الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-طاسة الرعبة- آيات قدسية ... وحضنُ أمي

ابراهيم زهوري

2014 / 2 / 14
الادب والفن


مِن شر تعبي نائماً كنتُ في وهاد ليلي ونافذة غرفتنا الجديدة عنوان الشرف المهدور لأصوات تتلاطم كموج البحر لا تهدأ ومن كثرتها تغلي وتفور, وثرثرة الجيران في الغرف المغلقة جوار فيض إبحار المراكب المسافرة وما أحوجني صيفاً للفوز في رحلة غرائب لا زورد الأحلام اللامحدودة , فقد صار لنا أربعة غرف إضافة لغرفة المهجع رقم 52 " البراكس " BARRACKS التي تجتمع العائلة فيها لما تحمله من ذكريات قديمة رغم تجديدها وتوسعتها عدة مرات إيذاناً لمهد إقامتنا في هذا المخيم الذي يعتبر التجمع الفلسطيني الأبعد عن ملاعب طفولة أمي وأبي , فجأة ودون سابق إنذار أيقظني أخي الكبير وحملني بين يديه كريشةٍ في مهب ريح وسار بي مهرولاً إلى الغرفة عابراً فسحة دارنا الكبيرة حيث مكان وجود جهاز التلفاز وأنا بين كسل استغراقي في النوم وهدهدة أراجيح حدائق اليقظة إشتباك خيوط بيضاء واهية أهتَّزُ ووجهي إلى سديم الليل لا أرى غير بريق النجوم يتلألأ , يفيض مثل انتشار ضوء المشاعل في مسيرة احتفال يوم الأرض من كل عام .
وأخي هذا هو نفسه كان قبل أيام معدودة عندما كنت أَهِّمُ في الخروج مساء لأشتري مبراة لقلمي المكسور قد تسبب لي بنوبة رعب حقيقية أصابتني بعارض شلل مؤقت مشفوعة بفزع عويل لا يرحم عندما هَمْهَمَ لي كالغريب من خلف جدار يتلفع بغموض العتمة يسألُ عن كسرة خبز كشبحٍ مطروداً مطارد من نعمة الإِستقرار حسبته حينها جنية غول تترقبني تبتغي افتراسي بلحمي وشحمي رغم نحافتي وأنها سوف تملأَ شدقيها المطّرزين بالأسنان الحادة عبر إلتهامي هكذا دفعةً واحدة :
- هيا استيقظ ... هيا , يُعْرََض الآن على الشاشة " المطاردة " المسلسل الأمريكي الذي تحب متابعته قال ذلك مبتسماً وكأنه بذلك يعتذر عما يخاله إزعاج قبيل منتصف الليل .
نعم كنت في صغري من المعجبين بالمسلسلات الأجنبية وخاصة البوليسية منها وعلى ما أذكر حينها مسلسل " فرقة موت " وبطله الزنجي الأسود و " كولومبو " بشخصية المفتش المحقق صاحب المعطف الطويل والقبعة المعهودة صيفاً وشتاءً , وهو القادر على حل أصعب الألغاز وأعقدها ببرودة أعصاب وإعمال العقل رغم كثرة أسئلته وسيجارته المألوفة بين شفتيه كلسان الإلهام الخارق الذي يكشف كُنْه الأسرار القاتلة , وكان أهم ما يأسرني هو بقعة ضوء لا تنفك من انبعاثها ولا تتعب من تنقلها في أرجاء موقع مكان حدوث الجريمة , تصدر عن مصباح البطارية اليدوي رغم هيمنة ضباب الظلام الكثيف في مسلسل " سينما الغموض " .
هكذا كنت أنسج بالترقب فصول حكايتي من كل أسبوع أحمل معها شِباك كل الألغاز المثيرة في حقيبتي ليستقبلني صباح اليوم التالي متأخراً عن ميعاد مدرستي غضب عصا الأستاذ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا


.. المخرج عادل عوض يكشف فى حوار خاص أسرار والده الفنان محمد عوض




.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-