الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في احضان الطبيعة

كامي بزيع

2014 / 2 / 10
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


يفترش المهاجرين السوريين الارض في مدينة عالية تحت شمس ربيعية، ياكلون،، يتسايرون بينما الاطفال يلعبون... يركضون... والضحكات تتعالى من افواههم.
هو المشهد نفسه رايته في برلين عندما رزتها ذات صيف، حيث المهاجرين العرب يحملون زادهم وزوادتهم ويذهبون الى الحدائق العامة وضفاف الانهار يتناولون طعامهم ويتحدثون.
وقد تعود هذه الظاهرة الى اننا نحن شعوب البحر المتوسط نعشق الطبيعية وعلاقتنا بها علاقة دائمة ودهرية، ولكن لهذه الظاهرة ايضا اسبابا اجتماعية ذلك ان المهاجر الذي تجتاحه مشاعر الغربة والانكماش، تؤنسه الطبيعة، ويجد بين احضانها الدفء والطمأنينة والحنان الذين يفتقدهم في تعامل المجتمع معه.
يسقط المجتمع احكامه على المهاجرين، بينما الطبيعة تنصفهم.
ففي الطبيعة لا يعود الانسان ابن بلد معين وهوية محددة تستدعي الاحكام المسبقة والقوالب الجاهزة... في احضان الطبيعة يكون الانسان بدون تعريفات فهو ينتمي الى العالم، العالم الذي يشعر بالفرح نفسه والخوف نفسه والقلق نفسه والموت نفسه.
يهرب المهاجرين من اماكن اقامتهم او مخيمات لجوئهم ويهرعون الى الطبيعة، العشب الاخضر... رائحة التراب... ظلال الشجر... هسيس السحالي... دفء الندى... والشعور بالهواء نفسه الذي تنفسوه في بيوتهم... وسماء مفتوحة على احتمالات النجاة وسط الخراب النفسي والعاطفي والذهني والتاريخي الذي يحيق بهم.
هو نفسه المشهد الذي كنت الحظه في صور، حيث الفلسطينيين كانوا يتجمهرون قرب الاثار وعلى الرمال، يتناولون الطعام ويتحدثون والاطفال حولهم يلعبون ويركضون ويصيحون...
الطبيعة وحدها هي الملجأ، لانها تعيد الانسان الى طبيعته والى فطرته الاولى، وفيها ينسى عذابه اليومي وقلقه الوجودي وكل الحروب والصراعات التي تسعى للقضاء عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متداول.. أجزاء من الرصيف الأميركي العائم تصل شاطئا في تل أبي


.. قطاع الطاقة الأوكراني.. هدف بديل تسعى روسيا لتكثيف استهدافه




.. أجزاء من الرصيف الأمريكي الذي نُصب قبالة غزة تظهر على شاطئ ت


.. حاملة طائرات أمريكية تصل إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في تدري




.. طلاب فرنسيون يحتجون من أجل غزة بمتحف اللوفر في فرنسا