الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعالوا إلى كلمة سواء: الدور الوطنى للمشير لا يؤهله للرئاسة

هانى جرجس عياد

2014 / 2 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


أنا واحد من الذين يحبون المشير عبد الفتاح السيسى، وأستطيع أن اتفهم سبب هذا الحب الجارف الذى يتمتع به الرجل لدى المصريين، فهو من أطاح بسلطة الإخوان، وأنقذ مصر، شعبا ودولة ومؤسسات، وفيها القوات المسلحة، من مصير مظلم كانت سيناريوهاته معدة وجاهزة فى أدراج الجماعة الإرهابية.
بكلمة فإن هذه المشاعر الفياضة التى غمر المصريون بها المشير عبد الفتاح السيسى هى المعادل الموضوعى لكراهية الشعب للإخوان ورفضه لما يسمى التيارات الإسلامية.
لكن أظن أنه قد الأوان لكى نضع الخطوط الفاصلة بين ما هو وطنى وما هو سياسى.
لم يكن «إسقاط حكم المرشد» تعبيرا عن موقف سياسى لفصيل سياسى (أو أكثر) دون الفصائل المصرية الأخرى، بل كان تجسيدا لموقف وطنى عام، التفت حوله كل طبقات المجتمع وقواه السياسية والاجتماعية (وإن اختلف بعضها فى الأسلوب والوسيلة)، من الفقراء وساكنى العشوائيات إلى رجال الأعمال أصحاب الملايين والمليارات، ومن أقصى اليمين إلى أخر حدود اليسار، وبين هؤلاء من سطروا ملحمة ثورة يناير بدمائهم وأرواحهم وأمضوا ليالى الثورة الباردة فى شوارع مصر وميادينها، ومن سطوا عليها وباعوها تحت وهج كشافات استوديوهات الفضائيات وفى صفقات سوداء داخل الغرف المغلقة، وبينهم أيضا فلول نظام مبارك والمتلونين والمتحولين وسارقى قوت الشعب من سماسرة بيع القطاع العام وناهبى أراضى الدولة وقروض البنوك، ومن دمروا الزراعة والصناعة المصرية..الخ...
ما فعله (الفريق أول) السيسى كان موقفا وطنى بامتياز (بالمعنيين الجغرافى والسياسى للكلمة). وليس لدى شك فى أن التاريخ سوف يسجل بحروف من نور إقدام الرجل على الإطاحة بالإخوان، وضرب المخطط الأمريكى فى مقتل، وسوف يضعه بالضرورة فى مكانه المناسب بين زعماء العالم.
لكن عندما يصل الأمر لمنصب رئيس الجمهورية، فإن الموقف الوطنى وحده يصبح عبئا على الدولة والمجتمع، مثلما هو عبء على صاحبه، فضلا عن أنه عبء على ثورة يناير المجيدة ومطالبها وشعاراتها، وهنا تحديدا يتعين أن يتقدم السياسى على الوطنى ويتفوق عليه.
والبادى أمامنا حتى الآن أن المشير عبد الفتاح السيسى لم يقل كلمة واحدة فى السياسة، فلا يعرف أحد ما هى انحيازات الرجل؟ هل تتجه بوصلته إلى أهداف ثورة يناير ومطالب الفقراء والمعدمين؟ أم أنه يميل أكثر إلى سياسات مبارك ونظامه التى زادت الفقراء فقرا والأغنياء غنى؟
صحيح أن السيسى أعلن صراحة وبوضوح أنه لا عودة للوجوه القديمة، لكن الصحيح أيضا أن مشكلة مصر ليست فى وجوه قديمة ولا جديدة، لكنها فى سياسات كانت –ولم تزل- متبعة.
ثم أن الصحيح أيضا أن الرجل (أقصد عبد الفتاح السيسى) لم يقل كلمة واحدة فى السياسة، لكنه كثيرا ما اتخذ مواقف لا تخلو من سياسة، ومنها على سبيل المثال دعوة المشير محمد حسين طنطاوى والسيدة جيهان السادات إلى احتفال 6 أكتوبر (وما أدراك ما طنطاوى وما جيهان!!)، وقد جلسا الاثنان على المنصة الرئيسية إلى جوار الرئيس عدلى منصور (هل يستدعى الأمر إعادة تنشيط الذاكرة بدعوة محمد مرسى فى احتفالات أكتوبر 2012 للأهل والعشيرة؟ وهل مكتوب علينا أن كل رئيس يختص أهله وعشيرته باهتمام نوعى خاص؟)، ومن بين ما اتخذه المشير من مواقف سياسية –مثلا- حشر حزب النور السلفى فى مشهد ما بعد 3 يوليو، وكأن الناس نسيت مواقف السلفيين منذ الأيام الأولى لثورة 25 يناير، وصولا إلى اعتراف برهامى فى فيديو شهير بما مارسه من نصب وخداع وتحايل فى كتابة دستور 2012 الإخوانى، ورغم أن الشارع المصرى قد لفظ كل ما يسمى التيارات الإسلامية، والمفارقة أن دستور 2013 نص على حظر الأحزاب السياسية، وبما قد يعنى أن السلفيين ربما يتمتعون مستقبلا بحرية حركة دون شرعية وجود (هل يستدعى الأمر إعادة تنشيط الذاكرة بسياسة مبارك التى أقصت كل الإسلاميين، وأبقت لنا على فزاعة الإخوان وحدهم، ينعمون بحرية الحركة دون شرعية الوجود؟).
وسوف نغض النظر عن كل ما لا تبدو يد المشير واضحة وجلية فيه بصورة مباشرة، وهو كثير إلى درجة لم تعد تحتمل، من عودة إرهاب الداخلية مرورا بقمع الرأى الأخر وصولا إلى تشويه ثورة يناير ورموزها.
عندما يتعلق الأمر بمنصب رئيس الجمهورية، يصبح التمييز بين ما هو وطنى وما هو سياسى ضرورة موضوعية لا غنى عنها، وتغليب العقل على العاطفة واجب وطنى لا بديل له، ويصبح على المشير عبد الفتاح السيسى أن يفصح بصراحة ووضوح عن مواقفه السياسية.
لقد أحب الناس جمال عبد الناصر، لكن حبهم له كان مشفوعا بتأييد لخطوات ومواقف اجتماعية وسياسية اتخذها الرجل منذ وقت مبكر، من قانون تحديد الملكية الزراعية، وتوزيع الأراضى على المعدمين وصغار الملاك، إلى تأميم قناة السويس، إلى معركة بناء السد العالى وملحمة التصنيع..الخ... وظنى أن الذين يحبون السيسى، وأنا واحد منهم، ليس بوسعهم أن يشفعوا حبهم بأى تأييد، اللهم إلا هؤلاء الذين يؤيدون تكريم المشير طنطاوى ويهللون لتشويه ثورة يناير، ويسعدون بعودة القمع وتكميم الأفواه.
وليتذكر الجميع أن الناس لا تأكل مشاعر والأغانى الرومانسية لا تشبع أحدا، ومطالب الناس غير قابلة للتأجيل أو المساومة، وأن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن لدينا الآن رئيسين سوابق، وربما يلحقهم الثالث.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - غض البصر
احمد حسن ( 2014 / 2 / 11 - 21:05 )
الكاتب يغض البصر عن عوده الشرطه لاجرامها القديم ويعتبر ان يد السيسي غير واضحه فيه
وهو يحب السيسي ولايعرف كيف يستخدم المنطق البسيط جدا في الربط بين عوده المماراسات الامنيه الاجراميه وبين انقضاض العسكر علي السلطه مجددا في 3 يوليو ومن يقرا المقال يتصور ان السيسي فعل ذلك لحمايه الشعب والوطن من شرور الاخوان ولكن ان كان الامر كذلك فلماذا يستبدل شرا بشر -هل هو قدر اعمي ان يستبدل شر الاخوان بشر المماراسات القمعيه
التي تطال الان الثوريين من خصوم التيار االاسلامي بعد ان طالت الاسلاميين
سوف يكون الكاتب معذورا في حبه للسيسي لو كانت اطاحته بالاخوان من اجل الوطن والثوره ولكن ماذا نقول فيما نشاهده الان من عوده للدوله القمعيه البوليسيه وهل يصل خداع النفس الي حد انكار مسئوليه السيسي والمؤسسه العسكريه عنه-اذن لابد ان المسئول هو محمود فهمي النقراشي باشا
دراسه علم المنطق لطلاب الجامعات والمدارس ضروره صارت ملحه بعدما نري الان من خطل المثقفين والعوام علي السواء
ويحكي ان احد الرجال قد قرر اخصاء نفسه ليعاقب زوجته ودائما ماتقفز هذه االقصه الي الذاكره عندما اقرا لبعض الكتاب تمجيدا للسيسي نكايه في الاخوان


2 - الخطر تبناه نظام يوليو
محمد البدري ( 2014 / 2 / 12 - 10:25 )
سياسة مبارك لم تقصي الإسلاميين بل أبقت عليهم عبر بوابة المراجعات التي دخلوا منها الي الفضائيات والمساجد واجهزة الدولة. فالإسلاميون وعلي راسهم الاخوان وحدهم كانوا رجال نظام مبارك المؤيدين للتوريث، وينعمون بحرية الحركة بخداع شرعية الوجود تحت كلمة محظورة. ثبت للشعب ان الاخوان والسلفيين هم اكبر خطر علي الوطن وهو ما لم يدركه مبارك. وادركت اجهزة الدولة العميقة الخطر فقامت بما جري وثبت للجميع ان الاسلاميين والاخوان ارهابيين بالفعل. فبغض النظر عن اي برنامج سياسي واقتصادي لا نعرف كيفية تحققة لانتشال مصر من عثرتها الشديدة فان الامن الوطني عليه ادراك ان عروبة مصر واسلامها اصبحا خطرا عليها كما هو ظاهر بجلاء في سوريا والعراق وليبيا والسودان التي قسمها العروبيين والاسلاميين من الخرطوم.


3 - في التحليل النفسي لمقال سياسي
مراقب ( 2014 / 2 / 12 - 20:47 )
لامفر من استخدام التحليل النفسي احيانا في القراءه النقديه لبعض الكتابات السياسيه
وعلينا التفتيش في دائره اللاوعي عند بعضهم
الاخوان المسلمون في العقل الباطن لبعض المثقفين هم المعادل الموضوعي للاسلاام
عشق بعض المثقفين لعسكري انقلابي كالسيسي لاعلاقه له في حقيقه الامر باي موقف سياسي لهم وان كانوا هم انفسهم لايدركون ذلك
العالم الثالث لم يعدم ابدا من هم علي شاكله السيسي من العسكر الانقلابيين
ولم يصفهم احد من المثقفيين اليساريين او الليبراليين بالبطوله او يعبر احد منهم عن عشقه الجارف لهم
انقلاب السيسي علي المعادل الموضوعي للاسلام في عقلهم الباطن خلق لديهم وعيا زائفا حول طبيعه الرجل وتشكلت له في اذهانهم صوره البطل المخلص والمنقذ
تلك الصوره الذهنيه تشكلت لديهم في االعقل الباطن المحمل برواسب من المخاوف الطائفيه احيانا
او الكراهيه العميقه لذهنيه التحريم والاعراف الدينيه الاخلاقيه
ولذلك تجدهم وبرغم اخلاصهم الحقيقي للحاله الثوريه التي تفجرت في 25 يناير يعانون من حاله
من العمي الهستيري يجعلهم عاجزين عن رؤيه الحقائق الساطعه سطوع الشمس في كبد السماء
ويضطرب لديهم المنطق اضطرابا يبعث علي الشفقه


4 - الميكرسكوب مره والعصابه علي العين مره
محمد صلاح سالم ( 2014 / 2 / 13 - 17:43 )
احسنت ايها المراقب صاحب التعليق 3
من لاحقوا اخطاء مرسي بالميكرسكوب الالكتروني يغضون البصر الان عن جرائم السلطه الحاليه التي يقودها السيسي
لاشك ان الكاتب استمع الي شهاده جورج اسحاق بالامس وهو من رموز 30 يونيو -الرجل قال ان مايحدث بالسجون الان انتهاكات غير مسبوقه وان هناك اعدادا كبيره من الاطفال رهن الاعتقال
ورغم ذلك مازال صاحبنا علي عشقه المقيم للسيسي
اتحداه ان يخرج علينا بمقال يقارن فيه بين انتهاكات حقوق الانسان في عهد مرسي وبين ما تمارسه السلطه الحاليه من انتهاكات
مع تاكيد من عندنا ان كليهما علي باطل


5 - شجاعه المثقفين الانتقائيه
احمد حسن ( 2014 / 2 / 15 - 06:06 )
الي الاخ محمد صلاح سالم
اطمئن - الشجاعه الادبيه للاخ هاني عياد التي كانت علي اشدها ايام مرسي لن تظهرمره اخري في زمن السيسي فالرجل حتي الان في حاله حب ومرايه الحب عمياء وليس علي العاشقين حرج ولكن اذا تقلبت القلوب فالعصا لمن عصا و العسكر عصاهم قاتله


6 - تصويب ودعاء
احمد حسن ( 2014 / 2 / 15 - 15:05 )
العصا لمن عصي وليس لمن عصا
وفي كل الاحوال العصاه ايام مرسي هم الان من المهتدين الي صراط العسكر المستقيم حتي وان عبروا-من باب - الحب والغزل العفيف عن عدم رغبتهم في ترشح ممثل المؤسسه العسكريه للرئاسه فالدستور الجديد جعله في مقام يعلو علي مقام الرئاسه


ابانا الذي في وزاره الدفاع
باق لك الملكوت
وباق لمن تحرس الرهبوت

تفردت وحدك باليسر
ان اليمين لفي خسر
اما اليسار ففي العسر

الا الذين يماشون
الا الذين يعيشون يحشون بالصحف المشتراه العيون فيعشون
والا الذين يوشون ياقات قمصانهم برباط السكوت



مع التحيه لذكري امل دنقل


7 - أفرم أفرم يا سيسى
KHALED ALMASRY ( 2014 / 2 / 16 - 19:23 )
الأجراءات القمعية الأمنية غير كافية بالمرة ,,,,,, المطلوب زيادة تشديد العقوبات و الأجراءات لأستأصال كافة العناصر الأجرامية الأرهابية فى سيناء و كل مصر ,,,,, مطلوب محاكمات عسكرية عاجلة , احكام أعدام سريعة لكل قيادات الأخوان و السلفيين الجهاديين و تصفية القيادات الوسطى لهم , أعتقال الخلايا القاعدية فى معسكرات عمل جماعية ترويضية يقومون فيها بزراعة الصحراء و العمل ببعض الصناعات الصغيرة لكسر ميولهم الأجرامية المسعورة.

المطلوب أغلاق كافة ( أكشاك ) حقوق الأنسان الموجهة و الممولة من الغرب و الأمريكان.
كل الأجراءات المتبعة حتى الأن من الداخلية ,,,,,, تدخل فى أطار التدليل و الدلع

, وأخيرا ( نصرت بالرعب مسيرة شهـــــــــــــــر )

خالد المصرى - أنقلابى صميم - مصر أم الدنيا


8 - لا فُضَت مكلمتك يا مصر و لا وقفت طواحين الهواء
عماد عبد الملك بولس ( 2014 / 2 / 20 - 09:54 )
تحية للكاتب المحترم و لقرائه المحترمين

أولا: السيسي له اختيارات (عملية) واضحة يسميها الأغلبية إنقاذا و البعض انقلابا، أما من عداه فله كلام فقط

ثانيا: منصب رئيس الجمهورية في مصر الآن هو مصيبة لا يقترب منها عاقل، و لا محتسب، فما بالك بمن نسبوا له دهاء و مؤامرة كبري؟

أخيرا: ما البديل؟ أو من البديل؟ أفتونا بدلا من طرح المشاكل بلا حلول

لذلك، لو ترشح السيسي للرئاسة أظنه يتزيد في البطولة و الشجاعة و مواجهة الصعاب و انتظروا عملا و لا تكتفوا بكلام

العمل فقط هو الحقيقي، أما الكلام فما أسهله

تحياتي

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار