الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العولمة و سيميولوجيا الحجاب بين العامة و الصوفية

أسماء عيادي

2014 / 2 / 16
العولمة وتطورات العالم المعاصر


تعد السيميوطيقا العلم الذي يدرس العلامات، الرموز و الأدلة اللغوية و الغير لغوية و غالبا ما يتم الخلط بين لفظي سيميولوجيا و سيميوطيقا، ففي حين ترتكز السيميوطيقا على العلاقة بين ثلاثة عناصر: دليل و مدلول و وظيفة قصدية، ترتكز السيميولوجيا على العلاقة بين عنصرين: دليل و مدلول و لكن مع ذلك تعتبر السيميولوجيا لفظا أشمل لعلم دراسة العلامات و الإشارات. يعد شارل ساندرز بيرس (Charles Sanders Peirce) إلى جانب فرديناند دي سوسير (Ferdinand de Saussure) أحد مؤسسي السيميائيات المعاصرة و تعتبر اللسانيات أحد أجزاء السيميائيات و لكنها تقتصر على دراسة الأدلة اللغوية فقط، في حين تدرس السيميولوجيا كل ما هو لغوي و ماهو غير لغوي، أي أنها تتعدى كل ماهو لغوي منطوق إلى ماهو بصري مثل لغة الصم و البكم و تحت هذا الإطار تندرج أيضا دراسة المعاني الدلالية للباس كالحجاب مثلا في هذا المقال.

تندرج دراسة معنى لفظ الحجاب لدى الصوفية تحت السيميولوجيا عموما و خصوصا لإشتمال تأويل المعنى على الدليل أي اللفظ اللغوي "حجاب" و المدلول أي التصور اللالغوي.
و الحجاب لدى الصوفية يتطابق مع النفس و صفاتها و أحكامها و رفعه رفع للمقام و مدخل للعلم أما بقاءه فحجب للأنوار الإلهية و يعتبر الوصول عند قوم الصوفية ارتفاع هذا الحجاب و زواله أو ما يعبّر عنه بالكشف و نشير إلى أن لفظ الحجاب لدى الصوفية و فلسفتهم في الكشف و الوصول لم يذكر في صددها أي تغيير.

أما دراسة معنى لفظ الحجاب و دلاليته لدى العامة فتندرج تحت السيميولوجيا عموما و السيميوطيقا خصوصا و ذلك لإشتمال تأويل المعنى على الدليل أي اللفظ اللغوي "حجاب" و المدلول أي التصور اللالغوي و الوظيفة القصدية و تتغير الوظيفة القصدية بتغير البيئة و الثقافة و لدراسة تغير الوظيفة القصدية للحجاب لدى العامة إخترنا قبل و زمن العولمة.
نذكر مجملا المعاني الدلالية للحجاب قبل زمن العولمة و هي عموما رمز إيمان، رمز عفة، رمز كف الأذى، غض البصر و إخفاء الزينة.
مع زمن العولمة تشهد الوظيفة القصدية للحجاب تغيرا ليصبح رمزا للإسلام و فضاء فصل و محافظة على الهوية في وجه العولمة إضافة إلى أنه رمز للصراع الثقافي كما نشير إلى إستبعاد الحجاب اليهودي و المسيحي و المندائي من الصورة.

يلاحظ أن لفظ الحجاب لدى الصوفية لم يعرف تغييرا دلاليا و بقيت دلاليته ثابتة مع العولمة بينما شهد لفظ الحجاب عند العامة تغييرا دلاليا و نرجع ذلك مبدئيا لإشتمال علامة الحجاب لدى العامة على مكون ثالث أي الوظيفة القصدية.
ملاحظة أخيرة هذا المقال تلخيصي و ليس تفصيلي تسويغي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط