الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين البيت الأبيض وقصر الشعب

لينا سعيد موللا

2014 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية



بعد منام البارحة بتبخر الأسد، جافاني النوم، فأفقت مع إطلالات الصباح، أبحث عن شيء يبقي على سكينتي ولا يعبث بهدوء تحتاجه عائلتي لتكمل نومها .

وكما هي العادة أشعلت التلفزيون عفوياً، وبدأت أقلب بين الأقنية، وتوقف عند قناة الحرة، التي كانت تنقل برنامجاً عن مسيرة أوباما وزوجته ميشيل، وكيف تدرجوا في حياتهم الزوجية، والمراحل الصعبة التي مرو بها التي زادتهما تماسكاً وصلابة عبر تضحيات كل طرف للآخر وهي كانت سخية.

ما توقفت عنده أن باراك أوبوما رشح نفسه للكونغرس في عام 1996، واستدان مبلغ 60 ألف دولار، لكنه خسر وتعرض لضائقة مالية صعبة، لكنه لم ييأس، فهو عاود المحاولة للترشح لمجلس الشيوخ وفاز، لكنه اختار منزلاً متواضعاً جداً للاقامة لدرجة أن زوجته رفضت المبيت فيه ولو لليلة واحدة .

باراك أوباما كان إنساناً قنوعاً وعفوياً، وأظهر البرنامج الزوجين أوباما بطريقة هوليودية، لكنها ممتعة، ففي مقابلة جمعتهما مع أحد الأقنية الشهيرة، تحدثا سوية عن حجم المصاعب في أن يكون الزوج يعمل في المجال السياسي، وتأثير ذلك على واجبات الأم (( ميشيل )) ودوره المفقود في تربية الأولاد، ما توقفت لديه أيضاً، أن الثروة التي جاءتهما متأخرة لم تتسلل عبر العمل السياسي، بل عبر مبيع كتابين كان أوباما قد ألفهما، وبيع منهما كميات هائلة إثر ترشحه لمنصب سيد البيت الأبيض .

توقفت أيضاً لدى جملة قالها في أحد مهرجانه الخطابية وكانت زوجته بالقرب منه، إن الزواج من سياسي ليس بمكافأة، لكن أوباما وفق زعم السيدة الأميركية الأولى يهوى العمل في الشأن العام، ويستحق التشجيع .

أغلب الأميركيين، يجهل ما يحدث في سوريا، لأنه لم يزرها، أو لم يقابل سوريين أثاروا انتباهه ما يحصل في ذلك البلد المسكين، أغلب الأميركيين لديه نوع آخر من المشاكل، ويقال أن (( من لم يعش تجربتك لن يشعر بك أبداً )) .
وهذا يترك فينا غصة كبيرة، بأن أميركا لم تلعب دوراً إيجابياً في وقف الدم السوري، مع أنها قادرة على فعل ذلك قبل أن يبدأ .

أميركا هي الأخرى مرت بحرب أهلية قاسية بين ولايات الشمال والجنوب، لكن وكما في كل الأزمات تصدر المعاناة رجال دولة من معدن ثمين ، يتصرفون بحكمة ويرسمون خطاً للخروج من الأزمة ويصنعون جميع الظروف لأجل عدم الوقوع فيها ثانية ..

في نهاية البرنامج ولم أستطع مقاومة المقارنة بين أزمتنا وما أعرفه عن تلك الحرب .

فالحروب الداخلية تشترك جميعها، بأنها احتجاج على واقع يجب أن يتغير، لم ينجح المتصارعون على إلاتفاق عليه سلماً، فلجأوا إلى القوة، وفي لحظة معينة أنهك المتقاتلون، أو أن أحد الأطراف يستسلم لارادة الخصم مرغماً .

وفي عبارة أخرى أنه (( ليس في الحرب من رابح )) .

فالحرب تترك مصائب كثيرة وخسائر لا تعوض، لأنها تسحب من مسرح الحياة أشخاصاً كانوا ممتلئين بالحياة والآمال في صناعة مستقبل يليق بهم . لكن تعنت أحد الأطراف وقلة حكمته تؤدي إليها.

وفي التجربة السورية، لا أدري ما هو دور أسماء الأخرس في تأجيج الصراع السوري، فهي لم تخرج في مقابلة تلفزيونية وتعطي رأيها، باستثناء مرة يتيمة قالت أنها تؤيد زوجها، لكن الصحفي لم يحرجها بسؤال !!!
في ماذا !!! في قتل واعتقال السوريين لكي يبقى في السلطة ؟؟؟؟

أسماء الأخرس ولدت وعاشت في بريطانيا، وهي من أعرق الدول الديمقراطية في العالم، وابنة طبيب جراح !!
لكن ثبت أن كل هذا هراء وليس ذي تأثير أمام العصبية العائلية والمصالح المادية .

لقد انتحرت ناديا زوجة ستالين الثانية لأنها لم تستطع تغيير الكثير في زوجها، الذي تسبب بمقتل الكثيرين من الروس، حاولت لكنها لم تنجح، وأنهت حياتها كثمن لاخفاقها ولدور لا تريد أن تلعبه .

لا أدري ماذا حاولت أسماء وبماذا نجحت، والأغلب أنها لم تحاول، ولم تشعر بأي تأنيب للضمير، لأنها ترى العالم من منظار ضيق جداً، هو مصالحها ومصالح عائلتها، وبالتالي فإن العيش في لندن والدراسة فيها لم يمنحاها منظور جديد لتقييم الأشياء .

وأجزم معكم أنها لو ملكت هذا المنظور، لما تزوجت بشار الأسد، ولفضلت أن تكون عزباء يقية العمر على أن تكون شريكة ومتآمرة في القتل مع أعتى مجرم عرفه التاريخ المكتوب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. ”قاتل من أجل الكرامة“.. مسيرة في المغرب تصر على وقف حرب الا




.. مظاهرة في جامعة السوربون بباريس تندد بالحرب على غزة وتتهم ال


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المشاركين في الاعتصام الطلابي




.. بعد تدميره.. قوات الاحتلال تمشط محيط المنزل المحاصر في بلدة