الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب السوري غائب عن مؤتمر جنيف 2

حسام محمد يونس

2014 / 2 / 13
حقوق الانسان


ساهم كل من الاتفاق الروسي الأمريكي حول التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية بعد جهود دبلوماسية استمرت لأسابيع ، و اتفاق جنيف الابتدائي الخاص بالبرنامج النووي الإيراني بين إيران و الولايات المتحدة في العام الماضي ، في تذليل العقبات و الصعوبات أما الفرقاء السوريين من أجل مؤتمر جنيف 2 لتنفيذ بيان مؤتمر جنيف 1 الذي عقد في 30 يونيو 2012 لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا من خلال الجمع بين الحكومة السورية والمعارضة السورية لإقامة حكومة انتقالية في سوريا مع صلاحيات تنفيذية كاملة تسهم في بناء جمهورية سورية جديدة .
فمن الواضح أن فكرة عقد هذا المؤتمر قد جاءت نتيجة لتوافق دولي بين القوى الكبرى و بعض القوى الإقليمية الهامة في المنطقة، وعلى الرغم من أنه يهدف إلى إنهاء المعاناة بكافة صورها وأشكالها للشعب السوري الذي وصفت معاناته من قبل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين بأنها كارثة إنسانية مشينة مع ما يواكبها من معاناة وعمليات تهجير لا مثيل لها في التاريخ الحديث ، في ضوء الانحدار والتدهور السريعين نحو حرب أهلية وطائفية ومذهبية لا تهدأ أبداً بالوكالة عن أطراف إقليمة ، في وسط هذه المعاناة ، إلا أن هذا الشعب السوري يبدو في المؤتمر وكأنه غائباً كلياً فيه من جميع الأطراف . لعدة اعتبارات ومنها فبغض النظر عن التشبيك و التعقيد بين مصالح الأطراف الدولية و الإقليمية مع طرفي الصراع في سوريا، ومع الاختلاف الجذري بينهما فإن هذا المؤتمر يعقد بدون جدول أعمال واضح للجلسات الجارية فيه ، وبدون ترتيب للأولويات التي يجب على المشاركين مناقشتها والاتفاق عليها، من أجل الوصول إلى نقاط محددة تؤدي تحقيق أهداف المؤتمر ذاته .
ومسألة الشرعية حول من يمثل الشعب السوري ومن لديه الحق في الدفاع عنه والحديث عن حقوقه ومطالبه ، خاصة إذا علمنا أن كلا الطرفين فاقد للشرعية أصلاً . فبالنسبة لحكومة نظام بشار الأسد فاقد للشرعية الانتخابية إلى جانب ما قام به هذا النظام من قتل وتشريد واعتقالات واغتصاب وقصف بالطائرات والدبابات والصواريخ ومحاصرة المدن السورية إلى جانب دوره في الاستقطاب الطائفي في المجتمع السوري. وحتى على الجانب الآخر بالنسبة الائتلاف الوطني السوري المعارض المقيم في تركيا فمن خوله أيضاً بالحديث عن السوريين ، فإنه لم ينل سوى قبولاً من بعض الدول و الاعتراف به كبديل عن نظام بشار الأسد ، التي ترتبط مصالحها بزوال نظام بشار الأسد .
وثالث هذه الاعتبارات حتى إن كتب لهذا المؤتمر بالنجاح فما هي الآليات السياسية التي سيتم من خلالها تنفيذ القرارات و التوصيات الصادرة عنه المتعلقة بخصوص المرحلة الانتقالية ، في ضوء التشتت و التشرذم بين الفصائل المعارضة المسلحة ، أي هل من الممكن تطبيق هذه القرارات على المناطق التي تسيطر عليها جماعات إرهابية وإجرامية لا توجد لها غاية سوى القتل والدمار والخراب كداعش وأخواتها مثلاً ، وكذلك من ناحية آلات المراقبة على هذا التنفيذ .
لا شك إن كان الطرفان حريصين كل الحرص على مستقبل الشعب السوري ومستقبل سوريا الغالية علينا جميعاً ، فإن غياب هذا الشعب لا معنى له سوى غياب المطالب التي تنهي من عذابات السوريين وآلامهم ، وإنما الحديث عن تقسيم الكعكة بالنظر إلى مصالح الطرفين الشخصية ومصالح القوى الدولية و الاقليمية التي تدعمهما. فلا يتبقى في هذا الأمر سوى أن هذا المؤتمر سيضع اللبنة الأولى في موضوع تقسيم سوريا بين كلا الطرفين بتوافق محلي وإقليمي ودولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لميس:رغم اختلافنا مع بعض مضمون قرار الجنائية الدولية لكنه و


.. اتهامات للاتحاد الأوروبي بتمويل اعتقال المهاجرين وتركهم وسط




.. مدعي الجنائية الدولية يتعرض لتهديدات بعد مذكرة الاعتقال بحق


.. مأساة نازح فقد فكه في الحرب.. ولاجئون يبرعون في الكوميديا بأ




.. صلاحيات ودور المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي جرائم ا