الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الإسلاميين بالمغرب: نموذج للصراع السياسي السيئ السمعة بين الأحزاب.

حفيظ كرومي

2014 / 2 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


حفيظ كرومي - المغرب
العدالة والتنمية احتل المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم 25 نونبر 2011، بأغلبية 217 مقعد في مجلس النواب، وبحكومة ائتلافية ضمت كل من حزب الحركة الشعبية ،الإستقلال والتقدم والإشتراكية ـ وهي النسخة الأولى من حكومة بنكيران التي عمرت في المشهد السياسي بالمغرب حوالي 644 يوم.
وسط الاضطرابات الاجتماعية والسياسية التي عاشتها المنطقة بداية سنة 2011 استطاعت حكومة الاسلاميين ان تمتص غضب الشارع المغربي وتعيد الاستقرار للبلاد، فبعد خروج حركة 20 فبراير التي طالبت بإسقاط الفساد والاستبداد والمطالبة ب"الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية" وجابت شوارع عديدة من المملكة، خرج الملك محمد السادس بخطاب 08 مارس ليتجاوب مع مطالب الشارع المغربي ويعلن بداية جديدة لخريطة الاصلاح عبر تنظيم استفتاء لدستور جديد وانتخابات مبكرة تعد الاولى من نوعها من حيث عدد المقاعد التي حصدها حزب بنكيران.
بعد ان اشتدت الصراعات السياسية بالمغرب وكثرت الملاسنات الكلامية بين زعيمي حزب العدالة والتنمية وحزب الإستقلال، تقرر خلال مجلس وطني لهذا الأخير الانسحاب من الحكومة وأصبح بنكيران في حيرة من أمره خصوصا وأنه فشل في خلق انسجام وانضباط بين عناصر التحالف الحكومي، فكان على رئيس الحكومة أن بيحث عن حزب يعوض ما خسره من حزب الاستقلال فكان له أن تمكن من إقناع الأمانة العامة لحزب التجمع الوطني للأحرار بالانضمام للتحالف الحكومي بعدما اصطف حزب الاستقلال لصف المعارضة.
حزب المصباح كان قد وعد المغاربة في لقاءات عدة، باقتلاع رؤوس الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية وتذويب التفاوتات المجتمعية ومحاربة الريع واللوبيات المتحكمة، إذ سرعان ما صرح في حوار مفصل لبرنامج "بلا حدود" على فضائية الجزيرة القطرية يوم 25 يوليوز 2012، رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران -ضمن ما صرح به- بأنه لا ينوي "مطاردة الساحرات" ولا متابعة الفاسدين والمفسدين في جحورهم وأوكارهم، وإنما أتى إلى السلطة بنية إصلاح الوضعية الاقتصادية والاجتماعية المتردية للبلاد، وإخراجها من نفق الأزمة المستدامة التي تنهش مفاصلها ومرافقها منذ زمن طويل.
رئيس الحكومة في تعبيره عن اللوبيات ومجموعات الضغط التي لاتريد لمسلسل الفساد أن ينتهي بالمغرب، أصبح يستخدم مصطلحات تلميحية فقط ك "التماسيح والعفاريت " في إشارة منه إلى الجهات التي تقف أمام كل إصلاح للأوضاع بالمملكة.
من الخرجات البهلوانية التي أمطرنا بها بنكيران طيلة السنة الماضية هو أنه أبى إ أن يودع سنة 2013 بمصطلح " التبوريدة" حيث دعا مجلس المستشارين للتبوريدة ووصفها بأنها حق لرئيس الحكومة ولأعضاء المجلس، ليحول فضاء البرلمان مسرحا "للتبوريدة " تمارس فيه سياسة "الباكور الهندي".
الحصيلة حتى الآن من انجازات الحكومة المغرية تبقى هزيلة وغير متوافقة مع تطلعات الشارع المغربي والرهانات التي علقت عليها، ومن أبرز القرارات التي اتخذتها حكومة بنكيران هي الزيادة في قيمة المنح الجامعية للطلبة، وانطلاق مسلسل إصلاح صندوق المقاصة من خلال ربط ثمن المحروقات بالسوق العالمية وتدابير أخرى ستمكنها من إصلاح الصندوق الذي أثقل كاهل ميزانية الدولة لعقود طويلة.
كما فتحت ورش إصلاح صندوق التقاعد الذي يشرف على الإفلاس النهائي وهو من بين أكبر التحديات التي تواجهها الحكومة خلال ولايتها. أيضا نجحت في إقرار تخفيض أسعار حوالي 800 نوع من الأدوية، معظمها خاص بالأمراض المزمنة، الأمر الذي دفع لوبي الصيادلة إلى رفض قرارات الحكومة بل وصل الأمر إلى الاعتداء الجسدي على وزير الصحة السيد الحسين الوردي.
وحسب وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي،فإن الحصيلة الحكومية في 2013 "ايجابية ومشرفة" رغم الظروف الصعبة والتحديات الاقتصادية الخارجية، والإشكالات السياسية التي عرفتها الأغلبية الحكومية.
وقال إنه على الصعيد الاقتصادي، سجلت الاستثمارات الأجنبية ارتفاعا بأكثر من 30 في المائة بين سنتي 2012 و 2013 ، وأن الاستثمار العمومي، حافظ على مستوى مشرف بالرغم من أنه انخفض من حوالي 21 مليار دولار، إلى 20 ملياردولار،وسجل أن هنالك مجهودا على مستوى الاستثمار ينعكس على التشغيل حيث تم في السنة الماضية توفير أزيد من 127 ألف منصب شغل.
وفي جولة جريدة "المستقبل المصرية" لاستطلاع آراء المواطنين المغاربة حول أداء حكومة الاسلاميين ، فكانت التصريحات كالتالي:
بلال – 18سنة ، طالب تخصص الصحافة والإعلام : لقد دغدغ بنكيران مشاعر المغاربة عبر شعاراته الرنانة التي كان يطلقها في حملته الانتخابية ولقد سرق أحلامهم يوم سكب عليهم برنامج تنموي ملئ بالانجازات والمكتسبات التي وعد بها المغاربة، غير أن الواقع كشف النقاب عن ما ضمره بنكيران في صدره منذ ترشحه للإنتخابات التشريعية ، نريد منجزات ظاهرة بالملموس ، لا "تبوريدة في البرلمان".
أمين – وجدة : بنكيران زاد في كل شئ، الأسعار مرتفعة، الاوضاع محتقنة، الكل يشكو، لا أحد يضحك، نستقيظ وكلنا أمل أن لا يقرر بنكيران فجأة فرض ضريبة على صبيب الهواء الذي سيتحكم فيه هو ووزراء ماليته،... وبكل بساطة فإن بنكيران وشباط لوثوا الوسط السياسي بالمغرب بما يكفي، أما آن الآوان لكي ننعم بشئ يسمى "الوطن" ؟
محمد – الراشدية: حكومة بنكيران عبارة عن خشبة مسرح عليها ممثر بمشاهدة "توم وجيري" يتقافزان في الساحة السياسية بالمغرب، ودائما ما نضمد جراحنابأيدينا ونرجو الله أن " يبدلو ساعة بأخرى" و أن ينهوا هذا المسلسل الذي يدعو للسخرية حتى الميوعة.
ياسين - أكادير : حكومة بنكيران ماضية في إصلاحها، ولايمكن للإصلاح أن يأتي دفعة واحدة، الأمر يتطلب كثيرا من الوقت لقطع الطريق على "التماسيح والعفاريت" وإعادة تصحيح منحى الاقتصاد المغربي على أسس واضحة وهذا يتم بالتدرج، إضافة إلى أنما يصلحه بنكيران اليوم هو نتيجة لتراكم الفساد لأزيد من أربعة عقود، اختلاسات نفذها السابقون ويدفع ثمنها اللاحقون – اقصد حكومة بنكيران.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب