الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رقصة المصالح في برك الدم السوري!

إدريس نعسان

2014 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


إن الأزمة السورية التي مرت بأطوار عديدة وإن بدأت بأنامل غضة وعلى وقع هتافات سلمية، سرعان ما فقد السوريون زمام التحكم بها، فتحولت إلى الإقليمية ثم إلى الدولية، لتصبح أزمة عالمية بأمتياز، وهذا ما جعل السوريون على مختلف مشاربهم و انتماءاتهم السياسية و المجتمعية، أدوات، سواءاً بصورة مباشرة أو بممارساتهم المفروضة عليهم، لتنفيذ أجندات الآخرين على حساب إراقة المزيد من دماء الأبرياء و تحطيم بنيان الدولة ومؤسساتها، وهم يدركون أن الحلول لابد أن تحمل بصماتاً من خارج الحدود ومن وراء البحار، وأن من يعتبرونه عدواً أو صديقاً لابد لنصيبه في الكعكة السورية، المغموسة بدماء الأطفال و النساء، أن يكون محفوظاً و إلا؟

فالنظام لا يمكنه الاستمرار دون الغطاء الدولي الروسي له و دون مده بالأسلحة و الإمكانيات العسكرية التي لم تنقطع طيلة ما يربو الثلاثة اعوام من عمر الازمة، وهو على قناعة تامة أن حياد إيران من حربه الشعواء على شعبه، تعني نهايته المدوية و تفكك ترسانته الطائفية كتفكك الضباب مع سطوع الشمس الدافئة، وهذا ما يدفعه إلى استخدام آخر و أصعب أرواق قوته، من ناحية لإنزال أكبر قدر ممكن من الضربات الموجعة بخصومه المعارضين مستفيداً من الأمكانيات التي تتيحها حلفاءه، و من ناحية أخرى يمارس دوره كجندي مطيع و مقاتل أخلص العهد لحماية المشروع الإيراني الذي يمثل نقطة من نقاط استمراريته في سدة الحكم في سوريا، بالتوازي مع نجاحه في إقناع الطائفة العلوية بحتمية المصير المشترك لهما، فكسب نقطة إضافية إلى رصيده، مستفيداً من الشروخ الثقافية بين مكونات خصومه و غياب ما يطمئن الآخرين في مايطرحون.

والمعارضة، إضافة إلى غياب قاعدتها الجماهيرية لأفتقاد الغالبية العظمى منها إلى جسم له تاريخ معارض، فإن دورانها في فلك مصالح الآخرين وربط برامجها برؤى و اهداف غير سورية، جعل منها معارضات مشتتة و أدوات متناقضة، يسعى كل مكون إلى فرض خصوصيته على البقية، فكان الإقصاء ورفض الآخر برنامجاً جامعاً وليس السعي إلى لملمة الجراح ورص صفوفها، على الأقل في مرحلة مقارعة النظام، لذلك تنوعت البرامج و رؤى الحل و تحولت المعارضات إلى أجزاء من رقصات المصالح السياسية و الاقتصادية لدول العالم التي لا تهمها أرقام الشهداء و لا ملايين النازحين و المهجرين، أو مقدار الدمار الذي حل بسوريا، إنما الحل ينضج عندها حين تنضح كعكتها، ليس على نار مئات الآلاف من الشهداء أو تشريد الملايين أو تدمير وطن بأكمله، وإنما الثمن ليس هذا كله، فهو في عقلية من يطرح نفسه بديلاً عن النظام، هذه العقلية التي لم تستطع استيعاب أن روسيا لا تتمسك بشيء سوى مصالحها، ومن هذه النتيجة نستخلص أن سوريا قبل كل شيء في أزمة معارضة سياسية فشلت إلى اللحظة في فك لغز الحل في بلدها!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل