الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هذه الحياة (4).. ذاك الثوب الأبيض

امال طعمه

2014 / 2 / 12
الادب والفن


انظري إلى هذا الثوب إنه جميل جدا هل أقيسه ؟هكذا سألتها صديقتها.
لم تجد بتول أن الثوب كان جميلا ولكنها ابتسمت وقالت لصديقتها :نعم ،جربيه!
ذهبت صديقتها لقياسه في غرفة القياس أما هي فراحت تتفرج على الأثواب المعلقة ، وكلها بيضاء!
فكرت متى سألبس أنا الثوب الابيض؟ أليس هذا حلم كل فتاة في هذا الشرق؟

ظنت أنها اقتربت من لبس ذاك الثوب! لكن الواقع كان مخالفا لأمالها فمن ظنت أنه العريس المناسب لم يتقدم لخطبتها رغم اعترافه لها بأنها قد أعجبته!
كان ذاك العريس المنتظر رامي ، قابلته قبل عدة أشهر عند زميلتها في العمل وبعدها كانت لقاءات اخرى، ورغم تفاهمهما لم يحصل النصيب! فقد آثر هو الرجل الاربعيني العمر العودة إلى زوجته الصغيرة التي طلقها بناء على رغبتها هي، كما اتضح لاحقا ،وليس لإقتناعه بضرورة الإنفصال من ناحيته!
بعض أولاد الحلال عملوا على لم الشمل مرة أخرى وكان قرار الرجوع سريعا من طرفه !
أخبرتها زميلتها بالعمل بذلك - التي كانت سبب تعارفهما - وهي محرجة جدا من ما حدث!

بتول ..بتول..
نادت عليها صديقتها لمعرفة رأيها بالثوب ،الثوب الأبيض فهي ستتزوج قريبا ،قريبا جدا!
سألتها صديقتها :ما رأيك؟ أظنه ضيق قليلا.
كيف ستخبرها أن الثوب لم يكن مناسبا اطلاقا لها هي ذات القوام الممتلئ، وليس فقط ضيق قليلا!
فقالت لها: أعتقد بأن عليك قياس ثوب أخر، لعله يكون أجمل عليك!

لم تعرفها منذ زمن طويل تعرفت عليها قبل سنتين في إحدى الورشات التدريبية التي تنظمها مرارا الدائرة التي تعمل بها ولا يستفيد منها أحد حقا ! شعرت بتقارب معها بشخصيتها وبأفكارها و أعمارهما متقاربة ،والأهم أنها ايضا غير متزوجة، فكل صديقاتها من أيام الدراسة قد تزوجن ،وأصبح لديهن اهتمامات أخرى!

قالت لها صديقتها وهي تفتش بين الأثواب الناصعة البياض على ثوب مناسب لها : انظري بتول هذا الثوب أظنه مناسب لك!
ضحكت بتول وقالت: حسنا ،موافقة على شرط أن تجدي لي العريس!
أنا أسفة، لم اقصد شيئا تعرفين ، لكن حقا هذا الثوب يبدو كأنه صنع لك، لا أدري لم لا تجربيه؟
صرخت بتول مستغربة :لمَ أحتاج أن أقيس الأن ثوب زفاف !
فال خير!هكذا قالت صديقتها الطيبة.

ابتعدت عنها بتول وتذكرت أحد المسلسلات المصرية حيث البطلة عاهدت نفسها أن لا تتزوج لكنها كانت تذهب الى محلات بيع أثواب الزفاف البيضاء! وتجرب أحد الأثواب وتتصور وهي تلبسها وكأنها حقا عروس!
فهل تفعل مثلها؟ كانت الفكرة تراودها و قد أغراها الثوب التي أشارت اليه صديقتها بأنه قد صنع لها خصيصا! كان حقا ثوبا جميلا ! فهل تقيسه؟
طردت الفكرة من دماغها وعادت إلى صديقتها تساعدها في اختيار الثوب المناسب!

جربت صديقتها عدة أثواب ولم يعجبها واحد منها!
انتهى البحث عن الثوب المنشود بأن قررت صديقتها الذهاب الى محل اخر ،في يوم اخر..
قرار الإختيار صعب، ستلبس هذا الثوب بضع ساعات في يوم واحد فقط ولكن هذا اليوم سينطبع في ذاكرتها الى الأبد!

ودعت بتول صديقتها، وتوجهت نحو سيارتها التي أوقفتها في مكان بعيد نظرا للإزدحام الشديد ،فاضطرت أن تمشي مسافة طويلة لتصل إلى المحل، في طريق عودتها إلى سيارتها شاهدت بعض الباعة الذين ينشرون بضائعهم على الرصيف ويعطلون المارة! كانت احدى البسطات موضوع عليها كتب قديمة استغربت أن يكون هنالك مثل هذه البسطة في مثل هذا المكان،وفكرت هل أحد يهتم بالقراءة هذي الأيام والأكثر من ذلك أن يقرأ كتب مستعملة!
ترى ما الذي تحويه تلك البسطة!

فتشت بين الكتب الموضوعة بشكل مبعثر على البسطة ، هنالك كتب متنوعة ،كتب طبخ ،كتب باللغة الانكليزية ،كتب تعلم الالمانية والفرنسية وكتب جنسية فقط!
لكنها عثرت ايضا على روايات رومانسية كانت تقرأها وهي مراهقة!

يالله كم أحست بحنين إلى الماضي وهي تراها أمامها ،معظم الروايات الموضوعة كانت قد قرأتها ، راحت تقلبها كلها ،كأنها بذلك تعيد أيام مضت لم تعرف حلاوتها إلا الأن! أيام كانت لديها تصورات أخرى لحياتها كيف ستكون !
نظرات صاحب البسطة تسلطت عليها باستغراب وفضول ، لعله قال في نفسه امرأة في مثل سني ستشتري روايات للمراهقات!

أرجعت (سفطة) الروايات إلى مكانها، وقعت إحداها منها على الأرض، انحنت لتلتقطها، قرأت عنوانها ثم رمتها سريعا بغير اكتراث على البسطة، وتوجهت وهي تمشي بسرعة صوب سيارتها،
كانت الرواية بعنوان الثوب الأبيض!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟