الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الارهاب ... هل يمكن محاربته ؟

نعمة ياسين عكظ

2014 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


الارهاب .. وهل يمكن محاربته ؟
الجنس البشري لا يختلف عن بقية الحيوانات بتركيبه البايولوجي ، الا انه يختلف عن بقية الحيوانات بسعة تفكيره نظرا لتطور عمل الدماغ . وبذلك توصل المجتمع البشري الى مجموعة من القيم والاخلاق والعادات والطباع تنظم العلاقات بين افراده بما يختلف اختلافا كبيرا عن طباع الحيوانات التي يحكمها قانون البقاء للاقوى .. فقد يقتل الحيوان حيوانا اخر ويتغذى على لحمه .. او يقتله ليسلبه صيد معين .. وقد جائت كلمة الانسانية لتشير الى مجموعة من الطباع التي يتحلى بها الجنس البشري وهي تفضي اغلبها الى المشاركة والمساعدة والمسامحة بين ابناء المجتمع الواحد ... واصبح المجتمع البشري تربطه علاقة القرابة او الصداقة او الانتماء الى مجموعة معينه هي من سمات المجتمعات البشرية .. وظلت نزعة الغلبة والسيطرة وهي من بقايا الغرائز الحيوانية بين المجاميع سواء قبائل او قوميات .. وكانت تعقد الاتفاقيات بين هذه المجاميع للمساعدة بينها او للمشاركة او لتجنب الحرب بينها .. لتتسع هذه العلاقات وتبني الدول .... وكل هذا يجري من اجل تعميق القيم الانسانية وتطويرها ، وقد عملت اغلب الاديان على تعميق ذلك .. الى ان وصلنا الى العصر الحديث لنرى مجموعات من البشر تنذر نفسها لخدمة بقية ابناء البشر دون مقابل والدفاع عن الشرائح من الاستغلال الغير اخلاقي من قبل الغير ... ومن هذه المنظمات مثلا منظمة حقوق الانسان ، وهي ما يعنيني اليوم بهذا الحديث .. وانا اسمع اعتراضاها على حكم اعدام تم تطبيقه على مجموعة من القتلة او الارهابيين في مكان ما من العالم ..
من خلال ما تقدم فان هناك فارق بين من يحمل شكل البشر بدون قيم انسانية فهو يمارس كل الاعمال والتصرفات الحيوانية فهو يسرق ويقتل ويظلم وغيرها بدون اي وازع انساني وبين ذلك الذي يحمل القيم الانسانية المعروفة .. فاعتقد اننا لايمكن ان نسمي المجموعة الاولى اناسا وندافع عنهم لان اسم الانسان لايشملهم بل هم مجموعة من حيوانات مفترسة لها شكل البشر
نعم انا اتفق بان الضروف الاجتماعية الموضوعية هي التي تبقي هؤلاء على حيوانيتهم واولها الجهل الذي يعمل على اشاعته مجموعة اخرى اكثر رقيا منهم ولكنها هي كذلك تفتقد القيم الانسانية والتي علينا ان نعاملها بالمثل ... فرجل الدين الذي يدعو لقتل الاخر هو كذلك خارج المجموعة الانسانية .. ومن يمتلك فضائية تدعو للتفرقة والحروب والقتل هو كذلك ايضا ... بل هؤلاء هم المجموعة الاخطر .. فرجل دين واحد ممكن ان يؤثر على الاف من الجهلة ويوجههم الطريق الذي يرغبه هو .. ومن ذلك قتل من يحمل افكارا غير التي يؤمن بها هو .. بل وصل الحد الى قتل مجاميع كونهم ينتمون اسميا لطائفة او مجموعة فكرية تختلف عن افكاره ...
اذن هل يوجد حل ؟ لتخليص الانسانية وحمايتهم من شرور هؤلاء ؟؟ .. اعتقد ان هناك حلول لو كانت هناك ارادة عالمية فعلية للتخلص من هذه النماذج ... فلو تبنت الامم المتحدة قرارا الزاميا يستند على المادة السابعة .. تلتزم بموجبه كل الدول بمنع رجال الدين او السياسة لكل من يدعو الى القتل او محاربة الفكر المضاد واعتباره ارهابيا مطلوبا من الشرطة الدولية .. وايضا منع كل فكر او تجمع يتبنى اقصاء الافكار المضادة له ومحاربتها .. كذلك على الدول التي تؤوي الكثير من اصحاب هذا الفكر بالالتزام بمنعهم من القاء خطبهم وفتاويهم الارهابية .. و العمل على غلق الفضائيات والمواقع الالكترونية التي تروج لهذه الافكار فلا اعتقد ان من المعقول السماح لشخص يدعو للقتل بحجة حرية الفكر والتعبير او فضائية معينة بحجة حرية الاعلام ... اي يجب ان توضع حدود معينة تنتهي عندها الحرية عندما يتعلق التصرف بحرية اشخاص اخرين او حياتهم ... ويجب وضع قوانين تلزم الدول بتطبيق ذلك والا تعتبر دولة راعية للارهاب وتطبيق المادة السابعة عليها ومحاربتها من قبل الجميع مثل ما حصل لصدام حسين ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا