الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبعاد التفوق التكنولوجي الأمريكي

ماجدة تامر

2005 / 6 / 26
الارهاب, الحرب والسلام


إذا كان الاستراتيجيون الأمريكيون قد حققوا تفوقاً عسكرياً لا مثيل له، فإن ذلك لم يجعلهم يوقفون تقدمهم التكنولوجي.
فما يزال الاستمرار في الأبحاث التكنولوجية المتطورة، نهجاً ثابتاً لتطوير الأسلحة الأمريكية المتنوعة التي تشهرها بوجه العالم.
لقد أشار "رومي ستا فورد" المدرس في جامعة تابعة للبنتاغون، إلى أن حرب النجوم في عهد "ريغان" كان لها هدفان أساسيان، أولهما حماية الأراضي الأمريكية ثم إركاع الاتحاد السوفيتي مادياً.
وكان يقصد بذلك آنذاك جعل "غورباتشوف" يكشف عجزه عن تحمل مثل هذه التكاليف الباهظة التي تتحملها الولايات المتحدة، وكانت النتيجة أن حققت الإدارة الأمريكية آنذاك الهدفين السياسي والتكنولوجي معا .
وقد تغيرت الأمور كثيراً منذ ذلك الوقت، فإذا كانت الضغوط من أجل تحديث الأسلحة والقواعد العسكرية قد ازدادت منذ أحداث الحادي عشر من أيلول، فإن ضرورة الاحتفاظ بالتقدم التكنولوجي على العالم أصبح له الأولوية دوماً.
وفي هذا المجال، فإن الولايات المتحدة تنفق أكثر من حلفائها كافة من أجل استخدام أفضل التكنولوجيات، بحيث تبقى السباقة فيما يتعلق باتخاذ القرارات وتوجيه الأهداف والضربات في الوقت والمكان المناسبين.
ففي فيتنام تورط الأمريكيون في حرب كلفتهم الكثير من الأموال والضحايا، ولكن الحال كانت عكس ذلك في حرب الخليج الثانية وأفغانستان واليوم في العراق ، فإن خسائرهم قليلة مقارنة بحرب فيتنام .
إن الولايات المتحدة لا يمكنها التخلي عن التقدم التكنولوجي لتبني أفضل الأبحاث والحلول السريعة الواجب إدخالها إلى ساحة المعركة.
والأمر هنا يختلف عن أوروبا، حيث مازالت فيها الإمكانيات محدودة والأساليب قديمة مقارنة بالولايات المتحدة.
إن هذه السياسة لا تخلو في الواقع من طرح بعض المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين كتلك العمليات المشتركة بين القوات الأمريكية والأوروبية.
فالإمكانيات العملياتية المشتركة بين القوات الأمريكية وقوات أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي هي إحدى التحديات الكبيرة للقرن الحالي .
ووفق ما يقوله: "ستا فورد" الذي كان يشغل أيضاً منصب الأمين العام المساعد للدفاع في عهد الرئيس الأمريكي "رونالد ريغان" فإن المسؤولين في البنتاغون، وبغية تحقيق هذه الإمكانيات العملياتية المشتركة بين الولايات المتحدة وأوروبا، قد أدركوا أنه لابد من حل مشكلة انتقال وتحويل التقنيات التكنولوجية الحديثة إلى الحلفاء الأوروبيين.
لقد أشار "فرا نسوا غاييه" مدير شركة "تومسون" الفرنسية للصواريخ والقذائف في حديث مسهب إلى وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن قوله: "إن العمليات الحربية الخارجية في المستقبل ستكون مختلفة عن مثيلاتها، فبدلاً من التعاون مع أعلى مستويات القيادة العامة، أصبح من الضروري إشراك مجموعات الوحدات العسكرية لمختلف الدول الحليفة بشكل أكثر تضامناً"، ويضيف قائلاً: "المشكلة لا تنحصر بالفارق التكنولوجي بين الولايات المتحدة وأوروبا فقط، وإنما بالافتقار إلى إيجاد قواسم مشتركة بين مختلف هذه الدول على شواطئ الأطلسي، إذاً المسألة ليست عسكرية فقط إنما سياسية أيضاً".
والذهاب أبعد من ذلك فإن الدبلوماسية المشار إليها يستشف منها بأن الاستراتيجية الأمريكية التي تدعو إلى الاحتفاظ المطلق بالتقدم التكنولوجي تخبئ بين جوانحها الرغبة بالتفوق والسيطرة على حلفائها.
ويشير أحد الدبلوماسيين الأوروبيين، بأن الولايات المتحدة تعترف بالمظهر السلبي الذي يأخذه تفوقها في قلب منظمة حلف شمال الأطلسي.
ولكن عندما يدعو البنتاغون إلى ضرورة إيجاد عمليات مشتركة متكاملة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، فإن ذلك يتطلب شراء العتاد الأمريكي وإمكانية تسويقه، ووضع الشروط اللازمة لنقل هذه التكنولوجيا أو جزء منها خارج منظمة الناتو.
والحرص على مراعاة القوانين المتعلقة بسلامة وأمن هذه التقنية بالنسبة للجميع، ذلك أن واشنطن تدرك جيداً أن أوروبا هي السوق المثالية الأكثر أماناً واستقراراً من غيره.
أما مبادرة الدفاع الاستراتيجي IDS، فكان قد أعلن عنها "رونالد ريغان" في شهر آذار عام 1983، بحجة حماية شمال القارة الأمريكية من هجوم نووي محتمل - على حد زعمه- ويهدف المشروع الدفاعي هذا والذي يسمى "حرب النجوم" إلى إقامة درع فضائي مضاد وذلك بوضع مركبات فضائية على مدارات متعددة في الفضاء تحمل أشعة ليزر المدمرة للصواريخ ومضادات الصواريخ، ولقد رصد لذلك أكثر من 32 مليار دولار لمدة عشر سنوات، وفي الواقع إن هذا المشروع كان يهدف إلى إنهاك الاتحاد السوفييتي وإدخاله في سباق مالي وتكنولوجي محموم، وبالرغم من الشك الذي كان يسود أوروبا آنئذ فقد تبين فيما بعد أن هذا المشروع قد لعب دوراً رئيسياً في انهيار الاتحاد السوفييتي السابق.
فهل تحقق المشاريع العملاقة التي تقوم بها اليوم الولايات المتحدة دوراً رئيسياً في إنهاك حلفائها الأوروبيين كما فعلت في السابق مع السوفييت؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة