الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجنون

نصيرة أحمد

2014 / 2 / 11
الادب والفن


مجنون
أحببت مجنونا ذات يوم . أهداني قلادة يتدلّى منها قلبي.كان يصمت طويلا عندما أنظر اليه وأناديه فينتبه, أو أضع أصابعي فوق كفه , فتدمع عينه ..أشهد سقوط الدمعة الساخنة على الخد المتعب .لاأجرؤ ان أمسحها ابدا.أرقبها وهي تجف لوحدها .كان يُبكيني ايضا في المساء لانه مجنون لايكفيه ان يتعذب لكنه ينتظر وقع العذاب على ملامحي فيبتسم لساعات لانني أبكي .عندما نسير معا يصرخ بقوة أحبك لانه مجنون يتركني ويهرول يهرول أمامي وأنا لاأعرف ماذا افعل سوى أن أغمض عينيّ لئلا يراني أحد. أختفي بين الحشود الهائمة بلا جدوى لانه سيكتشف وجودي بسرعة يقف امامي ويصمت ياالهي ..ماذا سيفعل ؟ لاأتوقع ردّة فعله فيتغير مزاجي وتنقبض عضلات وجهي فيرتدّ الى الخلف مفزوعا .لانه مجنون.كل شىء يثيرالعجب والعتب معا كأنني ألهو وسط غابة من الخرافة واللاجدوى .يحلمُ بوجع نهارات خائفة وبراءة قلب أنهكه بؤس يتسلل كل فجر فيتوقف الحب عن المثول الدافىء. يتألم بقوة لان الشمس تحلّ في زمنها الهمجي .ماذا أفعل لها ياقلبي .لابدّ ان تستيقظ الجموع ويحلّ يوم أخر من زمننا المحتضر.أنه نهار جديد يخفي احلام ليلة فائتة . يهذي ويهذي ويبكي بحرقة ويؤذيني فأهرب وأطفىء الشمس خلفي . ابتسامة بدمع ودمع بدمع هكذا ينقضي نهاري معه وهكذا يتشهّد الليل لسجود مخيف .وهو يحثّ قلبه للهجوم ثانية ببساطة لانه مجنون ,وأنا أحبه . لايعرف أن يخاف زحام الموائد الفارغة وتواتر القلوب الصدئة . كل ليلة تشتعل حروف توراتية ببريق أجهل مصدره ولكنه يوحي بمعالم لن تصادفها سوى مرة واحدة بحياتك . هل تغادره او يغادرك لاتدري . لاندري معا. لانه مجنون او لانني أريد للعالم أن يكف عن الانكسار والهزيمة بلا وجل .كم تمنيت ان نتغاضى عن بؤسنا وانفعالنا اللامجدي فيشتعل بنا الصدق ولعبة موقوتة نعرفها كل يوم .قلتها لي مرة . لن أكون الا لعينيك حلما من زمن النبل يأتيك بالاقمار الملكية وقباب روما ولينينغراد . ليتني أكف عن الهذيان والقلق المر لانني أنتظر صراخه المحموم الان . سأنطفىء ان لم يسعفني هذه اللحظة ويوقف شراسة الهزيمة المتأخرة .كأنك لاتدرك ان الدم المراق على عفن الشوارع الماجنة يمزق استار الحب العفيف والبراءة المنقضية . كأنك لاتدرك ان الوقت قد حان للرحيل والسفر المتساقط على بريق المدينة الكاذب .لاتدرك أن الفجر لن يحلّ ثانية على نهر شاخ هذه الليلة بلاجدوى . فقلبي تساقط عنوة على حافة الخوف والحروف المحتضرة .لن ألوم الاسى وبكاء الغرانيق المهمومة .لانني أحببت مجنونا ..ذات يوم ...أهداني قلادة سقط منها قلبي الى الابد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس