الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أثر المتغيرات السياسية على المنطقة العربية.

عبد السميع ياسين الهيتي

2014 / 2 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


أثر المتغيرات السياسية على المنطقة العربية
لقد حدثت متغيرات سياسية هائلة في منطقتنا العربية، وما أحدثته هذه المتغيرات من تشظي الموقف العربي الرسمي والشعبي؛ فكان انهيار الاتحاد السوفييتي وما أحدثه في انفراد الولايات المتحدة الأمريكية بمصير العالم وإحكام سيطرتها على هيئة الأمم المتحدة لصالح مشروعها في هذه المنطقة على وجه الخصوص وفي العالم أجمع،بالإضافةإلى ذلك ما تلاه من أحداث دراماتيكية على المشهد العالمي هو دخول العراق واجتياحهللكويت وانهيار دول (المعسكر الشيوعي) وتفتيتها إلى دويلات. وجاءت أحداث 11 أيلول وظهور مصطلح "مكافحة الإرهاب"، لترسم معالم خارطة طريق جديدة في المنطقة والانقضاض المباشر على هذه البقعة من العالم لتنفيذ مشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وقد بحثت في هذه الورقة مرتكزات المثلث العربيالإستراتجيةوأهميتها وموقعها الجيوسياسي، وما تحتله من ثروات هائلة وقدرات بشرية معطلة ومواقع إستراتيجية هامة، وهي على التوالي موقع العراق، و مصر، و سوريا وبعض الأقاليم العربية الأخرى. ولكي نتوصل إلى فهم وتحديد أولويات الولايات المتحدة والغرب في اهتمامهم بهذه البقعة من العالم وأهميتها لعملية تكوين شرق أوسط جديد تكون إسرائيل هي نقطة الارتكاز والكل يدور في رحاها. وعلى ذلك سوف نوجز أهمية المتغيرات السياسية على الإقليم العربي.
 -;---;--
أولا: أثر المتغيرات السياسية على الجغرافية السياسية للوطن العربي.
إن السياسة والوعي السياسي لهما دور رائد وفعال في عالمنا المتغير الذي يشهد جملة متغيرات هائلة متسارعة لا نستطيع قياسها وملاحقتها. حدثت في نهاية القرن الماضي وبداية القرن الواحد والعشرين مما أحدث هزةوزلزالا عالميا في بُنية كثير من المجتمعات والشعوب على وجه البسيطة وأحدث هذا الزلزال تغيرات كبيرة غيرت وجه العالم وتصدع قسم من أجزائه وقد حدثت أعظم المتغيرات في عالمنا العربي والإسلامي على وجه الخصوص وفي مناطق أخرى في العالم. ولكي نتعرف على أهم المتغيرات وأثرها على الموقع الجغرافي للوطن العربي.
أهم المتغيرات السياسية:
1- انهيار الاتحاد السوفييتي
الحرب الباردة وتداعيات سقوط الاتحاد السوفييتي، جعل الرأي العام الدولي يتعرف على المفاهيم والقيم والنظريات الشيوعية، وعلى الحركات القيادية لدعم وتعزيز الليبرالية( ) وحدثت أكثر الحالات دراماتكية في التعبئة الشعبية ضد الحكام عندما صعدت الأنظمة الديمقراطية من بين أنقاض دولتي السوفيياتواليوغسلاف الاشتراكيتين( )، ومع انهيار ما كان (يسمى بالمعكسر الشيوعي) وزوال قائده (الاتحاد السوفييتي) من الوجود وبعد انسحاب الشيوعية كمعسكر، وأيضا كأيدولوجية من الميدانتكرس انفراد الغرب (قيادة العالم) فـ "الاستقلال السياسي والثقافي والأيدولوجي الذي كانت تمارسه بعض بلدان العالم الثالث، بما فيها بلدان عربية"( ). وانهيار نظام القطبية الثنائية وتعاظم دور الولايات المتحدة التي تربعت على عرش قيادة النظام العالمي الجديد"( ).
2- حرب الخليج الثانية: (1990-1991):
إن حرب الخليج الثانية بين العراق من جهة والحلفاء (38 دولة) بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى قد كانت تحولا في تكنولوجيا الحرب، وقد وصفت بحرب الإعلام"Media war" وقد لعب الإعلامدورا قبل الأزمة وبعدها في محاولات للفت نظر العالم إلى احتمال بروز قوة جديدة في الشرق الأوسط، كل ذلك في سبيل تهيئة الرأي العام لمساندة وتأييد الحرب ضد العراق. إن دور وسائل الإعلامفي تكوين الرأي العام وتشكيل صورة ذهنية كبيرة ومقدرة( ). وبعد زوال الخصم التقليدي للولايات المتحدة، الاتحاد السوفييتي وتفكك منظومة الدول السائرة في سياسته (يوغسلافيا، رومانيا وبقايا دول المنظومة وتفتيت يوغسلافيا إلى دوليات متناحرة).
أدى ذلك - بعد أن وجدت الإدارة الأمريكية أن "الإعلامبالنيابة" مثل (الحرب بالنيابة)- إلى نمط جديد وإطار خاص، يتقدم نحو ساعة الواقع ليحمل وجهة النظر الرسمية الأمريكية، ويعلن أن مرحلة اختيار الموقف الأمريكي الرسمي وبشكل خاص في المنطقة العربية، قد انتهت لتحل محلها مرحلة جديدة تتسم بظهور النيات والموقف على السطح مباشرة، دون تزويق أو مواربة، وهي منسجمة مع تداعيات ثنائية القوة والثروة التي اتسمت بها المرحلة الأمريكية الجديدة وتحديدا بعد عام 1990، والتي تقول أن الولايات المتحدة الأمريكية مضت قادرة على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم لمواجهة تحديات القوى المعادية للسياسة الأمريكية.
وفي تلك الفترة انطلقت مفاهيم سياسية – إعلامية من الساسة والكتاب المقربين من البيت الأبيض، مثل "النظام العالمي الجديد" وصراع الحضارات، العولمة( ).
3- أحداث الحادي عشر من أيلول:
إن أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 وما تلاها من أحداث أظهر جليا خطورة زيف المعلومات وتأثيرها السلبي على الرأي العام إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي استهدفت مواقع أمريكية، وقد أدى ذلك إلى تأليب الرأي العام الأمريكي خاصة والغربي عامة ضد العرب والمسلمين، كما كان سببا مباشرا في قيام عمليات عسكرية أمريكية بريطانية ضد دولة أفغانستان وحكومة طالبان المتهمة بإيواء العناصر السياسية المشتبه بها في قضية تلك التفجيرات( ). إن الإعلاموالصحافة الغربية قد أدت دورا كبيرا وأساسيا في سياق تكوين هذا الرأي وفي تشكيل الصور الذهنية السالبة عن العرب والمسلمين وفي واقع الأمر فإن وسائل الإعلاممن العوامل الرئيسية التي تساهم في تكوين الرأي العام والصورة خاصة في هذا العصر الحديث( ).
لقد كشفت أحداث 11 أيلول/ سبتمبر عن مدى هيمنة القوى الحكومة الأمريكية الفاعلة على وسائل الإعلام( ). وقد ظهر على السطح مصطلح جديد هو الحرب على الإرهاب. .................يتبع القسم الثاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختتام مناورات الأسد الإفريقي بسيناريو افتراضي استخدمت فيه م


.. بعد ضربات أمريكية على اليمن.. يمني يعبر عن دعمه لفلسطين




.. فرق الإنقاذ تنتشل جثمانين لمقاومين استشهدوا في جباليا


.. واشنطن: بلينكن دعا نظراءه في السعودية وتركيا والأردن للضغط ع




.. فرق الإسعاف تنتشل جثامين مقاتلين فوق سطح منزل بمخيم جباليا