الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعيدوا لصاحبة الجلالة هيبتها وألبسوها تاجها

عبدالرزاق أحمد صالح

2014 / 2 / 14
الصحافة والاعلام


بسم الله الرحمن الرحيم
أعيدوا لصاحبة الجلالة هيبتها..وألبسوها تاجها .. !
عبد الرزاق أحمد صالح – كاتب وصحفي
إن للإعلام أهدافا سامية وأخلاقيات ومباديء ثابتة وقواعد شامخة لايمكن للإعلامي أن يتجاوزها أو يغفلها أو يلتف حولها ..فكما تعلمون فإن أهداف الإعلام التي يسعى إلى تحقيقها ويجتهد في إيصالها واضحة جلية ...هي التربية والتعليم والإرشاد والرقي بالمجتمع ليصل إلى مصاف المجتمعات في الدول المتقدمة.كما انه يسعى إلى تقديم البرامج الترفيهية المتزنة والمقيدة بقيود الدين والأخلاق والأعراف السائدة في مجتمعاتنا الملتزمة ..أي يجمع بين مواكبة التطور مع الحفاظ على ثوابت مجتمعاتنا الأصيلة ،كما أنه يسعى إلى نقل الخبر بكل شفافية وصدق لكي يمد جسور الثقة بينه وبين أفراد المجتمع.إن للإعلامي رسالة واضحة وثقيلة بنفس الوقت يجب عليه أن يؤديها بكل أمانة وبكل وضوح ،فهو قائد الرأي وهو المعلم الذي توكل إليه مهمة تعليم وتطوير المجتمع من خلال المصداقية والموضوعية والشجاعة في الطرح ،فينقل الخبر كما هو بلا تزييف ولاتحريف ولاتزويق ولامحاباة لأحد على حساب أحد.نحن الآن مدعوون جميعا لرأب الصدع وتطبيب الجرح والنهوض بصاحبة الجلالة والأخذ بيدها وإزالة الغبار الذي علق بوجهها ووضع التاج على رأسها ...إنها مهمتكم والله أيها الصحفيون فارفعوا راية صاحبة الجلالة –الصحافة- وتحصنوا بسلطتكم الرابعة .دافعوا عن حقوق شعبكم المسلوبة وحرياتهم المنتهكة.إنصهروا مع مجتمعكم وقفوا معه وقفة المدافع المطالب فإن الأنظار متجهة إليكم والآمال معقودة عليكم .أيها الإعلاميون بكل مسمياتكم أنتم الصفوة المختارة في مجتمعاتكم فشمروا عن سواعدكم وامسكوا أقلامكم وانشروا أوراقكم وافتحوا قريحتكم واخطوا خطواتكم الجبارة في سبيل خدمة بلدكم المبتلى بالإحتلال وأذنابه. إن بلدكم بأمس الحاجة لكم الآن أكثر من أي وقت مضى لكي تلموا شتات هذا الشعب وتوحدوا صفوفه بعدما تمزق إلى طوائف وقوميات وإلى أعراق وعنصريات وأحزاب وتكتلات ..إن رسالتكم صعبة وحملكم ثقيل وطريقكم طويل ،ولكن ثقتي بقوتكم لا حدود لها ،وبشجاعتكم لانظير لها ،وبأخلاقكم والتزامكم بمبادئكم لامثيل لها .أنتم مطالبون بالنهوض بمسؤولياتكم وتحديد أولوياتكم لتخلصوا شعبكم من الجوع والحرمان وتعيدوا له الأمن والأمان .ولاتغفلوا أن تسلطوا الضوء على كل وطني شريف خدم وطنه بأمانة وإخلاص وإظهاره بما يليق به من تشريف وتكريم..انقلوا للعالم الصورة الحقيقية للعراقيين أصحاب القول النيرة والحضارات العريقة ،الذين علموا البشرية القراءة والكتابة ...قولوا لكل من يريد أن يسمع ولمن لايريد أن يسمع أيضا بأن العراقيين قادرون على اجتياز المحن والأزمات ونبذ الفرقة وجميع الخلافات ،والتمسك بثوابتهم المشتركة .أغلقوا الأبواب وحصنوا الجدران واقطعوا الطريق على الدخلاء والطارئين ومدعي الكتابة الصحفية الذين ولجوا في هذا المجال نتيجة الظروف التي يمر بها البلد وقاموا بإصدار صحف ومجلات لا تمت للصحافة الحقيقية بصلة إستخدموها في تظليل وخداع الناس وتسميم العقول وتزييف الحقائق ..ناسين أومتناسين القاعدة الإعلامية التي تقول[إنك تستطيع أن تخدع كل الناس لبعض الوقت ،وتستطيع أن تخدع بعض الناس لكل الوقت ولكنك لاتستطيع أن تخدع كل الناس لكل الوقت] .إن للصحافة حصونا منيعة,أبوابا فولاذية لا تفتح إلا لمن تضرجت يداه بحبر الموهبة الحقيقية ..وتورمت عيناه من السهر حاملاً هموم مجتمعه ..وتصدع رأسه من إشغال فكره وإعمال ذهنه يتقلب على جنبيه..وانحنى ظهره من كثرة إنكبابه على ورقه ..وتشنجت أوصاله من ثقل الرسالة المكلف بأدائها وإيصالها بكل أمانة. تعالوا لنستل أقلامنا من أغمادها ..ونمتطي صهوات أوراقنا ..ونحمل راية الإعلام الهادف الصادق ونقف بوجه الإعلام الموجه ونقبره قبل أن يمتد أثره ويكبر شره ،ونحرر صحفنا النقية البهية من هيمنة الصحف الرخيصة ..ونعيد لصاحبة الجلالة هيبتها ،ونلبسها تاجها ،ونجلسها ،على عرشها من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت