الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الإيرانية بعد 35 عاماً

راغب الركابي

2014 / 2 / 12
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


تتفاوت النظرة العربية تجاه ثورة إيران وتتفاوت في مالها وفيماعليها ، ولهذا فكثيراً مايطرح علينا هذا السؤال : ما هو الموقف من إيران ومن ثورتها ؟ ، وكنا نجيب دوما وبصراحة ان موقفنا من الثورة الإيرانية مرهون بمواقفها من قضايانا المصيرية ، وبإلتزاماتها الدولية والأخلاقية وهنا نشير ولا نريد ان نخرج قليلاً من دائرة التعميم لأننا نعني في ذلك الموقف من قضايانا الوطنية ، وكم هو مؤسف أن يُثار حول إيران مواقف متشجنة مدفوعة في غالبها من حس طائفي بغيض أو بتأثير من الآخر نفسياً وإعلامياً ، ولقد لمست لمس اليد هذه المواقف من أناس لا يحملون صفة مسؤولة لكنما الإعلام وتراكم الضخ الطائفي جعلهم يميلون مع كل كلام ضد إيران ، ورأيت ذلك إيضاً من جهات مسؤولة ونافذة في حكومات عربية وأسلامية معينة ، ولهذا أُشدد هنا على الواقعية السياسية في التعاطي مع إيران أعني طرح ما هو مزاجي أو غير مسؤول ، وذلك لمشتركات تربطنا معها جغرافية وتاريخية وإجتماعية وثقافية ودينية وسياسية ، هذه المشتركات تجعلنا ميالين للبحث عن الإيجابيات وعدم التركيز على السلبيات ، خاصةً في ظل المتغير الذي نشاهده في ساحة إيران الإجتماعية والسياسية والثقافية وهذا الإنفتاح مع العالم وهذا التحول المرصود في لغة الخطاب السياسي والإعلامي ، ولذلك فنحن أولى بأن يكون لنا معها عمل وحوار وتبادل مصالح ، وهي تبطئ الخطى والسير بإتجاه تصدير مفاهيم الثورة كما كان يعمد إليه في السابق ، وهذا يعني إنها بدأت تلتفت لمشكلاتها الداخلية وتعزز مفهوم قيمها الوطنية ، وهذا التوجه من قادتها يسمح لنا بإعادة النظر وتخفيف حدة التوتر ، بل ومد الجسور فالمنافع المتبادلة كبيرة وقد نوه إلى ذلك الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي وهو أعلم بحال المنطقة من كثير ممن يحاولون تعكير صفو الحياة بيننا وبينهم ، ومن هنا لا بد من التذكير بدور القوى المتطرفة في المنطقة والتي تضرب في لغتها على خطاب طائفي يباعد ولا يقرب والإنصات إليه وتعميمه جزء من حركة فعل لمفلسين سياسين ، ولهذا أجد إن السنوات الماضية علمتنا جميعاً خطأ التفكير بمحو الآخر وإزالته أو التآمر عليه ، بل ونجد في لحظتنا ان الممكن يتطلب منا طي صفحة التآمر والإنفتاح عملاً بمبدأ حركة السوق وحركة الواقع في ظل الفضاءات المفتوحة ، وإيران كما أعرفها دولة زاخرة بمواهب وإمكانيات يمكننا معاً تسخيرها في خدمة الجميع لا التفكير تجاهها بطريقة قبلية بدائية ، ولا مجال لمن يشحذ همم الجاهلية والمناداة الذبيانية فعالم اليوم عالم المصالح والمنافع المتبادلة ، وليس عالم التراث والتاريخ والأحقيات المزعومة ، حتى إنني أجد إن في إيران قد تراخى عندها الطلب على مفهوم وحاكمية ولاية الفقيه بغض النظر عن التقديم الإعلامي وهنا أشير إلى رأي الشعب .
ونحن بلاد العُرب فيها مشكلات سياسية وإجتماعية وإقتصادية جمة ، ولنا مصلحة وبعض حاجة عند جارتنا إيران ولا ضير إن مددنا اليد للتعاون في مجال الإستقرار والإستقلال والحرية والعدالة والسلام ، وشعب سوريا مثلاً بحاجة لنكون معه واضحين غير منحازين أو متحزبين أو طائفيين ، نراعي مصالحه ومعاناته وألمه وتشرده وخوفه وتهديم بيوته ، وهو يرجوا أن نجد له حلاً يكون فيه الكل راضوان خاصة وجراحة غدت عظيمة إقتصاديا وسياسياً وإجتماعياً وثقافياً ، وإيران يمكنها ان تدعم وتساهم في هذا الحل وهذه التسوية ، هذه هي الحقيقة أما التجاوز عليها ونكران دورها وتهميشه قلة وعي سياسي ومشاركة في إدامة المعانات وأنا ناصح هنا ومُنبه ومُشير ، وكذا أجد ذلك في دورها في العراق الجار الملتصق بها بعقيدة وفكر وسياسة ، ولا يمكن فك الإرتباط إلاّ بمحو شيعة العراق من الوجود وهذا غير ممكن ، لا في التصور ولا في التخيل ولا في الأحلام ، من هنا أقول ودرءاً لكل تلك المخاطر هو بضرورة الإنفتاح والحوار مع إيران الثورة الحالية ، والإيمان بالقواسم المشتركة معها وفي صيغ الحاضر والماضي والمستقبل ، وهي قواسم مصير مشترك لا يمكن القفز عليها بناءاً على مزاج أو رغبة ، ولندع شأن حكمها لها ولشعبها ما يهمنا هو العمل وفق المصالح في منفعة قضايانا وإستقرار حال دولنا وشعوبنا ، وهذه الفزاعة التي يطبل لها إعلام مشبوه ليس من أخلاقنا ولا من حسن الجوار الذي دُعينا له .
ان الخطوات الاولى في سبيل دعم هذا التوجه الجديد مع الجارة إيران هو بالتمرد على كل نفوذ هدام يحاول التفريق بيننا معها بناءاً على المذهبية والطائفية ، يأتي هذا من خلال العمل المسؤول والقائم على مبدأ ازالة الحواجز والحدود النفسية والإعلامية التي فرضت علينا ، وإن الخطوة الاولى التي نرآها ملائمة في هذا المجال هي بفسح الطريق أمام القوى النزيهة لتكون شريكاً في صناعة القرار السياسي ويكون هذا بتحطيم العوائق التي تقف في وجه التقارب الذي ننشده في هذه المرحلة ، ونحن لا نستطيع ان نتصور البلاد العربية مستقرة من غير علاقة حسن جوار مع إيران في هذه المرحلة من تاريخ البلاد العربية ، ونحن واثقون ان الحكومة في العراق تعي هذه الحقيقة ولذلك تمد اليد لإيران ليس بدافع طائفي كما يروج لذلك إعلام السوء ، بل من إيمان بحقيقة الوجود المشترك والمصير المشترك ، وحكومة العراق في علاقتها بإيران تنطلق بإعتبارها ممثلة لشعب أو نائبة عنه وهذه الصفة الشعبية هي من يهب لها الحق في ذلك ، وإنني أجد إن حاكم دبي بما يمتلك من حكمة ودراية يسير في هذا الخط لأنه يعي تماماً معنى أن يكون إيجابياً ومصمماً على البناء والإستقرار ، ولهذا أدعوا دول الخليج ان تحذو حذوه وكذا أشير إلى العزيزة مصر بعد تحولها عن ثياب الرجعية الأخوانية لتوطد العلاقة مع إيران خدمة للصالح العام ، ونحن مؤمنون بان الخير والعدل يحتاج لعمل وتضحيات وجهد ونكران ذات ، وإيران الثورة الحالية هي خير لنا من لبوسات الأخرين من طائفيين ورجعيين وقطاع طرق من عابثين وفاشلين وإرهابيين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يحذر من خطر صعود اليمين المتطرف على فرنسا والاتحاد ال


.. أسباب دعم الشباب لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا وهولندا




.. شاهد: احتجاجات أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل ضد تقدم ا


.. فرنسا: مظاهرات في باريس تنديدا بفوز اليمين المتطرف في الانتخ




.. اليمين المتطرف يحدث اختراقا غير مسبوق في الانتخابات البرلمان