الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى إعادة تأسيس حزب الشعب قبل أن يمضي القطار

وليد العوض

2014 / 2 / 10
القضية الفلسطينية


في ذكرى إعادة تأسيس حزب الشعب قبل أن يمضي القطار
*بقلم وليد العوض
اليوم العاشر من شباط تزهر اشجار اللوز وتتفتح ازهار الاقحوان وتفوح رائحة الياسمين ، السهول تكتسي بثوبها الاخضر والبحر أمواجه تتهادي بلونها ألازوردي يطفو عليها رذاذ موجه الآفل ، اليوم العاشر من شباط تبدأ المخلوقات بالبحث عن موطن دفيء فتلتقي على مقربة من جدار أو تحت شجرة زيتون أو ظل سنديانه ، اليوم العاشر تنساب متدفقة مياه جبال الخيل ونابلس والقدس في جداول تسقى سهول البلاد العطشى ، اليوم تحتضن فلسطينية شجرة زيتون في مواجهة المستوطنين ويحمل عامل فلسطيني ككل يوم زوادته ومطرقته كما يحمل الفلاح منجله وفأسه معلنا استعداده لاستقبال فصل جديد من الحياة ولآمل ، اليوم يبتسم المعتقلين كما هم في مواجهة السجان معلنين مرة أخرى أن لا عتمة الزنازين باقية ولا قيد السلاسل واليوم تلد امرأة مولودها على حاجز احتلالي أو قربه لتقل إنا هنا باقون فلتشربوا البحرا ، اليوم يتجدد الامل في العاشر من شباط ، شهر العطاء المتجدد الذي اختاره الشيوعيون مناسبة لإعادة تأسيس حزبهم يحتفلون اليوم في كل مكان يتواجدون فيه وكل بطريقته وظروفه التي يعيش بذكرى إعادة التأسيس الثانية والثلاثين ومعهم يحتفل كل التقدميين والوطنيين الفلسطينيين تقديرا لدورهم وكفاحهم المجيد على مدار 95 عاما من الميلاد و 32 من إعادة التأسيس ، في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة عقود وعامين تمكن الشيوعيون الفلسطينيون الذي خاضوا كفاح طويلا و نضالا دؤوبا لم ينقطع في منظمات وأحزاب فلسطينية وعربية عدة قدموا خلالها تضحيات جمة من أجل التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، ولم يغب عن بالهم يوما أهمية ضرورة أن يكون لهم حزبهم الشيوعي الموحد الى أن تمكنوا من تحقيق ذلك بعد جهد طويل حيث توحدوا في حزبهم الواحد الحزب الشيوعي الفلسطيني حزب يساري مدافع عن العمال والفقراء والفلاحين وعموم الكادحين ، مدافع عن حقوق الشباب ومنحازا للمرأة وحقها في المساواة ، حزب ينشد التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية أسسه وقاده بواسل وانتسب لصفوفه رفيقات ورفاق اشداء ، انتسبوا للحزب في أقسى الظروف ,اشدها صعوبة ورغم ما تعرضوا له من تنكيل ومحاولة تكبيل حافظوا على الهوية الفكرية للحزب باعتماد المنهج المادي الجدلي مستندين للنظرية الماركسية سلاح الشعوب من اجل الحرية والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، رفاق مثقفين ثوريين زادوا من علمهم وثقافتهم التي صقلوها في السجون والمعتقلات فكانوا مناضلين ومثقفين تقدميين ثوريين يقولون الكلمة فتحترم من كل الشعب الذي أحبهم فحملهم الشعب في سويداء القلوب ولم يخذلهم ففتح لهم بيوته إبان سنوات القحط والمطاردة العجاف ، ناضلوا بدأب وإخلاص فحملوا الحزب من مربع الى مربع أكثر فعالية رغم المعاناة ، وعلى كواهلهم تقدم الحزب وتعززت مكانته في مجمل الحياة السياسية الفلسطينية ، حزب تميز من الميلاد وحتى التأسيس بأنه الاكثر تنظيما والأكثر فعالية في كل المجالات ، رفاق نستذكرهم الان ونقول أين هم الان ،، هم غابوا ، رحلوا عنا بعد أن غيبهم الموت بعد رحلة المعاناة الطويلة في المعتقلات والسجون وما الم بهم من مرض جراء عناء المطاردة والملاحقة وتحمل الاعباء من كل حدب و صوب ، رحلوا لكن بصماتهم ما زالت حاضرة نستمد منها بقايا البقاء ، بصماتهم بقيت لكنها بكل أسف آخذة في الأفول تحمل معها ما صنعته من تاريخ ناصع لهذا الحزب الذي نحب ، بحيث لم يعد هذا التاريخ وتلك الصفحات الناصعة من العطاء والتضحية لتكفي أو لنعتبرها جواز مرور صالحا للعبور في كل المراحل خصوصا للمرحلة القادمة بكل تعرجاتها وظروفها وتعقيداتها المتشابكة، هم رحلوا ونستذكرهم اليوم لكني أتسائل وأنا في موقع المسئول ايضا، ألم يحن الوقت بعد لإعادة إنتاج وتجديد ما سار عليه هؤلاء الرفاق ورحلوا قبل أن تكتحل عيونهم برؤية حصاد زرعهم ، بل وأكثر من ذلك ألم يحن الوقت للحفاظ على ما تركوه من إرث وصفحات عز نفتخر بها،، وهل يكفي أن نفتخر ونعتز ثم يمضى بنا القطار الى محطة لا نعرف الى أين؟
إن هذا يفرض علينا في الحزب ونحن نحيي ذكرى إعادة التأسيس لأن نقرع الجرس و نقف مع الذات لنرى أين اصبحنا وكيف هو حالنا اليوم ، على اية مساحة نقف اليوم دون أن نذهب الى مربع جلد الذات لكن مع رؤيتها كما هي على حقيقتها وليس بالاستناد الى مجد مضى ، أسئلة عديدة تفرض نفسها على المستويات كافة السياسية والجماهيرية والفكرية والطبقية والتنظيمية بطبيعة الحال أسئلة لن ينفع القفز فوقها أو تجاوزها والهروب منها بأي اتجاه ، أنها أسئلة الوفاء لرفاق رحلوا نستذكرهم اليوم ورفاق اختاروا أيضا أن يسلموا راية الحزب طواعية لجيلنا فماذا نحن فاعلون ،إنها أسئلة المواطن والعامل والكادح ، الفلاح والطالب ، الشاب المرأة والمثقف التقدمي، إنها أسئلة كل الذين الذي يبحثون في دهاليز الاحزاب عن ما يحقق آمالهم في التحرر والاستقلال والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، أسئلة يبحث عن إجابة لها كل من صدمه واقع الحال على الساحة الفلسطينية ،إنها اسئلة لكل من يبحث وهم الغالبية العظمى من شعبنا عن قارب نجاة يعبر على متنه هذا النهر الهادر فهل سنكون ؟ وحتى نكون لابد بد من عمل الكثير ، ذلك الكثير هو عمله رفاقنا من قبل في ظروف أصعب ومراحل أدق من هذه التي نعيش لكنهم عملوه دون كلل أو ملل فتحملوا أعباءه بصمت وأوصلونا الى هنا . في ذكرى أعادة التأسيس أقول أن الاوان قد حان ولم يمضي القطار بعد،، لكنه قد يمضي دون شك ، فقطار الشعوب وآملها بالتحرر يمضي دون توقف.
*عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني
10-2-2014
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التذكير بالنواقص
رائد الحواري ( 2014 / 2 / 10 - 16:16 )
لا شكان الكاتب امتدح مسيرة الحزب ، وهذا من حق الكاتب، ومن حق الحزب على الشعب الذي ناضل من اجله ان يستذكر مسيرة هذا الحزب، واعتقد بان الكاتب تحدث عن أمور بحاجة الى اعدة النظر فيها، ومن حق هذا الشعب على الحزب وكافة الفصائل، وتحديد اليسارية منها، ان تعيد النظر في تاريخا وطريقة عملها وبرنامجها، قبل اقل من أربعة شهور اجتمع ثلاثة قيادين من اليسار وكان على رأسهم بسام الصالحي مع خالدة جرار وقيس ابو ليلى، كلهم اجمعوا على وحدة البرنامج، وكلهم اجمعوا على الضعف والترهل الذي يمر به اليسار الفلسطيني، ومن هنا ما العمل؟ ألم يحن موعد الوحدة اليسارية؟ إلى متى الانتظار؟ هل الوقت معنا أم ضدنا؟ هل الاوضاع تستدعي هذا التذبذب والمماطلة؟
الايجابة عند اليسار


2 - المبادرة للوحدة الآن حتى لا نصل الى الترميم !!!
رمضان عيسى ( 2014 / 2 / 10 - 22:45 )
كان اليسار دوما هو المبادر والسباق لكل جديد ومتطور اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ،
ولكن بعد تفكك منظومة الدول الاشتراكية خفت نجوم الأحزاب اليسارية والشيوعية والدعاية أصبحت تبريرية وتفسيرية أكثر منها ثورية وتعبير عن مرحلة وآفاق مستقبل
من هنا بالأحزاب اليسارية للأسف تعيش مرحلة - اجترار الذكريات - حيث لا جديد ولا تجنيد وكسب أنصار ، وهذه هي المأساة لهذا يجب المبادرة بخلق تشكيلة وحدوية لليسار الفلسطيني تحت مسمى جديد - التجمع الديمقراطي الشعبي - ، كخطوة أولى مع عدم انصهار الأحزاب القائمة ، وهذا التجمع يقوم على أساس القواسم المشتركة بوصفهم يقاومون عدو مشترك وطني واجتماعي ، وهذ التجمع مقدمة للانصهار الكامل مستقبلا
فالظروف صعبة وسيئة جدا ولا تُحمد عُقباها اذا بقي الحال كما هو عليه الآن
والتجمع مفيد لدفع المصالحة والدخول في الانتخابات بقوة وكسب أنصار جُدد والسير وفق دعاية ممنهجه قادرة على التصدي للمؤامرات
اذا لم يحدث هذا فسنصل الى مرحلة الترميم ، وترميم الحزاب يعني الاقتراب من الشيخوخة وحُسن الخاتمة ، ويجب الا ننسى تفشي الأصولية نتيجة لليأس وفقدان الاتجاه الذي يعاني منه الحراك الشعبي العربي

اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا