الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحياء الأموات

مروة المظفر

2014 / 2 / 11
العلاقات الجنسية والاسرية


قبل عدة سنوات عندما كنت أصغر عمرا وأقل خبرة في الحياة كنت ربما أصدق القصص التي تتحدث عن الرومانسية والحب الكبير الذي اقرب ما يكون الى الخيال منه الى واقعنا الممل والمستفز..
لكني اليوم تغيرت ولا أستطيع تصديق أن هناك رجلا يشبه الرجال الموجودين في القصص والأفلام الأبيض والأسود التي نشاهدها أو يتصرف برقي مع زوجته ..ليس الرجل فقط أيضا هناك قصص تخص النساء ليست واقعية ..
لو عرف الرجل والمرأة أن الكلمة الجميلة تسرق القلوب وتخطف العقول وتجعل الإنسان يتمنى الموت من أجل من يحب بسبب كلمة رقيقة داعبت مسامعه ولمسة حانية جعلته يكون أسيرا مدى الحياة لهذا الشخص لأصبحت الحياة فعلا بمبي كما تقول السندريلا..ولكن لا وجود لهؤلاء البشر ..ولا أجد إثنين حبيبين كانا أو زوجين يمتلك كلاهما هذه الأخلاق أو هذه الصفات والطباع..وحتى إن وجدت هذه الطباع الجميلة عند الزوجة لا توجد عند زوجها حيث سيَعتبر هذا الأمر ضعفا منها وليس حبا وإحتراما فيستغلها ويتمادى بمعاملته القاسية معها..والعكس صحيح..إن وجد هذا الأمر عند الزوج تستغله الزوجة أبشع إستغلال ولا تحترم وجوده ولا تحسب له حسابا على الإطلاق بينما كان الأجدر بها أن تضعه تاجا على رأسها وتتباهى به أمام الجميع.
لذا تجد أن أي إثنين يقبلان على الزواج ينتابهما الحيرة ..ماذا سيفعلان ؟ كيف يعاملان بعضهما ؟ هل يبينان لبعض مدى حبهما وشغفهما ببعض ؟ أم يتجاهل أحدهما الآخر لكي لا يكون الحب نقطة ضعف ؟..
ويبدأ الخوف ينتاب كل واحد منهما ناهيك عن النصائح الخبيثة من بقية الرجال والنساء.. على سبيل المثال لا الحصر إحذري أن ترخي له الحبل..لا تنفذ كل ما تطلبه منك..حاول ان تكون حازما قاسيا ..حاولي أن تكوني لا مبالية ..لا تظهري حبك له لانه سيتمادى..ويكون الزواج أشبه بحرب خفية مع النفس كل واحد منهما يعدم مشاعره ويقتلها واضعا سدا منيعا ليحمي نفسه وكرامته كما يعتقد.
أنا لا أريد أن أكون متشائمة..هناك نوادر في هذا الموضوع ولكن بنسب ضئيلة جدا وهذا ما تثبته حالات الطلاق الكثيرة في مجتمعنا العربي عامة والعراقي خاصة..ولو أجرينا بحثا سنجد حالات زواج كثيرة مستمرة فقط من أجل الأطفال أو خوفا من لقب مطلقة ونظرة المجتمع الضيقة للمطلقات..
ربما سيقول البعض أني أبالغ ..ولكن هذه حقيقة علينا أن نواجهها لنجد حلا سريعا لباقي البيوت التعيسة التي نسمع أنين مشاعر أصحابها المكبوتة بسبب معتقدات بالية وخوف من مشاعر جميلة لو حاول أصحابها فك قيدها لأنطلقت ونشرت الحب والحياة في قلوب أصحاب تلك البيوت الذين يعتقدون أنهم أحياء ولكنهم في الحقيقة أموات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اختطفها وحاول اغتصابها.. حادثة تحرش جديدة في -أوبر- تغضب الم


.. امرأة أميركية تقاضي أسترازينكا: اللقاح جعلني معاقة بشكل كامل




.. احتفالية يوم اللغة في منبج


.. احتفالية يوم اللغة في الحسكة




.. ورشة عمل إقليمية تؤكد على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة في الشأن