، وسلسلة السقوط السريع للانظمة العربية اصبح ايضا هاجسا امريكيا بعد سيطرة الاسلام السياسي على الحكم وبفلسفة الديمقراطية الامريكية وظهور الوجه السياسي القبيح للانظمة الجديدة باسم الاسلام التي افزعت شعوبها فازيحت بالشكل المريع والسريع من قبل شعوب المنطقة، والحالة السورية الشاذة وان بدا ربيعها السياسي بحت وباسم الوطنية وازاحة ديكتاتورها، اوقعت امريكا وسياستها العنجهية في خطأ فضيع كشفت عن وجهها الشيطاني بعدم تدخلها في ايجاد حل للازمة، وثم السماح للتنظيمات الارهابية بالتغلغل في العمق السوري بحجة عدم دعم الارهاب اوقعتها في خطأ لايستهان به بشان سوريا والسماح الضمني لروسيا من دخول خط المواجهة، تركت انطباعا لدى الشعوب العربية بان امريكا وقوتها العظمى لا تكفي لردع اصغر قوة على الارض وسياساتها تصلح لشعبها فقط.
ولكي ننصف امريكا ولو بشيء قليل، فانها وحدت العالم باجمعه في خارطة كونية واحدة دون حدود او جواز سفر، بالتطور التكنولوجي الالكتروني والشبكة العنكبوتية وشبكات التواصل الاجتماعي بمختلف انواعها واهدافها كانت ولا زالت النقطة الوحيدة التي استفادت منها شعوب العالم من امريكا رغم قوتها وجبروتها العالمي، حيث العالم انتبه من اسلوبها الشيطاني ونرى العالم الشرقي والعربي والغربي ايضا سئمت من الديمقراطية الراسمالية وبالاخص في فترة انهيار الانظمة المالية العالمية في امريكا واوروبا بالذات (بنك ليمان براذر)، بان هذا النظام العبودي للمال بدأ يضمحل ويتناحر تدريجيا، ومن وسائل الاتصالات الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي والتي كانت من اهم مسببات الربيع العربي، نرى شكلا وقالبا جديدا يبدا بالظهور ألا وهو الرجوع الى القديم والمتجدد حاليا فيما يسمى باليسار المتمدن اوالاشتراكية الجديدة والتي غربلت منها معظم الشواذ القديم، وتجديد اطر جديدة لها لتتناغم مع واقعنا الحالي الراهن.
وبدات بعض الاجنحة اليسارية الجديدة بالبروز حاملة مبادىء وافكار تغذي الطبقة الجديدة من الشباب الواعي، محاولة بعث افكارها من جديد وذلك بالتحول من النظرية إلى التطبيق، وخاصة بعد الملل والنفور التام من افرازات التيار السياسي الاسلامي المعتدل والمتطرف، وبالاخص التيارات الدينية ذات التوجهات السلفية الدموية والتي باتت مرفوضة جملة وتفصيلا حتى من وجهة النظر العقائدية للدين وكذلك الفشل الذريع للديمقراطية الغربية والامريكية في ايجاد حلول دائمة ( الحكم بقوة المال ) وفشل الشيوعية البروليتارية السابقة (البلشفية) ونظرتها الدموية كحل دائم للنهوض بالانسانية، وحيث الاشتراكية الدولية ايضا وقعت في اشكالات لا حصر لها في ادارة المجتعات والنهوض بها.
لذا لم يبق الا اليسار المعتدل للنهوض بالواجب الملقاة عليه لادارة دفة المجتمع المتكامل واذلال العقبات والشواذ وايجاد الحلول التي تناسب الواقع والزمن المرابطين للانسانية، وانقاذ الانسانية من تراكمات عبودية المال والتطرف العقائدي بمختلف اشكالها وتحرير الفكر والعقل من السيطرة الشهوانية لافكار لا تليق بالانسان ومبادئه الحياتية....لم يبق لنا الا الانتظار من الشخص (منظر ومؤسس مرحلة اليسار القادم) او العقلية القادمة والذي يستطيع ان يرتقي بالانسانية بكتابة مبادىء الحياة العامة لهذا اليسار الجديد والذي اسميه هنا:
اليسار المتمدن(المتحضر)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض ضغوط عضو مجلس الحرب بيني غانتس لتقديم خطة واضحة


.. ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سو




.. جامعة أمريكية تفرض رسائل اعتذار على الطلاب الحراك المؤيد لفل


.. سعيد زياد: الخلافات الداخلية في إسرائيل تعمقها ضربات المقاوم




.. مخيم تضامني مع غزة في حرم جامعة بون الألمانية