الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعارضة السورية وجنيف

محمد جمول

2014 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



كان واضحا منذ بداية الأحداث في سوريا قبل ثلاث سنوات تقريبا أن الأوهام وضرب وتحديد المواعيد غير الواقعية هي أهم ما يميز الناطقين باسم ما أسموه ثورة. وهذا ما يمكن أن يكون ناتجا عن جهل بالسياسة وموازين القوى أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتدمير معظم ما بناه الشعب السوري خلال تاريخه الحديث، أو أن هذه القوة كانت بمثابة أداة عمياء بيد قوى أخرى مثل السفير الأمريكي روبرت فورد الذي بلغ به الاستخفاف بهذه القوى حد الاحتقار حين قال لهم تلك العبارة الشهيرة" كلوا خ..." والبقية معروفة كما قال أحدهم، وهو بسام جعارة.
وتبدو هذه الأوهام أكثر وضوحا لدى الوفد الذي يمثل 40%من الائتلاف الذي لا يمثل أكثر من 10% من القوى الموجودة على الأرض في أحسن الأحوال . فقد بات واضحا من اللحظة الأولى أن هذا الوفد ذاهب إلى جنيف لاستلام كرسي الحكم في سوريا والتوجه بسرعة إلى القصر الرئاسي في دمشق. وأعتقد أن هذا الإصرار على كرسي الحكم وحده يفسر عجزهم عن تحمل المسؤوليات التي يمكن أن تترتب عليهم في القضايا الأخرى حين يضطرون للاعتراف بأنهم غير قادرين على إقناع أحد بتنفيذ ما يجب عليهم التعهد به في حال التوصل إلى أي اتفاق يتعلق بأي من بنود بيان جنيف للعام 2012.
من الواضح أن وفد ما تبقى من الائتلاف يريد تحاشي الخوض في كل ما يمكن أن يكشف ضعفه وانسلاخه عن الواقع السوري. فلو تم الاتفاق على وقف أعمال العنف أو فك الحصار عن القرى والمناطق المحاصرة، لتبين بشكل واضح أن أحدا لن يسمع لهم كلمة واحدة لو طلبوا ممن يحاصر نبل والزهراء والفوعة وعشرات القرى المحاصرة والمهجرة من قبل المجموعات المسلحة ان يفكوا حصارهم. وبالمقابل يمكن للحكومة السورية تنفيذ ما تلتزم به خلال ساعات قليلة. والشيئ ذاته ينطبق على باقي البنود.
مؤتمر جنيف، في حال استمراره، سيؤدي إلى كشف المستور في دور وفد الائتلاف الذي سيكون عليه أن يجيب على أسئلة محرجة تتعلق بعلاقته بالمجموعات التكفيرية الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية وغيرها من المجموعات التي تعلن أنها لا ترضى بأقل من الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية واعتبار كل من يخالفها الرأي والمعتقد كافرا حتى وإن كان ينتمي للمذهب ذاته الذي تنتمي له هذه المجموعات. فهذا الوفد يتمسح بشعارات مغرية وجذابة كالديمقراطية والدولة المدنية في حين ان الذين يمارسون القتل والتدمير على الأرض يعتبرون الديمقراطية والدولة المدنية كفرا صريحا يستحق أتباعه والمطالبون به القتل. فكيف سيقنعون هؤلاء التكفيريين بالاستماع إليهم؟
هل سيظل أعضاء هذا الائتلاف يكتفون بتكرار حكاياتهم المملة عن قرب سقوط النظام خلال أيام، وأنهم هم الذين يمثلون الشعب السوري كله في حين نرى انهم يمثلون السفير الأمريكي السابق في دمشق وقبله وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون التي أصدرت قرارها بإعدام المجلس الوطني وخلق الائتلاف بجملتين فقط . وقد أوضحت في حينه أنهم لا يمثلون الشعب السوري وبعضهم لا يعرف سوريا منذ عقود.
في أحسن الأحوال لن يكون هؤلاء أكثر من واجهة تمثل مصالح القوى الغربية كما سبق لرئيس هذا الائتلاف، معاذ الخطيب، أن صرح بذلك. وبالتالي لن يكون لهم تأثير على ما يجري في الداخل السوري.
ووسط هذا الضجيج الذي احتضنه الغرب الاستعماري المعادي لمصالح الشعوب ومعه الدول الأكثر عداء للديمقراطية وحرية الشعوب، لايمكن للمرء إلا ان يتساءل: أين هذه الثورة التي يتحدثون عنها وسط القتل الطائفي الشنيع والتذابح ضمن الطائفة الواحدة وضمن الفصيل التكفيري الواحد الذي يتحد في لحظة معينة لقتل الآخرين ليعود سريعا إلى التقاتل الداخلي. فهل يشكل هؤلاء أمل السوريين بدولة مدنية ديمقراطية؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا